اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 01:00 م

غلاق الكتاب

كتاب عن أحمد فؤاد نجم يرى أنه "بلاغة التراث البديل"

كتب أحمد منصور الأربعاء، 28 سبتمبر 2016 07:00 ص

أحمد فؤاد نجم علامة فى تاريخ النضال بالشعر، اختلف بعض النقاد والشعراء حول حجم شاعريته، لكنهم أجمعوا على تميز شخصيته وخصوصيتها، وعلى الرغم من الجدل الذى دار حول تجربته، فقد أجمع العامة على محبة ما يقول وما يكتب، لا يدعى علما عميقا بالشعر وسراديبه، لكنه يعرف هدفه كرصاصة تذهب لهدفها مباشرة، هذا ما قاله المؤلف كمال نجيب عبد الملك، خلال كتابه "أشعار أحمد فؤاد نجم.. بلاغة التراث البديل"، الصادر عن المركز القومى للترجمة وتحرير وتقديم مسعود شومان.

ويقول الكاتب بالرغم من عدم حصول "نجم" على أى تعليم نظامى، فهو من أهم شعراء العامية فى عصرنا، فهو  يبدو لنا فنانا بوهيميا تارة، ورجلا فاجوميا سليط اللسان تارة أخرى، وهو شاعر ينظم بعامية مواطنيه مستخدما الأشكال الفلكلورية فى أشعاره، وعلى عكس شعر الفصحى نجد شعر نجم العامى يقترب إلى قلب وعقل الغالبية العظمى من مواطنيه المصريين، حيث يشعر أنه مستمد من لغة الشارع المعبرة عن حكمة وسخرية الأمة المصرية، إلا أنه لا يستخدم التراث الشعبى بطريقة آلية ولا لكى يسترضى الجماهير، فهو يمزج التراث الشعبى بصوته الثورى ويشحن بطارية الموروث بتيار الحداثة والثورية والالتزام بقضايا الفقراء والمحرومين، وإذا كان الموروث الثقافى يحض العامة على التصالح مع مواقعهم وقدرهم فى الحياة، ولو كانت مأساوية، فإن أشعار نجم تحتفل بقدوم بلاغة جديدة، بلاغة بديلة تنفض عن جسدها قدرية التراث وتقاليده البالية.

لقد تناول الباحث ظاهرة استلهام نجم لبعض عناصر المأثور والتراث الشعبى معرجا بشكل سريع على عدد من الأنواع والعناصر الشعبية، حيث يؤكد أن التناص مع بعض عناصر الثقافة الشعبية بتنوعاتها، وآليات تشكلها فى بنية النص الشعرى تعد واحدة من الاستراتيجيات التى يعتمدها معظم شعراء العامية، ولا تقتصر ظاهرة التناص عند الاستلهامات الفولكلورية وحسب، وإنما تتسع لتشمل التناص مع تراثات عدة، لكن ما يشغلنا هنا هو مناقشة بعض الآليات ورصدها، فضلا عن مقاربة العلاقة الشائكة بين النص الشعرى/الفردى، والنصوص الشعبية/نصوص الجماعة، من هنا يمكننا أن نقرر بداية أن شعر العامية لم يكن امتدادا للزجل، أو للشعر الشعبى، يدعونا إلى هذا القول أن هناك ربطا متعسفا يعقد أواصر صلة ما بين الشعبى والعامى، ويجعل الأخير امتدادا له، ولعل هذا الربط مصدره ردة الأشياء إلى مصدر محدد يعرفونه، ويمسكون بأدواته أو لا يمسكون، المهم هو البحث عن بئر يمكن أن نرد إليها كل قطرة ماء مهما بدا شكلها مختلفا، فما اسهل أن تضع كل نوع أدبى فى درج محكوم الغلق لتتخلص من أزمة التصنيف، ولعل هذا الربط هو ما جر بعض النقاد إلى عقد صلة وهمية بين ما يسمونه المصدر/ الأصل وكل جديد لا يجدون له اسما، أو شارة يعلقونها على وجهته، وهم يفعلون ذلك لوضع نموذج قياسى يمكن الحكم به على الأنواع الأدبية الجديدة.

مؤلف ومترجم الكتاب،الدكتور كمال عبد الملك أستاذ الأدب العربى فى الجامعة الأمريكية فى دبى، حاصل على جائزة التفوق من جامعة براون، ومن الجامعة الأمريكية فى دبى لعامين متتاليين لتميزه فى التدريس والأبحاث الأدبية، له عدد كبير من المؤلفات بالإنجليزية والعربية، ومن مؤلفاته "بلاغة العنف: العرب واليهود فى الأدب الفلسطينى والسينما الفلسطينية المعاصرة"، و "التقليد والحداثة وما بعد الحداثة فى الأدب العربى".