اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 11:56 ص

كريم عبد السلام

عايزين نسوان يا حوينى !

بقلم : كريم عبد السلام الأربعاء، 28 سبتمبر 2016 03:00 م

 
 لم يكن شيوخ الجماعات السلفية ليجرءوا على تحدى الدولة ومؤسساتها والأزهر وعلمائه والأوقاف وخطبائها ، لو لم يكونوا مدعومين ماليا من الخارج ، ما بين الشرق الصحراوى المتخلف الساعى لفرض ثقافته بالأموال السهلة والتى لا تنهض إلا على تدمير ثقافات الدول العريقة ، وبين الغرب الاستعمارى الذى يستهدف نشر ثقافته الاستهلاكية العدمية لضمان تحول بلادك إلى سوق تابع لسنوات طويلة أو تدميرها فعليا بميليشيات التطرف.
 
ومابين الشرق البترولى وثقافته الصحراوية والغرب الاستعمارى وثقافته التدميرية الاستهلاكية ، خرجت دعوى تجديد الخطاب الدينى من مصر على فترات متباعدة كلما اشتد ظلام التخلف والعدوان ، وكانت  آخر تلك الدعوات التى أطلقها السيسى مع بدء توليه مهام المسئولية فى محيط وطنى وعربى ودولى مضطرب للغاية ، فبينما تحرص دول الصحراء العربية على الجمود وتصدير تخلفها الثقافى باعتباره خط دفاع من الخارج وتشكيل ولاءات لها قوة الميليشيات والعصابات المسلحة فى دول الجوار ، تستخدم القوى الغربية التى باتت تعرف بالاستعمار الجديد مناهج خلق وإطلاق الجماعات الوحشية التى تتوارى وراء قشور مشوهة من التفسيرات الإسلامية لتقوم بدور مصاصى الدماء أو الزومبى فى الأفلام الأمريكية الشعبية ، هذه العصابات تتحرك عبر عرابيها وأمرائها التابعين للأجهزة الاستخباراتية الغربية لتدمير وتفتيت المنطقة العربية ويجرى دعمها وتمويلها علنا فى وضح النهار باعتبارها الوكيل المحلى للاستعمار المهيمن.          
                                                       
 كان الطرح الأساسى للسيسى لتجديد الخطاب الدينى أن الاسلام بريء من وحشية العصابات التى تذبح وتقتل وتهدم لمصلحة الاستعمار الغربى وأن على المسلمين أن يدافعوا عن دينهم بإعلاء جوانبه الحضارية والإنسانية ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن تجديد الخطاب الدينى وإظهار الصورة الحضارية المتقدمة للاسلام يحمى الشباب والأجيال المقبلة من الانخداع بالشعارات البراقة لتجار الحروب والمتطرفين وبالتالى يحرم تلك الجماعات من وقودها الأساسى ، فهل كانت مؤسسات الدولة على قدر الحلم بتجديد الخطاب الدينى ؟
 
 لو كانت الإجابة بنعم لما استطاع السلفيون إطلاق فتاويهم المفسدة للمجتمع ، و لو أن الدولة باسطة سطوتها القانونية وقادرة على الردع ، لما استطاع أمثال حجازى يوسف أن يتحولوا إلى منصات لنشر الجهل وتقسيم المجتمع لدرجة تحريمه الاختلاط فى الجامعات وقوله مش عايزين نسوان!  
   
مؤسسات الدولة تتحرك بتثاقل نحو ما تظنه سد الثغرات وتجديد الخطاب الراكد ولا تتورع عن المزايدة على السلفيين والمتطرفين بسجن أصحاب الأفكار التجديدية لمواجهة التخلف لكنها تستخذى فى مواجهة أمير الجماعة الاسلامية والشيوخ الممولين من صحارى الخليج وهم يقصفون المجتمع كل يوم بخطاب التطرف ، ولذا لا نستغرب عندما يتحول حلم تجديد الخطاب الدينى إلى مجرد تصريح لخطبة الجمعة أو محاولة تعميمها أو إلى مشادة تلفزيونية بين شيخين جلباً للاعلانات !