اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 10:34 م

القاتل

بالصور.. كواليس مقتل مسن على يد نجله بالزاوية الحمراء.. الابن يضرب والده بالشيشة ويذبحه ويقطع أصابعه.. وفاة الأم تصيب "العاق" بمرض نفسى.. وتجعله يتحدث مع كلاب الشارع.. والجيران: كان جدع وأهله مدلعينه

كتب- أحمد عبد الهادى الأربعاء، 31 أغسطس 2016 01:24 م

تختلف الجرائم حسب بشاعتها، وفى هذه القضية تختلف الفظاعة الإجرامية حيث إن المجنى عليه هو الأب والجانى هو نجله، حالة هيسترية ومرض نفسى تملكت من الابن العاق بعد فقدان والدته، دفعته ليقتل والده دون رحمة، حيث أصيب الشاب بحالة نفسية معقده بعد وفاة والدته، التى كان يتنفس الحياة بوجودها دفعته لارتكاب جريمته على حسب أقوال جيرانه، وبعدها فقد الشاب السيطرة على نفسه، وأصبح يصدر منه مواقف يتعجب لها أهالى منطقته.

ويعتبر موت شخص عزيز أمرا فى غاية الصعوبة على المُقرّبين منه، ورغم أن الموت هو الحقيقة المُطلقة فى هذه الحياة، وأن الموت مصير كل حى، إلا أن مشاعر الحزن والشعور بالفقدان قد تكون أحيانا قوية، وينتج عن فقدان الشخص لأقرب من كان له مرض نفسى قد يتجاهل الجميع علاجه أو الاهتمام به، فريد البالغ من العمر 32 عاما فقد والدته، التى كانت تمثل له كل شىء فى الحياة، من بعد وفاة والدته فى عام 2014 الماضى، ترك عمله ورفض العمل مرة أخرى، من هنا كانت نهاية فريد، الذى أكد كل جيرانه أنه كان مثالاً للشاب الذى يحترم والده ويساعده فى كل شىء فى المنزل، فريد يعيش فى منزل والده بمفردهما بعد وفاة والدته، وله شقيقتان متزوجتان، لكن الأمر فى الأيام الأخيرة كان مختلفًا تماما.

 

انتقل "اليوم السابع" إلى مكان الجريمة للتوصل إلى أسباب الحادث البشع، والتقت بجيران فريد فى منازلهم المتواضعة بمنطقة الزاوية الحمراء، حيث قال محمد سيد، "فريد كان طيب وغلبان وعمرنا ما سمعنا عنه حاجة وحشة فى المنطقة، وكان دايما بيساعد أى حد محتاج حاجة، بس كان دلوع قوى ومبيشتغلش خصوصا لما والدته ماتت مكانش بينزل من البيت، وأبوه كان بيصرف عليه وعمره محرمة من أى حاجة".

 

أما "أم رامى" قالت: "إحنا طول عمرنا جيران وعمرنا ما شوفنا خناقة حصلت بين فريد وأبوه، وكان بينزل فى حالة ويطلع فى حالة وعمرنا مشوفناه فى مرة بيشرب حتى سيجارة، وكان مربى شعره ومهتم بنفسه وعمره مزعل حد منه فى المنطقة".

 

وأضاف طارق "جاره": "فريد جدع وطيب وأبوه كان ديما بيصلى فى الجامع، لكن فى الأيام الأخيرة اتغير وكان بيرفض يرد على حد خصوصا لما حصلت خناقة فى الشارع وأتلم عليه عيال كتير ضربوه وعوروه، ورجع بعدها لقيناه ماسك مصحف فى إيده دايما ونازل يصلى، وبقى ينزل الشارع يقعد مع الكلاب يتكلم معاهم الليل كله، ويطلع بعدها ينام على طول وحالته النفسية اتغيرت، وده بعد فترة معاناة كبيرة عاشها بعد وفاة والدته اللى كان متعلق بيها جدا وبيحبها، واستكمل أن فى الأيام الأخيرة لاحظنا على عليه مواقف غريبة كتير وآخرهم موقف الصيدلية المجاورة للمنزل التى كانت تعمل بها سيدة منتقبة ودخل عليها فريد محاولاً خلع النقاب قائلا لها: "ورينى وشك أنتى راجل ولا ست".

