اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-24

القاهره 03:16 م

أحد تقارير دويتش فيله المسمومه عن مصر

لماذا تحولت "دويتش فيله" إلى منصة إعلامية لمهاجمة مصر؟.. ولماذا خصصت 250 مليون يورو للاستثمار فى الإعلام المصرى؟..القناة الألمانية تتبنى خط المعارضة الكاملة وتفتح أبوابها للمعارضين المصريين

يوسف أيوب
السبت، 06 أغسطس 2016 06:46 م

بقدر الهجوم الذى تتعرض له مصر من الإعلام الغربى، لكن يبقى وضع قناة "دويتش فيله"، الألمانية مثيرا للاهتمام والتساؤلات أيضا، فالإعلام الغربى يخصص جزءا من برامجه وكتاباته لاستهداف مصر، لكن القناة الألمانية على العكس تماما، فهى تبدو وكأنها تتخذ من الهجوم على مصر واستهدافها إستراتيجية عامة يسير عليها كل العاملين فى القناة.

 

دويتش فيله، أو "DW" هى المنصة الإعلامية الألمانية الرسمية الموجهة للخارج، ولديها إذاعة وتليفزيون وموقع إخبارى كان ينطق حين إطلاقه عام 2005 بثلاثين لغة، وكان به قسم عربى، وتمتلك عدة فروع ومكاتب على مستوى العالم، كما تمتلك أكاديمية إعلامية متخصصة ومراكز بحثية تتولى عقج دورات تدريبية فى مجالات الإعلام المختلفة.


تقرير دويتش فيله عن احتفال مصر بمرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة

ورغم الطابع الرسمى للقناة إلا أن تبنيها لخط المعارضة الدائمة للدولة المصرية يثير تساؤلات كثيرة حول الهدف من هذا النهج الذى تتبناه القناة، ولمصلحة من تفعل ذلك، ومن يتولى توجيه السياسة الإعلامية والتحريرية للقناة، التى تفننت تحديدا خلال العامين الماضيين فى الخروج ببرامج وتقارير إخبارية واقتصادية بها رسالة إعلامية محددة وواحدة، وهى الإيحاء بأن الدولة المصرية "فاشلة"، أو أنها غير قادرة على البقاء اقتصاديا، والهدف واضح بكل تأكيد وهو نزع الأمل من نفوس المصريين.

 

القناة تخصص لمصر جزءا كبيرا من خريطتها البرامجية، وتقاريرها الإخبارية عبر موقعها الإلكترونى من عينة "قبل 25 إبريل اعتقالات واسعة فى شوارع المحروسة"، و"الشعب المصرى يحترق غضبا بشأن قضية جزيرتى تيران وصنافير"، وإطلاقها فيديو حمل عنوانا مسيسا وهدفه معروف مقدما" حملات دعم السيسى رئيسا بحث عن زعامة مفقودة أم إعادة إنتاج للنظام القديم"، كما خصصت العديد من الحلقات الخاصة عبر برنامج "شباب توك"، للهجوم على الدولة المصرية من خلال استضافة معارضين للنظام فى مصر، وممن يستهويهم المعارضة على القنوات الأجنبية، وفى محاولة لذر الرماد فى العيون، فإن القناة تستضيف فى هذه الحلقات شخصية تتولى الدفاع عن الدولة المصرية مقابل ثلاثة يكيلون له الاتهامات، فى انحياز واضح لتيار معين، ما كان يجب أن تقع فيه قناة، رسمية مثل دويتش فيله.

 


اللعب على وتر الفتنة الطائفية 

الحيرة من توجهات هذه القناة وسبب رغبتها فى الانتقام من الدولة المصرية ستترسخ لديك حينما تطالع خريطة برامجها، التى عادة ما تستخدم للهجوم على فئة معينة داخل المجتمع المصرى، والهدف واضح وهو بث الفرقة والضغينة بين المصريين، وأيضاً اللعب على الفوارق الاجتماعية فى مصر، ومن هذه النوعية حلقات حملات عناوين "ما هو موقف شباب الثورة من تبرئة مبارك"، وحلقة أخرى عن مدى استقلالية القضاء المصرى تحت عنوان "الأحكام بحق الناشطين المصريين.. الالتزام بالقانون وتقييد المعارضة"، والغريب أن فى هذه البرامج اقتصرت القناة على وجهة نظر واحدة، وهى تلك التى تهاجم وبضراوة الدولة المصرية، لكنه هجوم بلا دليل ويفتقد المنطق والحيادية أيضا.

 

لن أتحدث عن استضافة القناة الإلمانية ذات الصبغة الرسمية للشخصيات المعارضة فى مصر، وتحول دويتش فيله إلى شاشة ينفذ منها هؤلاء على الداخل المصرى والأهم على الخارج أيضاً، فالهدف الأساسى هى إيصال رسالة للخارج بأن مصر دولة غير مستقرة، ولا نعلم لماذا تنتهج هذه القناة رسالة مثل تلك، لكنى سأتحدث عما هو أخطر من ذلك، وهو تخصيص القناة لـ250 مليون يورو للاستثمار فى الإعلام المصرى، عبر دورات تدريبية أقل ما توصل بأنها مشبوهة، وبروتوكولات تعاون للأسف الشديد انساقت إليها وسائل إعلام مصرية، خدعتها شعارات الحيادية التى ترفعها القناة الألمانية، دون أن يدرى الإعلام المصرى أن يقع فى فخ استهداف الدولة المصرية.

 

قد يعتبر هذا المبلغ كبيرا ومبالغا فيه، لكن إذا طالعت ما قامت وتقوم به القناة أو فلنقل "مؤسسة دويتش فيله" فى مصر ستكتشف أنه مبلغ ضئيل أمام الهدف الذى يسعون إليه، فهذه المؤسسة أبرمت مؤخراً بروتوكولات تعاون مع العديد من المؤسسات الإعلامية المصرية، وظهر لوجو القناة الألمانية على شاشات مصرية نتيجة هذه الاتفاقيات التى انتهت لبرامج مشتركة تتولى دويتش فيله التمويل بالكامل، وللأسف فإن التليفزيون المصرى إحدى المؤسسات المصرية التى أبرمت بروتوكول تعاون مع "DW"، وكذلك مؤسسة قومية مثل الأهرام التى دخلت عبر معهد الأهرام الإقليمى فى شراكة مع "DW" لتنظيم دورات تدريبية منها على سبيل المثال ورشة تحت عنوان "أصوات نسائية" .

 


الاهتمام بتقارير المنظمات الحقوقية المنحازة ضد مصر

ومؤخراً فتحت القناة أبوابها لشخصيات سياسية وإعلامية مصرية لا لكى يظهروا ضيوفاً فى برامجها، وإنما ليقدموا برامج تستخدم كمنصة إعلامية للهجوم على مصر والرئيس والحكومة.

 

هذه أمثلة بسيطة للدور الخفى والخطير الذى تقوم به المؤسسة الألمانية تجاه الدولة المصرية، ولا نعرف حتى الآن ما الدافع وراء هذا التوجه، هل تقف خلفه الحكومة الألمانية أم تأثرت المؤسسة بشخصيات قيادية بها لا تريد لمصر أن تنهض وتستعيد مكانتها التى تستحقها، أم هناك لغز خفى ويد خفية تحرك القناة والمؤسسة الرسمية الإلمانية ضد مصر، القضية من وجهة نظرى كبيرة وتحتاج لمواجهة أراها حتمية مع هذه المؤسسة التى بدأت تنشط فى مصر، قبل أن تتحول إلى سرطان ينهش فى جسد الإعلام المصرى.