وزير النقل رداً على ارتفاع أسعار تذاكر القطارات:لا يمكن الاستمرار بالنظام القديم ونواجه تدهور 30 سنة مضت.. وتطوير السكة الحديد بـ40 مليار جنيه.. والبلد مفيهاش مليار زيادة عشان تحطهم فى مشروع مشكوك فيه

أسوان – عبد الله صلاح
السبت، 20 أغسطس 2016 11:13 ص

قال الدكتور جلال السعيد، وزير النقل، رداً على سؤال رفع أسعار تذاكر قطارات السكة الحديد، "السكة الحديد لا يمكن أن تستمر بالنظام القديم لتذاكر الركاب، لأنها لا تمثل شيئا بالنسبة لتكلفة تشغيل رحلة القطار الواحدة فى السكة الحديد من أسوان إلى القاهرة مثلاً والعكس"، مشيراً إلى أنه لا يزال يسمع عن توافر تذاكر بسعر يصل إلى جنيه واحد فقط أو جنيه ونصف فى بعض المحطات، وهو الأمر الذى لا علاقة لها بالواقع لأن معظم هذه الخدمات مستمرة منذ ثلاثين عاماً، وهناك بعض الخطوط لا تمت أسعارها للواقع بصلة.

وأضاف وزير النقل، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، على هامش زيارته لمحافظة أسوان، وتفقد محطة السكة الحديد، قائلاً "كنا بنحاول نجامل أنفسنا لكن ده على حساب هيئة كلنا نمتلكها، والسكة الحديد تم شراؤها بأموال المصريين ومن مصلحة المصريين الحفاظ عليها، ولا يمكن إهمالها أكثر من ذلك، فقد تكون محاولة إحيائها مرة أخرى مستحيلة، وإذا انهارت فكلنا سندفع الثمن".

وأوضح الدكتور جلال السعيد، أن الوزارة تعمل على برنامج إصلاحى شامل تصل تكلفته الإجمالية إلى 40 مليار جنيه، وهو ما يحدث بالفعل الآن، وستظهر نتائج هذا الإصلاح بشكل واضح خلال 3 سنوات، ويمكن للمواطن خلال عام واحد فقط أن يشهد تغيرا ملموسا فى خدمات السكة الحديد، مشيراً إلى أن البرنامج الإصلاحى يشمل مشروعات خاصة بكل مقومات السكة الحديد، ومن ضمنها تطوير المحطات كما يحدث فى الصعيد وغيره، وبرنامج لتطوير وتخصيص القطارات، وبرنامج لتحسين القاطرات وشراء قاطرات جديدة، وبرنامج تحسين عربات الركاب وشراء عربات جديدة".

وأكد السعيد، أن السكة الحديد مرت خلال 30 سنة مضت بتدهور كبير، لافتاً إلى أنه من الصعب استعجال نتائج التطوير، ولكن هناك متابعات يومية لأعمال التنفيذ والإصلاح المختلفة، بهدف الوصول إلى ريادة دور السكة الحديد، وتحسين المحطات والقطارات والمزلقانات والاهتمام بالعمالة البشرية.

وأشار وزير النقل، إلى أن زيارته لمحافظة أسوان تعد دفعة معنوية للعاملين بمشروعات وزارة النقل، وشملت جولة بميناء الصيد بمدينة أبوسمبل، لتفقد الوحدات النهرية ومشاهدة عملية الشحن، وأعقب ذلك جولة تفقدية داخل ميناء آرقين الدولى الحدودى، والذى يربط بين مصر والسودان وأفريقيا برياً، للوقوف على نسب التنفيذ فى الميناء تمهيداً لافتتاحه، وفى ختام الجولة تفقد الوزير الأعمال الإنشائية لتطوير محطة سكة حديد أسوان، معلناً عن الانتهاء من أعمال التطوير مطلع شهر نوفمبر المقبل، بعد الانتهاء من بعض الخلافات التى وقعت مع الشركة المنفذة وإسناد الأمر إلى شركة أخرى تابعة للقوات المسلحة.

ورداً على مطالب أهالى أسوان بازدواج طريقى "إدفو - أسوان" و"أسوان – أبوسمبل"، أجاب الدكتور جلال السعيد، قائلاً "على الناس أن تصحح المفهوم الخاطئ بضرورة ازدواج الطرق البرية منعاً للحوادث"، موضحاً أن عملية ازدواج الطرق ترجع لعدد السيارات التى تمر على الطريق، فعندما يزداد عدد السيارات تبحث الوزارة فى حل ازدواج الطريق، لافتاً إلى أن ذلك سيكلف الدولة فى طريق آرقين مثلاً نحو مليار جنيه زيادة، وعلق الوزير قائلاً "هل البلد عندها مليار جنيه زيادة تحطهم الآن فى مشروع مشكوك فى أهميته".

