اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 08:19 ص

علا الشافعى

علا الشافعى تكتب: رقابة على مزاج "اللى ماسكينها"..لا أعرف سر الانزعاج المبالغ فيه من مفردة "البس" بفيلم "عشان خارجين"..مسئولو الرقابة يحاسبون المبدع وصاحب العمل على "النوايا"..ويخشون غضب "سعادة البيه"

الإثنين، 29 أغسطس 2016 10:00 ص

يحدث في مصر فقط أن ينتفض جهاز الرقابة لأجل مشهد أو لقطة سينمائية يخشى مسئولو الرقابة أن تغضب "سعادة البيه" أي كان "البيه"، في مصر فقط يخشى الرقباء من غضب المسئولون ويعملون الف حساب خوفا على المجتمع وآدابه وأخلاقياته، ويتوجسون من كلمة سياسية أو إرهابي وكل ما سبق  يحاول المبدعون التعامل معه دائما وأحيانا التحايل علي ما تطلبه الرقابة، حيث اعتاد أي مسئول أو موظف عندنا أن يكون ملكي أكثر من الملك، بل أحيانا يلجأ البعض لاتخاذ مواقف من باب الاحتياط  ولكن حتى هذه اللحظة لا استطيع أن اتعامل مع منطق الرقابة واعتراضها على عنوان فيلم "البس عشان خارجين" وتحديدا علي كلمة "البس" حيث رأت اللجنة الفنية بالرقابة أن كلمة "البس" بها إيحاء قد يسىء البعض تفسيره، وطالبت المنتج أحمد السبكى بتغيير اسم الفيلم، وبما أن المنتج كان قد طبع أفيشات الفيلم الدعائية قرر الموافقة علي طلب الرقابة وقام بوضع  علامة "اكس" على كلمة "البس"، واعترضت الرقابة مرة ثانية، والحمد الله قام المنتج بوضع عدد من النقاط بدل كلمة "البس" فارتاح مسئول الرقابة والتقط أنفاسه هو وموظفو الرقابة العاملون معه حيث أزيحت الغمة.

وحقيقة لا أعرف سر الانزعاج المبالغ فيه من مفردة تقريبا نستخدمها يوميا، الأم التى تصرخ في وجوه أبناءها البسوا  عشان خارجين لأنفسنا هنلبس عشان نروح الشغل هنلبس عشان نازلين"، ولكن يبدو أن القائمون علي الرقابة في مصر أصبحوا يحاسبون المبدع أو صاحب أي فيلم علي "النوايا"، أو ما يرد في أذهانهم، بمجرد أن يسمعوا أو يقرأو مشهدا أو اسم فيلم، حيث رأى ان الكلمة "عيب" تحمل ايحاءا جنسيا أو سياسيا، وهذا طبقا لما قاله رئيس الرقابة الدكتور خالد عبد الجليل لبعض وسائل الاعلام قال :إن الفيلم قدم للرقابة وتم الاعتراض علي مصطلح إلبس لكونه لفظا له إيحاءات في المدلول الشعبي غير لطيفة، ولهذا كان الاعتراض علي الاسم والمطالبة بتغييره خاصة أن أسماء الأفلام تعبر عن الثقافة العامة، ودور الرقابة هو الارتقاء بالذوق العام والحفاظ علي القيم الإبداعية".

 

ومع موافقة السبكى ورضوخه للرقابة مثل غيره من المبدعين  تكشف هذه الحالة أمرا أكيدا وهو خوف المبدعين وتحديد بعد واقعة رنا السبكى والتى كادت تتعرض للحبس بعد صدور حكم قضائي في حقها ورغم حصولها علي البراءة، إلا ان تلك  الواقعة أصبحت مثل السيف الموضوع علي رقبة المنتجين وأصحاب الأفلام اما أن تخضع لشروط الرقابة _والتى بالمناسبة تخضع للأمزجة_ ويبدو أن المسألة أصبحت "يا توافقوا يا تتحبسوا" وهو ما قد يؤدي الي أن كلنا "هنلبس" بس مش عشان خارجين لا عشان خايفين.