اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 06:33 ص

محمد بديع مرشد الإخوان

مبادرة "واشنطن" بين الإخوان وعصام حجى تعمق انشقاقات الجماعة

كتب كامل كامل - أحمد عرفة الأحد، 18 سبتمبر 2016 03:59 ص

لأول مرة منذ إنشائها، تنقسم القيادة الجديدة لجماعة الإخوان التى يتزعمها محمد كمال عضو مجلس الإرشاد والمعروفة باسم جبهة اللجنة الإدارية العليا، والمتواجدة فى اسطنبول، بسبب مبادرة واشنطن، التى أعلنت عنها قيادات فى جماعة الإخوان وحلفاء لها فضلًا بمشاركة عصام حجى العالم المصرى بوكالة ناسا، وذلك من خلال ورش عمل تم إقامتها فى العاصمة الأمريكية واشنطن.

 

ففى الوقت الذى انتقدت فيه قيادات باللجنة الإدارية العليا للجماعة، القيادات التاريخية برفض المبادرة، معتبرين ذلك موقف غامض غير واضح، أيدت قيادات آخرى من اللجنة رفض شيوخ الجماعة للمبادرة، الأمر الذى يظهر الانقسام داخل القيادة الجديدة للجماعة.

 

وتجلى الانقسام داخل الجبهة الجديدة للجماعة، عندما أعلن عز الدين دويدار دعمه للمبادرة بعدما رفضتها الجبهة بشكل رسمى.

 

وقال عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، فى تصريحات له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، "بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا، أنت لما اعترضت على مبادرة واشنطن كنت قبلها قرأت نسختها الأصلية؟ طيب هل إحنا فاهمين الفرق بين أن يكون فيه وثيقة أو مبادرة لوضع إطار للتفاهم، وبين وثيقة أو مبادرة متقدمة للتوافق والمصالحة؟".

 

وأضاف:"هل أنت فاهم إن مبادرة واشنطن ليست مبادرة للمصالحة، وأنها مجرد جهد لهيكلة العلاقة  بين حلفاء الإخوان، هو ليه إحنا عصبيين كده وبنشتم قبل ما نفهم".

 

وفى ذات السياق، اعترف عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، بعدم وجود أهداف واضحة للإخوان خلال الفترة الحالية، وعدم وجود خطاب سياسى واضح أيضًا.

 

وقال "تليمة" فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "للأسف كان من أخطاء خطابنا السياسى كإخوان، إننا عارفين أحنا مش عايزين إيه، ورافضين إيه، فخطابنا كان معظم عباراته: لا لكذا، ولا لكذا، لا نريد كذا، ولا نريد كذا".

 

وأضاف تليمة: "طيب حضرتك ماذا تريد؟ عايز إيه؟ وإيه أدواتك للى أنت عايزه؟، وانتقلت عدوى خطابنا السياسى لكل من وقف معنا واقترب منا، حتى أصبحنا شطار فى ماذا نرفض، ولا نحسن التعبير عما نريد، والسبيل لتحقيقه.. اقرءوا ردودنا على كل المبادرات سواء كانت صح أو غلط، متفق معها أو مختلف، كل تعليقاتنا منذ عزل مرسى فى الجانب السلبى، لكن الجانب الإيجابى، لا نبادر بشئ".

 

وتابع: "لا تجد لنا مبادرة واضحة بماذا نريد؟ ممكن بعد شهر اتنين تلاتة يقعد كل من يقول لا على أى شئ، يكتب لنا رؤيته القائمة على نعم لكذا، نريد كذا".

 

وفى المقابل قال عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى لجماعة الإخوان فى الخارج، إن مبادرة واشنطن، التى أعلن عنها بعض حلفاء الإخوان لم يتم التمهيد لها، وانطلقت من مكان مثير للجدل، كما حوت مادة صادمة للغالبية تتحدث عن أن "الدولة لا هوية ولا مرجعية لها إلا مدنيتها".

 

وأضاف دراج فى مقال له: "محاولة طرح مثل هذه المبادئ والوثائق والإعلانات سيؤدى دائمًا إلى تفخيخ العمل، ولن يصل إلى الغرض الذى تفرضه طبيعة المرحلة من تحقيق أكبر قدر ممكن من الإجماع، ولهذا فأنا أبدى تحفظى المبدئى على مجرد إصدار مثل هذا الإعلان".

 

وأشار رئيس المكتب السياسى للإخوان فى الخارج إلى أن مبادرة واشنطن تضمنت ألا يتدخل الدين فى الدولة، ولا تتدخل الدولة فى الدين، وهو ما جعل الكثير يأخذ موقف عدائى منها، وأن هناك بعض المشاركين فى المبادرة طرحوا أن تكون مصر بلا هوية، ولكن تم التحفظ على هذا الرأى.

 

وبدوره، علق محمد البر، القيادى الإخوانى، على مبادرة واشنطن قائلًا "بصرف النظر عن الموقعين عليها، ودون الخوض فى نياتهم، وكذلك أيضًا مع تقديم الشكر لهم على ما يبذلون من جهد، فمن المعلوم أن هذه المبادرة ليست الأولى، ومن المؤكد أنها لن تكون الأخيرة، وكذلك فإن كل مبادرة مثيرة للجدل طُرحت، كان من الموقعين عليها عدد غير قليل من الموقعين على هذه المبادرة، ومن المتوقع أيضًا بعد أسبوع أو اثنين أو أكثر أو أقل، أنهم سيوقعون على مبادرة جديدة، بإضافة بعض الشخصيات الجديدة، لكنها ستبقى كسابقاتها، مبادرات خالية من الروح، وإن شئت فقل: منزوعة الدسم، عديمة الفائدة، سيهيل عليها مقدموها التراب كما أهالوه على ما سبقها".

 

وأضاف فى بيان له، أن "هذه المبادرات صارت استنزافًا لتحركات الإخوان، وتفريقًا لمن كانوا سابقًا على قلب رجل واحد من ناحية آخرى، وإن زعموا أنها لإعادة الاصطفاف من جديد، فقد أصبح مصطلح إعادة الاصطفاف كالمصطلحات التى أفرزتها الحقبة الشيوعية، يتناولها الناس دون إدراكٍ لمعانيها، أو لمراميها".

وتابع :"بالله عليكم، كفى مبادرات من هذا القبيل، وابحثوا لنا عن أمور عملية جديدة، تساهم فى دفع العمل".