 

وأكد "م.خ" صاحب صيدلية أسفل مكان الجريمة: "والد فريد طلب منه فى ليلة الحادث أى أدوية مهدئة لأن نجله فى حالة هستيرية شديدة وغير قادر على السيطرة عليه، لكن الصيدلى بحكم طبيعة عمله رفض مساعدته"، قائلاً: "مقدرش أديك علاج لحالة أنا معرفش فيها إيه"، وفى صباح الأحد علم بالحادث من أهالى المنطقة"، أما عن تفاصيل الحادث قال "عم محمد" أحد جيرانه، "أن شقيقة المجنى عليه كان تتصل بشكل مستمر بالقتيل للاطمئنان عليه، لكن فى ليلة الحادث فى الساعة 6 صباحا اتصلت ورد عليها فريد ولم يريد أن يتحدث وعاودت الاتصال مرة أخرى ولكن لم يرد، وبعد شعورها بالقلق عليه اتصلت بابنته التى تقيم فى منطقة السلام قائلة لها أنا قلقانة على أبوكى من فريد روحى أطمنى عليه، وبالفعل توجهت ابنة المجنى عليه إلى منزل والدها وظلت تطرق الباب ولكن لم يفتح لها أحد، وبمساعدة جيرانها استطاعت بالفعل كسر الباب وفتحه، وفوجئت بجثة والدها والدماء تغرق غرفته، وفريد جالسا على الأرض لم يتحدث مع أحد".

 

وتابع صاحب الصيدلية أنهم وجدوا سكينًا صغيرة وأخرى كبيرة فى عنق القتيل، بالإضافة إلى شيشة مكسورة فوق رأسه، وبنطلون جينز ملفوف حول رقبته لخنقه ووجدوا أيضا أطراف يده مقطوعة بسكين، وتم إبلاغ مباحث القسم بالحادث والقبض على فريد وهو فى حالة هستيرية جعلت قوات قسم الزاوية الحمراء تستعين بـ6 أفراد أمن لنقله من المنزل إلى قسم الشرطة".

 

وأشار "على"، صاحب سوبر ماركت بالمنطقة، إلى "أن والد فريد عمره ما حرمه من حاجة وكان ديما بيدينى فلوس أديهاله لما يكون صحى من النوم، وكان بياخد اللى عاوزه منى وأنا كنت أحاسب أبوه، وفريد كان بيحب والده علشان لما كان يجى يركن العربية بينزل يساعده ويقول بابا عينه بتوجعه وأنا لازم أساعده".

 

وكان رجال مباحث قسم شرطة الزاوية الحمراء تلقوا بلاغًا من "ولاء.ع.ف"، 37 سنة، ربة منزل، باكتشافها مقتل والدها "على.ف.م"، 69 سنة، سائق، والعثور عليه قتيلاً غارقًا فى دمائه داخل مسكنه.

 

وعلى الفور انتقل رجال المباحث بقيادة اللواء هشام لطفى نائب مدير مباحث القاهرة، وتبين من خلال الفحص سلامة جميع منافذ الشقة وعثر على جثة المجنى عليه مسجاة على ظهرها بغرفة نومه بملابسه الداخلية وبه إصابات عبارة عن (3 جروح طعنية وخذية بالرقبة أسفل الذقن وجروح قطعية بالساعد والعضد الأيمن وقطع بسلمية الإبهام اليمنى وسحجات وجروح سطحية بالرقبة والصدر والبطن والذراعين ملفوف حول عنقه بنطال)، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 2987 لسنة 2016م إدارى القسم وتولت النيابة العامة التحقيق، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة ولم يبدِ سببًا لارتكابها، كما تبين أنه يهذى ببعض العبارات غير المفهومة، بمناقشة أهليته والجيران تبين أنه يعانى من بعض الأمراض النفسية "مهتز نفسياً"، وأضافوا أنهم كانوا فى سبيلهم لعلاجه بإحدى المصحات النفسية، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق.

 

 


عمارة قتيل الزاوية الحمراء

واجهة منزل القتيل

مدخل منزل قتيل الزاوية الحمراء

سيارة القتيل

شقة القتيل

باب شقة قتيل الزاوية الحمراء

القاتل