اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 03:04 ص

جانب من احتفالية الكورال

الفن فكرة .. حرمتهم الحياة من الصوت فغنوا لها "بالإشارة"

كتبت سمر عبدالله ـ تصوير عمرو مصطفى الإثنين، 04 أبريل 2016 08:00 ص

يخفون منذ ولادتهم كل ما يؤلمهم بداخلهم دون أن يُطلقوا أنّات من أفواههم تعبر عن الآلام التى يشعرون بها، يراهم جميع من حولهم هادئون لكنهم لا يعلمون ما تخفى نفوسهم وعقولهم من ضجيج لا يختلف كثيرًا عن ضجيج الأسوياء من حولهم، هكذا تكون حياة مريم وهبة وأية وروائح، هؤلاء الفتيات اللاتى يعانين من عدم السمع وعدم النطق فيما يعرف باسم "الصم والبكم"، اختاروا أن يغنون ولكن غناء بالإشارات فقط، دون أى صوت.

4 فتيات فى عمر الطفولة يبلغ عمر أصغرهن 7 أعوام فيما يبلغ عمر أكبرهن 18 عامًا، أرهقهن سماع زملاؤهم ينشدون الأغانى المختلفة أغنية تلو الأخرى فى كورال المدرسة التابعة لنفس الإدارة التى تتبع مدرستهن، فاخترن أن يقلدن زملاؤهم وهم يغنون، من هنا بدأت حكاية الغناء بدون صوت، فقط يغنين هؤلاء الفتيات بالإشارات، فحتى عزف الموسيقى من حولهن لا يسمعونه، يراهم من حولهم يقدمون عروض استعراضية فقط لا غير، لكنهم لا يعلمون أن هذا هو الغناء الصامت.

أيام كثيرة عملت معلمة الصم والبكم نجلاء الباجورى على تدريبهن على الغناء بالإشارات، فتقوم فى بادئ الأمر بتعليمهن معنى الأغنية ومن ثم تبدأ التنسيق بينهن لبدأ الغناء بالإشارات مع بعضهن البعض، معاناة كثيرة تعانيها هؤلاء الفتيات؛ ليقفن فى النهاية على خشبة المسرح بهذا الشكل المرتب الذى لا تشوبه شائبة، يقف وراء هذا الحضور المرتب والحركات المنظمة مجهود معلمتهن التى دأبت على تدريبهن ليال طويلة.

وتقول نجلاء الباجورى معلمة هؤلاء الفتيات "بيتبسطوا لما يلاقوا نفسهم بيغنوا زى الأطفال الطبيعية اللى بتغنى، بيحسوا بفرحة كبيرة أوى لما باجى أدربهم أكتر من مرة عشان الغناء يطلع حلو، أه الناس مش هيفهموهم بس كفاية الفرحة اللى بتطلع من عنيهم وهما بيغنوا من غير صوت، انا عارفة انه استعراض للطبيعيين بس هو غنا للصم والبكم اللى زيهم".

أما عن فكرة الغناء الصامت فتقول معلمتهن "الفكرة جاتلى لما كان فى مسابقة كورال فى الإدارة بتاعتهم، عشان يكملوا بعض الإدارة خلت الصم والبكم يعزفوا وأصدقاؤهم التانيين يغنوا، ولما لقيتهم عزفوا كويس وبيسألوا احنا ليه مبنغنيش قلت لازم أخليهم يغنوا حتى لو من غير صوت".

"نسبة المواهب الكتيرة فى الصم والبكم أكتر بكتير من الأسوياء، الأطفال دول كنز كبير لو استغلناه هنلاقى مواهب أحسن من كدا"، بنظرة أمل ونبرة صوت تود أن تصرخ فى العالم أجمع تقول "نجلاء الباجورى" معلمة هؤلاء الفتيات، أن المواهب توجد بشكل كثير بين هؤلاء الفتيات، إلا أنه لا يوجد أحد يكتشف هذه المواهب، فهناك من ترسم رسومات جيدة وهناك من تعزف جيدًا وأخرى تهوى الكتابة وغيرهم.


موضوعات متعلقة..

إغلاق باب التقدم للالتحاق بجامعة الطفل فى بعض الجامعات لاكتمال الأعداد

السجن 7 سنوات لمدرس ضرب تلميذا حتى الموت بمدرسة فى السيدة زينب