اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 05:06 م

الأولتراس - صورة أرشيفية

سوزان بدوى تكتب: الأولتراس ودولة القانون

الخميس، 18 أغسطس 2016 10:00 ص

ألسنا دولة قانون؟! أليس لدينا دستور تتعامل نصوصه مع التجاوزات والانحرافات؟! ألا نملك سلطة تنفيذية تتولى تطبيق القانون على كل من يحيد عن النظام ويرتكب الجرائم ويثير الفوضى والبلبلة؟!

أطرح تساؤلاتى هذه فى مناسبة ما قامت به جماعة الأولتراس من اقتحام لتدريب فريق الكرة للنادى الأهلى والاعتداء على اللاعبين وإصابتهم، وما قامت به جماعة الوايت نايتس أثناء مباراة الزمالك الأفريقية من سب للشرطة والأشخاص، نعم هما جماعتان تخططان للجرائم والاعتداءات وتقومان بإثارة أعمال الشغب والفوضى والتخريب الذى يكبدنا الخسائر فى منشآت رياضية كلفت الدولة الملايين فيقومون بتحطيمها ويداومون على ذلك لعدة سنوات إلى جانب تصدير صورة سيئة إلى الخارج عن الأوضاع الأمنية والقدرة على مواجهة أعمال الشغب، والمقابل هو المعاملة بلطف وتدليل على نغمة (هؤلاء أبناؤنا) ويجب أن نحتويهم ونتحاور معهم ونتقرب إليهم، هذه النغمة النشاز والتى أصبح لا محل ولا مجال لها بعد كل ما أقدم عليه وقام به هؤلاء المشاغبون فى ظل مناشدات مستمرة لهم بالتزام الروح الرياضية والمحافظة على النظام وعدم تحطيم منشآت الدولة التى هى ممتلكات هذا الشعب الذى ضج من أفعالهم وسئم تصرفاتهم المشبوهة.

 

وللحق أقول أن أول من سمعته يحذر من هؤلاء المشاغبين ويطالب بالتحقيق فى توجهاتهم ومعرفة من يقوم بتمويلهم واستخدامهم وتوجيههم لإثارة الفوضى هو الكابتن أحمد شوبير، حيث واجه الكثير والكثير من الهجوم المضاد والانتقادات والاتهامات حتى من زملائه فى حقلى الإعلام والرياضة إلى أن أثبتت الأيام أن الحق كل الحق فيما حذر منه.

 

حيث يستخدمون من الألعاب النارية ما يعجز شباب من أسر بسيطة على تدبيرها وبكمٍ هائل يزيد فى كل مرة عن سابقتها ويسافرون هنا وهناك داخل مصر وخارجها لتشويه الصورة فى كل مكان، فمن أين يحصلون على تكاليف السفر الباهظة ؟! ولماذا يصرون على ما يفعلون ؟! لماذا يعادون الدولة ويتعمدون التخريب ويتصرفون تصرفات تبعد كل البعد عن متطلبات التشجيع الرياضى ؟! ولا ننسى ما خرج عنهم من أولتراس ربعاوى وأولتراس نهضاوى وجميع هذه التنظيمات المأجورة المغرضة، ومع كل هذه التصرفات السيئة المسيئة بل والإجرامية نجد من يدللهم ويدافع عنهم ويطالب باحتوائهم ويناشد بضرورة حضورهم للمباريات وتواجدهم فى الملاعب وأن الدولة ترتكب إثما شنيعاً حين تمنعهم الحضور، وثرثرة لا تنتهى من فلاسفة الإعلام الرياضى وعندما يُسمح لهم بالتواجد فى المباريات والتدريبات يحدث ما يحدث من أعمال أقل ما توصف به أنها أعمال إرهابية تخريبية تتنافى مع كونهم جاءوا لتشجيع فرقٍ رياضية.

والآن أما أن الأوان وبعد أن نفد الصبر وطفح الكيل وبعدما وصل الأمر إلى أن دعاهم الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أحد خطاباته إلى الجلوس معه والتحاور لحل مشاكلهم واحتوائهم ولم يفعلوا، أما أن الأوان للضرب بيد القانون وعدم الرضوخ لتوسلات أهاليهم عند القبض عليهم بحجة أنهم صغار وحفاظاً على مستقبلهم وما إلى ذلك من حجج واهية، لأن أهالى هؤلاء المشاغبين هم المسئولون عن تصرفاتهم ومن لم يربه أهله يربه القانون.

وأرى أن الجهات الأمنية يجب أن تتصدى لهؤلاء المشاغبين فى فهم ليسوا الشباب المنشود لرفعة هذا الوطن والرقى به والذى يجب أن نحافظ عليه ونرعاه بل هم مجموعة من المجرمين الخارجين على القانون الذين يجب حبسهم لتجنيب المجتمع شرورهم إعمالاً لدولة القانون والدستور.