اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 02:54 م

طائرة سولار إمبالس

السفير السويسرى: تحليق سولار إمبالس فوق الأهرامات بدون قطرة وقود يجسد تعاون بلدينا.. قائدى الطائرة: الطاقة المتجددة الطريق للامركزية والأمن.. وابحث عن المرأة المصرية العائدة مع المشروع بعد 51 عاما

كتبت حنان فايد الجمعة، 15 يوليو 2016 03:30 ص

حرص السفير السويسرى فى مصر ماركوس لايتنر على أن يقيم حفلًا فى منزله لطاقم الطائرة "سولار إمبالس" التى تعمل بالطاقة الشمسية بعدما هبطت فى مطار القاهرة يوم الخميس، حيث قال السفير "إنه بالنظر نظرت إلى الخريطة سترى بسهولة لماذا يجب أن تأتي إلى مصر فهذه هى البوابة المثلى لإنهاء الرحلة حول العالم قبل الإمارات"، وكانت الطائرة أقلعت من أبو ظبى فى مارس الماضى وهبطت فى 15 مدينة حول العالم منذ ذلك الحين.

وبعد رحلة من 50 ساعة من أسبانيا إلى مصر، قال لايتنر إنه بالرغم من أن سولار إمبالس حلقت فوق معالم كثير حول العالم منها تمثال الحرية، إلا تحليقها فوق الأهرامات هى "أقوى رسالة" كما أنها تجسد التعاون بين البلدين.


السفير السويسرى ماركوس لايتنر أثناء الحفل



الطاقة المتجددة بيد الناس لا بيد الدول


وقال برتراند بيكار، مؤسس مبادرة سولار إمبالس، لليوم السابع إن الطاقة المتجددة "مصدر للسلام المجتمعى والاستقرار وتخلق ثروة للأكثر فقرًا فى القرى النائية لأنها تعمل على لامركزية الإنتاج وتنتج الكهرباء مقابل أسعار منخفضة للغاية"، داعيًا لمزيد من الاستغلال للطاقة الشمسية فى مصر وهى البلد التى دعا فيها إخناتون لتقديس إله واحد وهو قرص الشمس، على حد قوله، خاصة لأن مصر "لديها طقس جيد تقريبًا طيلة الوقت".

ومن جانبه قال أندريه بورشبيرج، شريك بيكار فى المشروع والذى قاد الطائرة فوق الأهرامات، لليوم السابع إن الموارد "مصدر للصدام"، مشيرًا إلى أن من أحد عوامل الصراع فى سوريا بخلاف الأسباب السياسية هو "الجفاف"، على حد قوله، مضيفًا: "إن أصبحت الطاقة متاحة للجميع وفى كل مكان لن يكون هناك إنتاج مركزى فى مكان ما تتحكم فيه الدولة بل يمكن جعله لامركزى، وعندها لن يتصارع الناس على الطاقة لأنهم يمتلكوها بالفعل ولا تكلفهم شيئا بعد ذلك".

وقال بورشبيرج: "إنه هناك العديد من الناس الذين لا يرغبون فى تغيير مسار الأمور، الشركات التى تنتج الكهرباء بشكل مركزى فى معظم الدول لا تريد أن ترى عالمًا من اللامركزية لأنهم بهذا يفقدون السيطرة وقدرتهم على فرض أسعار الكهرباء للتحكم بنا ولهذا يحاربونها، ونرى ذلك فى كل مكان، وفى بعض الأماكن قد يصل الأمر إلى حد الجنون"، مضيفًا أن يجب استعمال التكنولوجيا لاستهلاك الطاقة بشكل أكثر كفاءة بدلًا من استعمالها لإنتاج المزيد منها.

وتابع بورشبيرج، وهو مهندس ورائد أعمال، إن الهدف من مشروع سولار إمبالس هو إثبات "أن الأمر ممكن"، داعيًا الناس إلى المطالبة بإنتاج الطاقة النظيفة حتى يبدأ السياسيون بالعمل عليها.



