اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 12:09 ص

صناعة السبائك

عمال صناعة سبائك الألومنيوم فى الدويقة يستنشقون الموت من أجل لقمة العيش.. ينقلونه إلى أفواه المستهلكين بأوانِ ملوثة بالمعادن الثقيلة.. والدخان المحمل بالمواد المسرطنة يضرب المناطق المجاورة

كتبت سارة درويش تصوير خالد كامل الأربعاء، 27 يوليو 2016 02:19 م

فى منطقة ليست بعيدة عن "حى الزبالين" بالمقطم تتراص مخلفات الألومنيوم التى تم فرزها واستخراجها من محتويات القمامة، تنتظر أن يمنحونها حياة أخرى بعد عملية معقدة وشاقة، لتستقر بعدها فى شكل سبائك لامعة يعاد استخدامها من جديد فى التصنيع.

أحد العمال ينخل قطع الألومنيوم من الرماد


هذا الحديث عن عملية لإعادة التدوير وصناعة سبائك الألومنيوم يجعلك تتخيل مصنعًا ضخمًا مجهزًا بما يلزم من احتياطات الأمان، وعملية دقيقة لا مجال فيها للعشوائية، يجعلك تصدم برؤية الواقع الحقيقى لما يحدث بتلك المنطقة فى الدويقة، حيث المسابك التى تعمل دون حتى الحد الأدنى لمتطلبات الأمن الصناعى ويستنشق العمال فيها الموت فى كل مرحلة من مراحل تصنيع السبائك.

العامل يستنشق الرماد الذى يسبب أمراضًا خطيرة


مراحل تصنيع سبائك الألومنيوم


جميع مراحل تصنيع السبائك فى تلك المنطقة قاتلة، سواء كانت مرحلة صهر المخلفات الألومنيوم فى الأفران الحجرية بالمسبك أو تبريدها فى الرماد ثم استخراجها منه وصهرها من جديد لتكوين السبائك.

أحد مراحل العمل على صناعة سبائك الألومنيوم


ورغم الخطورة البالغة لاستنشاق الأبخرة المتصاعدة أثناء عملية صهر الألومنيوم أو الرماد طوال 8 ساعات عمل كاملة أو أكثر لا تجد واحدًا من العمال يستعين بكمامة على الأنف، ولن تجد أحدًا يرتدى قفازًا ولا حتى ملابس ملائمة لهذا العمل المعقد.

صورة من داخل أحد المسابك فى الدويقة



الموت من أجساد العمال لأفواه المستهلكين


الأسوأ مما يتعرض له العمال من مخاطر فى تصنيع سبائك الألومنيوم هو أن المواد الناتجة فى النهاية لا تصلح للاستخدام الآدمى وتشكل خطورة كبيرة على الصحة إذا تم استخدامها فى تصنيع الأوانى المنزلية لأن السبائك تتم صناعتها بعيدًا عن أى إشراف ورقابة، خاصة أنها كانت فى الأصل مخلفات يمكن أن تحتوى على معادن ثقيلة ضارة.

عامل يجهز الفرن لبدء صهر الألومنيوم


من جاور "المسابك" اكتوى بنارها


الموت الذى يحاصر العمال فى المسابك لا يقف عند أنوفهم وإنما يمتد الدخان بما يحمله من مواد سامة ومسرطنة كالأمونيا والنيتروجين وأكاسيد الكربون لينشر ضرره بين السكان فى المنطقة المحيطة ويؤذى جهازهم التنفسى وجلدهم.

العمال لا يرتدون ملابس مناسبة لهذا العمل الخطير


أخطر بؤر "المسابك" فى مصر


المسابك العشوائية التى تعمل دون أية احتياطات أمان ولا رقابة لا تنتشر فى الدويقة وحدها وإنما تشكو عدة مناطق فى مصر من المشكلة نفسها فالربح المرتفع لأصحاب المسابك يجعلها تنتشر فى العديد من المناطق فى مصر، ففى ميت غمر بمحافظة الدقهلية تنتشر مسابك الألومنيوم بكثافة أكبر من أى محافظة أخرى.

العامل أمام فرن صهر الألومنيوم


وفى الإسكندرية تتركز صناعة السبائك فى منطقة الفراهضة وتنتشر بها المسابك غير الطابقة للمواصفات، أما فى منشية ناصر بمصر القديمة فتتركز المسابك فى منطقة عزبة العرب.



جانب من عملية صهر الألومنيوم



العمل خطير جدًا دون أية احتياطات للأمان



العشوائية تسيطر على المشهد



الرماد القاتل فى كل مكان



العامل يستنشق الموت مقابل يومية لا تتخطى 50 جنيها



عامل يستخرج السبائك التى أصبحت صلبة



بعد صهر مخلفات الألومنيوم يلقيها فى الرماد لتبرد



الألومنيوم ممتزج بالجمر



عملية صب الألومنيوم فى القالب لتشكيل السبائك



صب الألومنيوم فى القالب لتشكيل السبائك



عمل خطير دون توافر احتياطات الأمن الصناعى



جانب من عملية صهر الألومنيوم فى المرحلة الثانية



أحد العمال وجهه وملابسه مشبعين بالألومنيوم




موضوعات متعلقة..


- القاهرة : نقل سكان الدويقة من 6 أكتوبر لوحداتهم الجديدة بـ"الأسمرات"

- أمراض الشقيانين.. «الصيادون» يطاردهم الفشل الكلوى.. والدوالى تنهش أقدام «البائعين».. والسرطان صديق «الاسترجية».. العمال المصريون.. يا تموت من المرض يا تموت من الجوع