فى السياق ذاته، أكد الوزير أن منفذ آرقين الحدودى، هو نقطة الانطلاق الأولى لمحور "الإسكندرية - كيب تاون"، والذى من شأنه أن يربط أكبر تكتل إفريقى من البحر المتوسط حتى المحيط الهادى، ويخدم حركة التجارة مع  15 دولة أفريقية تقع على الطريق التجارى البرى لهذه الدول، مشيرا إلى أن إنشاء هذا الميناء العملاق يأتى فى ظل اهتمام الدولة بزيادة حركة التجارة مع دول حوض النيل والقارة الأفريقية، وفى إطار توجه الدولة نحو تنمية أواصر التعاون المشترك بينها وبين مختلف دول القارة الأفريقية.

وتابع الدكتور جلال، أن ميناء آرقين البرى يعد ثانى ميناء برى بعد ميناء قسطل شرق بحيرة ناصر مع دولة السودان (تم افتتاحه فى أغسطس 2014)، وذلك فى إطار الحرص على دعم حركة  التجارة بين مصر والسودان، مؤكداً أن الميناء سيسهم فى تنمية جنوب مصر ومنطقة توشكى من خلال حركة الشاحنات والركاب على هذا الطريق.

ولفت السعيد، إلى أن وزارة النقل ممثلة فى هيئة الموانئ البرية والجافة انتهت من إنشاء ميناء آرقين غرب النيل باستثمارات 93 مليون جنيه بطاقة استيعابية 7500 مسافر يوميا وأكثر  من 300 شاحنة وأتوبيس.

وحول كواليس زيارة وزير النقل، حاصر مجموعة من المواطنين والمسافرين بمحطة سكة حديد أسوان، الدكتور جلال السعيد وزير النقل، وقال أحد المسافرين داخل قطار VIP للوزير "أنا عندى 6 عيال وعاوز أسافر القاهرة فى ظرف طارئ، إزاى ممكن أوفر فلوس السفر والتذكرة الواحدة سعرها 135 جنيها للدرجة الثانية و235 جنيها للدرجة الأولى".

فى المقابل، تبسم وزير النقل ورئيس هيئة السكك الحديدية فى وجه المسافر ورد عليه قائلاً "أنت غالى علينا"، مشيراً إلى أن ارتفاع تكاليف رحلة السفر الواحدة التى تتحملها الوزارة من أسوان إلى القاهرة والعكس، لذلك لجأت الهيئة للدفع بقطارات الـVIP.

وفى مشهد مخالف للواقع، شهدت محطة سكة حديد أسوان، الجمعة، اختفاء ظاهرة الزحام أمام شباك تذاكر القطارات، تزامناً مع زيارة وزير النقل الدكتور جلال السعيد.

وكان المواطنون بمحافظة أسوان، يشكون نقص تذاكر قطارات السكة الحديد بشباك الحجز داخل محطة أسوان، نتيجة استمرار ظاهرة السوق السوداء.

فى المقابل، شهدت محطة السكة الحديد بأسوان أيضاً بالتزامن مع زيارة وزير النقل تفعيل خدمة المذياع الداخلى، بالرغم من تعطله فى السابق، وأيضاً تخصيص عامل بكرسى متحرك لخدمة نقل المسافرين ذوى الإعاقة، بجانب أعمال النظافة والرش بالمحطة، وتنظيم الحالة المرورية أمام مدخل المحطة أمام سائقى التاكسى.

وحدد الدكتور جلال السعيد، وزير النقل، اليوم السبت، لعقد لقاء مع نواب أسوان داخل أحد الفنادق بمدينة أسوان، لمناقشة عدد من المطالب الجماهيرية الملحة لأبناء أسوان، تزامناً مع زيارته لأسوان.

وأكد النواب "ياسين عبد الصبور، وصلاح عفيفى، وشرعى صالح، وعامر الحناوى، ويوسف عبد الدايم" أنهم تقدموا بعدد من المطالب الجماهيرية لوزير النقل خلال تفقده محطة السكة الحديد بأسوان، ومنها "سرعة الانتهاء من تطوير محطة سكة حديد أسوان بالشكل الذى يليق بمحافظة أسوان السياحية، بجانب ارتفاع أسعار تذاكر السكة الحديد متمثلة فى VIP، وأيضاً صيانة طريق خزان أسوان، ومشاكل أهالى قرى دابود وفارس من جراء نزع الملكية وعدم تسلمهم التعويضات اللازمة، بجانب ضرورة ازدواج الطرق الدولية فى أسوان تجنباً للحوادث المتكررة".