عبد الرحمن البيلى يكتب: التطرف اللا عقلانى

يا أصحاب الحناجر العنترية والشعارات الفولاذية والسيوف الخشبية أفيقوا من غفلتكم كفاكم تمزيقاً فى شراع سفينة الوطن فالسفينة تغرق حقاً تغرق. بلا مقدمات لابد أن نقف جميعاً ونصطف سوياً لإعلاء مصلحة الوطن، ونبذ خلافاتنا ومجابهة منطق التطرف اللاعقلانى الذى تغرسه ثقافة سطحية أجد من الشجاعة أن نقر بها لتفاديها مع الأجيال القادمة، وخصوصاً فيما يخص أداء الحكومة فى هذه المرحلة إما أن تسمع عبارة تسقط الحكومة وكأنهم أعداء البلاد فى مجتمع من الملائكة الأطهار، أو تسمع مديحاً مريعاً لأداء الحكومة على كل المستويات وكأن سيدنا جبريل عليه السلام نزل عليهم بالوحى. وهذا يعكس ثقافة مجتمعنا والكبت الذى عانى منه طويلاً والذى قسّم المجتمع إلى فريقين.

 

الفريق الأول: يعانى من هاجس الخوف من المجهول وتشجيع من هو فى الحكومة أياً كان مسماه ويمشى بجانب الحائط وربما بداخله.

 

الفريق الثانى: يعانى من قاعدة أنا أعترض وهو يحب أن يكون معارضاً ولسان حاله يقول: سأعارض من هو فى الحكومة حالياً ومن سيأتى ومن فات، أنا أعترض إذاً أنا موجود. ولو سألنا الفريقين سؤالاً محدداً. ماهو تقييمك للحكومة الحالية؟ 

 

ستكون إجابة الفريق الأول كالآتى: الحكومة نجحت فى مهمتها بنسبة تفوق الـ100٪‏ إنه المجد فى الأعالى وعلى الأرض السلام. 

 

وتكون إجابة الفريق الثانى كالآتى: الحكومة فاشلة فاشلة فاشلة أما ترى الأسعار إنها حكومة تفتك بالأحرار وتنشر الدمار وتقمع الثوار إنه العار العار العار.