وائل عبد الودود حسين يكتب: التوك شو والمصارعة الحرة
الجمعة، 03 يونيو 2016 03:00 ص
انتشرت برامج التوك شو وأصبحت على كل المحطات الفضائية وشهدت رواجاً عقب أحداث ثورة 25 يناير كوسيلة لمعرفة أحوال البلد والمشكلات التى تمر بكل قطاعاتها والتى تمس الشعب أيضاً واستغل الاعلام حالة عدم استقرار الدولة فى محاولة إثارة الرأى العام بالعديد من القضايا والخلافات ولكن بعض البرامج بدلاً من أن تلقى الضوء على مشكلات الناس والبلد وطرق حلها أصبحت حلبة للمصارعة الحرة بين الضيوف وذلك من أجل حصد المشاهدين وزيادة نسب المشاهدة وزيادة الاعلانات.....الخ.
إن بعض الممارسات التى تحدث فى بعض هذه البرامج تدل على وجود فوضى إعلامية وكل الشعب غير راضى عن أداء مستوى الاعلام الذى وصلنا إليه واستغلال معدين ومقدمين البرامج أى مشاكل موجودة واستضافة طرفى المشكلة فى حلقة واحدة مع العلم بأنها ستؤدى إلى كارثة فى النهاية أو استضافة شخص يتحدث دون فهم أو حتى معلومات صحيحة ودقيقة ليضع المشاهد فى حيرة وإحباط ويأس مما يساعد على تفهم الاوضاع بصورة خاطئة والتسرع فى الحكم على الأمور.
إن الإعلام تحول من مصدر من مصادر الثقافة والعلم والترفيه للمجتمع وأيضاً مصدر للمعلومات إلى أراء وانطباعات مقدمى البرامج وضيوفهم وأن بعض الإعلاميين بأدائهم الضعيف وضيوفهم يخلقون نوعاً من الفوضى والبلبلة فى الآراء فكم من معارك نشبت بين وجوه اعلامية بارزة وصلت لحد السب والقذف والضرب أحياناً وكل منهم يدعى أنه الاصح والآخر خطأ وأنه يتكلم بالمبادئ والأخلاق وأحياناً بالدين والتاريخ مما يؤثر بالسلب على نفسية المواطن وإشعاره بالإحباط واليأس ويعيقوا مسيرة تقدم ونمو الدولة.
إن الإعلام له الأهمية الأولى فى تحقيق تقدم الدولة والحث على العمل وزرع الأمل وتوحيد صفوف الشعب المصرى وأيضاً من الممكن أن يرجع بالوطن والمجتمع إلى الخلف. اننا اليوم نعيش فى مرحلة فاصلة من عمر هذا الوطن نعيش فيها كل المؤامرات والمخططات لهدم الدولة وكيانها بطريقة إنهاك العقل بالتفكير وإرباكه بتعدد الآراء وإحباك الدراما الحوارية بالحشو وتسخين الضيوف على بعضهم وتشعب المشاهد وعدم التوحد والاصطفاف حول شىء واحد مع العلم بأن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ولكن القضايا التى تمس الدولة المستهدفة يجب الاصطفاف حول هدف واحد ورأى واحد وهى بقاء الوطن ورفعته.
نحن بحاجة إلى إعلام يؤدى إلى ارتقاء المجتمع فى الحوار، إلى احترام العقول، إلى الثقافة والعلم إلى الدعوة للإيمان إلى مناقشة قضايا المجتمع وطرق حلها، إلى وضع مواثيق وضوابط إعلامية والعمل بها ولسنا بحاجة إلى برامج وحوارات لا هدف ولا غرض منها إلا تحويلها إلى حلبة مصارعة حرة.
