اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 12:51 م

أكرم القصاص

البث للبرلمان.. و«اللى مايشترى يتفرج»

بقلم - أكرم القصاص الجمعة، 26 أغسطس 2016 08:01 ص

أما بعد فقد أثبتت «الممارسة» داخل مجلس النواب، أن التزويغ هو أهم أدوات الأداء البرلمانى، وأن التهديد والشرشحة والردح، هى البديل المنطقى للأدوات القديمة مثل الاستجواب وطلب الإحاطة، والسؤال. وربما نجد من الأدوات «النط فى الكرش»، أو الشقلطة والبهججة، وهو ما يفتح أبوابا لاستعراض مواهب النواب، فى التمثيل على المواطنين. بدلا من تمثيلهم.
 
وسمعنا ورأينا اعتراف الدكتور عبد العال رئيس المجلس، بالعجز عن وقف تزويغ النواب، أو محاسبتهم باعتبار أن النائب ليس موظفا، وأنه مسؤول أمام جمهوره الناخب وشعبه، والنتيجة أن النواب لا يمارسون أى دور غير الجرى وراء الوزراء أو يذهبون للتصوير، ويجلسون للفسحة فى البهو الفرعونى، ثم ينصرفون إلى حال سبيلهم.
 
ورأينا كيف عجزت اللجنة التشريعية عن حسم الموقف من تنفيذ حكم محكمة النقض ببطلان عضوية نائب الدقى، وأحقية عمرو الشوبكى بل وصل الأمر بأن اقتحم النائب الأب اجتماع اللجنة التشريعية، واشتبك مع زملائه النواب، فى مشهد أنوى نادر، تحول إلى مجلس آباء، واتهم بعضهم بأنهم قبضوا من الشوبكى، وكل هذا مر بشكل عادى، وقال رئيس اللجنة أن من حق أى نائب الحضور ولم يقل هل من حقه الاشتباك وإطلاق الاتهامات لزملائه، فى مشهد يصعب تخيله ولو حتى فى أفلام الكوميديا.
 
الخلاصة أننا أمام مجلس نواب، يعجز عن منع التزويغ، ويعجز عن حسم تنفيذ حكم النقض أعلى محكمة فى البلد، ويخضع لألاعيب صغيرة لا تتناسب مع هيبة برلمان، ويعترف رئيس المجلس أن النواب يذهبون لالتقاط الصور والانصراف، ثم نجد نفس النواب المزوغين يتسابقون على الظهور فى القنوات الفضائية، ولكل هذا ربما يفضل التفكير فى إعادة البث الحى الدائم لجلسات البرلمان، وهو أمر سيوفر عدة ميزات، أولها أنه سيتيح للنواب التمثيل أمام الكاميرا وتلبية هواياتهم فى التمثيل والتصوير، ثم إن مشاهد التزويغ أو الاشتباك يمكن أن تمثل تسلية، تجلب الإعلانات.
 
ومادام النواب يفضلون التصوير فربما يمنع البث التزويغ، أو يقدمون فقرات نوم النائب، ولعبة اللجنة التشريعية، ومناقشة إعادة مناقشة الأحكام وكل هذا يمنح النواب فرصة استعراض مواهبهم فى تقديم فقرات متنوعة، تمثل متعة برلمانية، ومادام لا أحد يرى من النواب تشريعات، فيمكن أن يمثل الموقر نوعا من الفرجة المسلية، و«اللى ما يشترى يتفرج».