بيكار (يسار) وبورشبيرج (يمين)



الطاقة النظيفة والديمقراطية فى سويسرا


قال السفير السويسرى ماركوس لايتنر إن بلاده تستعمل خليط من الطاقة المتجددة من المياه والرياح والشمس، مشيرًا إلى أنه ليس لسويسرا إمكانات مصر الطبيعية من حيث قوة الشمس وساعات سطوعها، ولكنها تستعمل الطاقة الشمسية بشكل لامركزى فوق المبانى وفى الأماكن التى لا تصل إليها شبكة الكهرباء، ورغم إن لجوء البلاد لهذه الطاقة الدافئة "ليس ضخمًا ولكن استراتيجى جدا".

أما بورشبيرج فقال "إن سويسرا بلد ديمقراطى للغاية فإن قدمت مقترح سيكون هناك دائمًا فسيكون مزعجًا لشخص ما، فحتى إن كان مقترح متعلق بالطاقة المتجددة فسيقول أحدهم إن هذا ضار بالطيور أو بالأسماك وسيبطئ العملية، وسيحدث الأمر فى النهاية ولكن بالطبع بصعوبة، فالديمقراطية أمر عظيم ولكن أحينًا تتسبب فى إبطاء التغيير، ولكن ربما هذا أمر حسن، لا أعرف".

وأضاف قائد الطائرة إن سولار إمبالس لا تعبر فقط عن استخدام الطاقة المتجددة والنظيفة ولكن كذلك عن توفير الطاقة لأنها تحلق مساء بالطاقة التى خزنتها صباحًا، مؤكدًا إن فكرة الطائرة متاحة للجميع.

ويرعى المشروع شركة المعدات الكهربائية السويسرية ABB وشركة شيندلر السويسرية المصنعة للسلالم المتحركة والمصاعد، وشركة الساعات السويسرية أوميجا، وشركة سولفاى البلجيكية للصناعات الكيماوية.




بعض أعضاء فريق سولار إمبالس


حلم الطاقة المتجددة يبدأ بمنطاد وصولًا لطائرة بلا وقود فى 17 عام


وكان بيكار، وهو أخصائى نفسى ومستكشف، قد هبط فى مصر فى منطاد منذ 17 عامًا، ويستعد لمغادرتها فى سولار إمبالس إلى أبو ظبى خلال الأيام القليلة القادمة، وأشار إلى أنه سعيد بما توصلت إليه التكنولوجيا خلال هذه الأعوام، وإنه "إن كان لديك روح الريادة يمكن الوصول لأشياء رائعة".

وأشار إلى أن زميله فى المشروع بورشبيرج قاد الطائرة من اليابان لهاواى فى خمسة أيام وقادها هو من نيويورك لأسبانيا فى ثلاثة أيام متواصلة، فالطائرة تستطيع التحليق لفترات أطول بكثير من الطائرة العادية لأنها لا تحتاج للتزود بالوقود فهى تستعمل الطاقة الشمسية في الصباح وتخزنها البطاريات للطيران فى المساء، موضحًا أن قائد الطائرة ينام لعشرين دقيقة فى المرة الواحدة.

وقال بيكار إن "مصر بلد حقًا جميلة وكان الترحيب بنا رائع"، نافيًا أنه شعر بأية خوف أن يجلب طائرته إلى مصر، أما بورشبيرج فقال: "إن الهبوط في بلاد لحضارات وثقافات مختلفة تمر بمراحل مختلفة كان أمرًا رائعًا، ولكن توجد هنا حضارة عريقة للغاية وألهمت حضارات بعدها للتنمية، فكان من الجميل العودة للجذور".

وأسدى بورشبيرج فى حديثه لليوم السابع بعدة نصائح لرواد الأعمال وأى شخص لديه فكرة مبتكرة، قائلًا: "إنه على رائد الأعمال أن يكون جاهزًا "لمواقف غير متوقعة وأن يجرب أشياء قد تفشل ولكن يتعلم منها ويتقدم وربما يجد الطريقة الأفضل فى النهاية، من المهم ألا تكون خائفًا من المجهول وأن يرحب بأي شيء يستكشفه وأن يكون منفتحًا بشكل كامل، وأعتقد أن هذا الأمر يتعلق بالعقلية وليس المهارات، فلو عندك العقلية الصحيحة فأنت الشخص الصحيح لدخول عالم ريادة الأعمال".

