اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 09:14 م

عادل السنهورى

حديث الفكة والسفهاء والجهلاء

الخميس، 29 سبتمبر 2016 10:00 ص

هل كان من الطبيعى أن نرد على السفاهة والسفالة والجهالة والتفاهة من بعض الجهلة، الذين مارسوا جهلهم بمنتهى التفاخر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بعد حديث الرئيس السيسى عن «الفكة»، وكيف أنه يمكن توظيفها لصالح مشروعات قومية؟

 

هل أى تعليقات واستخفاف وردود مسيئة وجارحة وجاهلة تستحق عناء وتعب الرد عليها، أم أن التجاهل والترفع عن التعليق هو الرد الأمثل عملا بالقول العربى «إذا خاطبك السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت».
 
والأمام على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، يقول: «خاطبت عالماً فغلبته بعلمى وخاطبت جاهلاً فغلبنى بجهله».. والجاهل هنا يقصد به الحقير، ويقول الإمام الشافعى رحمه الله: يخاطبنى السفيه بكل قبح.. فأكره أن أكون له مجيباً..يزيد سفاهة فأزيد حلماً.. كعود زاده الأحراق طيباً.
 
هل الرد بالمنطق والعقل فى هذه الحالة أمر طبيعى، أم التجاهل هو الحل الأمثل والمناسب على «شوية جهلة» فرحين بجهلهم وبشكل علنى على مواقع التواصل الاجتماعى؟
 
وللأسف وجدت نفسى، خلال اليومين، مدفوعا للدخول فى نقاش عقيم مع أحد الجهلة، الذى كتب إساءات وبذاءات على الفيسبوك لا تنم عن جهل فقط، وإنما عن سوء تربية وانحطاط أخلاقى.
 
وللأسف مرة أخرى تضطر إلى التعامل بالعقل والمعلومات، وتشرح بهدوء عن مقاصد الرئيس وأهمية كلامه عن « الفكة»، التى لا تستفيد منها الدولة ولا الأفراد العاديين، لأنها تضيع فى المعاملات، سواء المصرفية أو خلال المعاملات اليومية العادية مع المصالح الحكومية، والسوبر ماركت و«الدليفرى» وفى المواصلات العامة وغيره.
 
هل يعرف الجهلاء كم حجم الفكة التى تضيع دون أن تستفيد منها الدولة فى شىء؟ حوالى 1.2 مليار جنيه سنويا فى المعاملات المصرفية فقط، ومرشحة للزيادة مع زيادة قاعدة المتعاملين مع البنوك.
 
فحجم العمليات المصرفية اليومية فى الجهاز المصرفى المصرى يصل إلى نحو 10 ملايين عملية مصرفية يوميًا، وعلى مدار 20 يوم عمل شهريًا، وبمتوسط معدل كسور الجنيه- الفكة- نحو 50 قرشا، أى بمعدل حصيلة شهرية من الممكن أن يصل إلى نحو 100 مليون جنيه.. ياااه معقولة.. ولا اللجوء للجهل والسخرية هو الطريق السهل والرخيص.
 
وهل سخر الفرنسيون من جاك شيراك فى السبعينيات، عندما كان عمدة باريس، وأطلقت زوجته حملة الفكة لإنشاء صندوق لتمويل الحالات والخدمات العلاجية.
أيها الجهلاء والسفهاء رفقا بنا وبأنفسكم أولا!