اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 10:54 ص

محمد على يوسف

مجرد كلام

محمد على يوسف الخميس، 04 أغسطس 2016 05:40 م

امنع الكلام.. هذا هو فحوى كثير مما يقوله أو يكتبه كثير من المنحازين لفئة أو لشخص أو جماعة أو نظام بغض النظر عن الاتجاهات والخيارات التى يتبناها من يتم الانحياز إليهم.

امنع الكلام... هى خلاصة ما يفكر به المؤيد المنحاز حتى لو لم يكن له ناقة ولا جمل فى أمر تأييده وانحيازه. ولا يمكن وصفه بأنه من المنتفعين بوجود من يؤيدهم. فى نظر هؤلاء المانعين للكلام فليس من حقك أن تختلف أو تنتقد أبدا، من حقك فقط أن تمتنع.

تمتنع عن الكلام ولذلك المنع عدة مسالك من خلالها يصل المؤيد أو المنحاز إلى فكرته التى يفرض عليك بها أن تسكت ولا تتكلم ولا تجادل ولا تناقش ولا تعترض فضلا عن أن ترفض مثلا، لا سمح الله.

يصل مانعو الكلام لفرض فكرتهم، إما من خلال تسفيهك وتسفيه كل من يتكلم، من باب أن هؤلاء المعترضين بتوع كلام وخلاص ولا علاقة لهم بالعمل والإنتاج، وبالتالى عليهم بالسكوت خالص والتفرغ للعمل وكأن هناك تعارضا لازما بين القول والفعل، أو من خلال ادعاء وجود بواطن للأمور يستحيل على فهمك الضيق أن يدركها كما أدركها الوعى الخارق لمن يؤيدونهم، وبالتالى عليك أن تضع لسانك داخل فمك ولا تنطق لأنك ببساطة مش فاهم حاجة ولا تعلم ما يعلمه الأخ الأكبر أو الإخوة اللى فوق
يمكن أن يسكتك مانعو الكلام أيضا من خلال اتهامك ضمنيا بالمبالغة أو الكذب، حيث إن كل شىء فى نظرهم = تمام وليس فى الإمكان أحسن مما كان ويكون، وسيكون وبالتالى فكيف تجرؤ على تجاهل كل تلك الإيجابيات الصارخة والإنجازات الباهرة، وأستغفر الله أستغفر الله تنتقد وتعترض والعياذ بالله.
يمكنهم أيضا أن يخرسوك بالتعجيز
مش عاجبك الشىء الفلانى أو الموقف الفلانى أو المقولة الفلانية... طب فين البديل؟! هااا فين؟!
مخبيه فين؟!

طلع البديل لو راجل  وكأن الخطأ يصير صوابا لمجرد أنه هو الأمر الواقع، وأن المنابع قد جففت والسُبُل قد غُلِّقت فلا يستشرف البعض بديلا جاهزا ومن ثم فلا مجال إلا لحل واحد.

اسكت اخرس امنع الكلام زد على ذلك الإسراف فى وصف نظريات المؤامرات الكونية التى تحاك دوما ضد من يؤيدونهم مانعو الكلام والمعارك الفاصلة التى يخوضونها ضد المتآمرين، تحت كل حجر وخلف كل باب وطبعا هنا تبرز المقولة المشهورة 
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
ومفادها فى النهاية أيضا = اسكت .. اخرس.. امنع الكلام
أما لو فشل كل ذلك وتجاوز الشخص أسوار التحقير والتسفيه والتعجيز والتفزيع وتكلم واعترض والعياذ بالله.

فهنا يأتى دور التشكيك والتخويف 
لا شك أنك من المغرضين الحاقدين
بالطبع أنت بنقدك واختلافك أو حتى معارضتك واعتراضك ستكون جزءاً لا يتجزأ من المؤامرة التى تحاك على من يؤيدهم مانعو الكلام، ستكون عدوا لا محالة وسيسرى عليك ما يسرى على أعداء من ينحاز إليهم مانعو الكلام.

ولابد أن تخشى المصير الأسود الذى سيلاقيه أعداؤهم فى الدنيا وفى الآخرة.  وليس ثمة حل ينجيك من كل ما سبق إلا حلا واحدا أن تسكت تماما أن تبتلع لسانك وأن تقصف قلمك وأن تمتنع  تمتنع عن الكلام والسؤال الذى يطرح نفسه هنا بشكل ملح هو:
لماذا؟؟!

ما دام الكلام فى نظر مؤيدى كل فئة أو شخص أو نظام هو مجرد تضييع للوقت أو للجهد، وما دام لا يؤثر أو يغير أو يضر أو ينفع وما دام المتكلمون مجرد سفهاء أو حاقدين أو مشككين أو جاهلين أو مغرضين متعامين عن روعة وعظمة من قرر المؤيدون تأييدهم فلماذا يضايقهم الكلام إلى هذه الدرجة ويحرصون كل الحرص على إسكاته؟!

لماذا؟!

أليس فى النهاية مجرد كلام؟!