وأضاف المهندس السويسرى إنه من المهم عدم تصديق من يقول "مستحيل" فهذا ما قاله الناس عن فكرة سولار إمبالس منذ 13 عاما، على حد قوله، مشيرًا إلى أنه هؤلاء "قد يكونوا مروا بتجربة ما ولكن تجربتهم هذه جزأ صغير من الإمكانيات، فتعرفين أن الاتجاه الذى اتخذوه ليس هو الصحيح ولكن هناك المئات من الاتجاهات الأخرى".

وعن اختيار البلاد التى تهبط فيها سولار إمبالس، قال بورشبيرج إنه عوامل الطقس أُخذت بالاعتبار، بالإضافة إلى أن نصف الكرة الشمالى به بلاد أكثر من النصف الجنوبى، كما تم اختيار الدول ذات الكثافة السكانية العالية كالهند والصين والولايات المتحدة ومصر.


جانب من الحضور بالحفل



"ابحث عن المرأة"


"ابحث عن المرأة.."، قالها السفير فى كلمته بالحفل، قاصدًا ميشيل بيكار زوجة مؤسس المشروع برتراند بيكار التى ولدت فى مصر، مردفًا: "وكلنا نعلم أنه إذا شربت من نهر النيل فسوف تعود دائمًا".

وقالت ميشيل لليوم السابع إن التغيير يأتى تدريجيًا، وعندما يكون هناك وعى بإهدار الطاقة يبدأ الناس بالتصرف بشكل مختلف وبسيط كترشيد استهلاك الكهرباء بالمنازل، وعندما يتغير أسلوب الناس تبدأ تفكر بشكل مختلف، وحينها تبدأ عملية التغيير الحقيقية. وتضطلع ميشيل بمسئوليات العلاقات العامة والاتصالات والتخطيط وغيرها.

أما عن قصتها مع مصر، فقد هاجرت ميشيل ذات الـ55 عامًا من مصر إلى سويسرا وهى فى الرابعة من عمرها فى الستينيات من القرن الماضى بعد تأميم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لأملاك أبيها من حقول قطن بالإضافة إلى مبنى للأسرة بالزمالك، على حد قولها، مضيفة أنها كانت تنتمى للجيل الثالث من عائلة سورية من طائفة الروم الأرثوذكس أقامت فى مصر حتى حصل والدها على الجنسية المصرية.

وتصف ميشيل نفسها بأنها "امرأة سويسرية بقلب شرقى"، معربة عن سعادتها بوجودها فى مصر وعن شعورها "بشيء يربطها بها"، مدللة بذلك على ما نقلته لها أمها بشكل تلقائى من حب لهذا البلد.

وقالت ميشيل، واسمها الأصلى ثريا رطل، إن والدتها زارت مصر عدة مرات بالرغم من هجرتها إلى سويسرا حتى توفت منذ ثلاث سنوات، مضيفة وهى تغالب دموعها إن أمها كانت لتكون شديدة الفخر بسولار إمبالس وهى تهبط بالقاهرة.


ميشيل بيكار (أقصى اليسار) وإلى يمينها السفير السويسرى و بورشبيرج فى المنتصف وإلى يمينه بيكار


مقال مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم


مقال موقع مركز المناخ والأمن










مواضيع متعلقة


شركة ABB السويسرية: التحكيم المصرى فى حالة النزاع مع الشركات عادل جدًا

سفير سويسرا: صورة "سولار إمبالس" فوق الأهرامات هى الأكثر رمزية برحلتها

أول طائرة بالطاقة الشمسية تهبط بمطار القاهرة.. وزيرا الطيران والبيئة وسفير سويسرا يستقبلون "سولار إمبالس" بالمدرج.. والطائرة "كعب داير" بـ15 مدينة.. وختام الرحلة فى مصر قبل عودتها لأبو ظبى

داعشى كويتى يكشف لسلطات بلاده وسائل التنظيم لتهريب النفط السورى