اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 03:37 ص

الصادق المهدى رئيس وزراء السودان الأسبق ورئيس حزب الأمة المعارض

رئيس وزراء السودان الأسبق لـ"اليوم السابع": الخرطوم لديها مشاكل حدودية كثيرة فلماذا تركز على حلايب وشلاتين.. الصادق المهدى: سياسيون يستثمرون الأزمة ولايجب وقوف "المثلث" عقبة فى وجه علاقات مصر والسودان

حوار - نورهان فتحى - تصوير - أحمد معروف الثلاثاء، 19 أبريل 2016 09:18 ص

«لا يجب أن تتحول حلايب وشلاتين إلى عقبة بين الشعبين المصرى والسوادنى، ونحن فى السودان لدينا مشاكل حدودية كثيرة غير هذه القضية، لذا فليس هناك معنى أن تركز عليها الخرطوم بهذا الشكل»، بهذه الكلمات بدأ الصادق المهدى، رئيس وزراء السودان الأسبق ورئيس حزب الأمة المعارض، حواره لـ «اليوم السابع»، والذى أدلى فيه برأيه حول القضايا المثارة فى البلدين، وعلى رأسها مطالبة السلطات السوادنية أمس الأول الأحد، بإعادة التفاوض حول حلايب وشلاتين، بالإضافة لقضية سد النهضة وموقف الخرطوم منها.




وانتقد «المهدى»، التصريحات النارية التى تخرج من الطرف السودانى الذى يطالب بحقوقه فى منطقة حلايب وشلاتين من ناحية، وفى نفس الوقت يحاول الحفاظ على قوة ومتانة العلاقات التاريخية بين البلدين من ناحية أخرى، وإلى نص الحوار..

قضية حلايب وشلاتين مثار جدل حاليا، والسودان عادت للمطالبة بها، كيف ترى هذه القضية، وما الحل الذى يمكن أن تصل الدولتان إليه؟


- المشكلة القائمة بين حلايب وشلاتين معقدة، لأن كثيرًا من السياسيين يستثمروها لأغراض سياسية، ولكنى أعتقد أن الموضوع يمكن أن يحل بالتفاهم، حتى إذا تعذر التفاهم، على الدولتين اللجوء إلى التحكيم الدولى، ولكن لا يجب أن تتحول حلايب وشلاتين إلى عقبة بين الشعبين، ونحن فى السودان لدينا مشاكل حدودية كثيرة غير هذه القضية، لذا فليس هناك معنى أن تركز عليها الخرطوم بهذا الشكل، وكذلك فى مصر هناك مشاكل حدودية أخرى، لذا لا ينبغى أن يكون لهذه القضية تأثير بهذا الشكل، ويجب ألا يُسمح للمشاكل الحدودية بأن تحدد علاقات الدول.

فى رأيك، هل أثَّرَ الاختلاف الكبير فى التعامل مع الإخوان فى مصر والسودان على العلاقات بين البلدين؟


- نعم بالطبع الموقف من الإخوان يُشكل عقبة، لأن الإخوان فى مصر مصنفون إرهابيًا، وفى السودان هم أبناء عم، وبالتالى يمثلون عقبةً كبيرةً فى هذا الموضوع، ولا يقتصر ذلك على العلاقة بين البلدين، لكن العنصر الإخوانى يتحكم فى الموقف من ليبيا، إلى جانب جماعة طرابلس ومصر وجماعة طبرق، وكل هذا يؤثر سلبًا على العلاقة بين البلدين.





كيف ترى موقف السودان من سد النهضة ومحاولاتها الوساطة بين القاهرة وأديس أبابا؟


- لا أحد ينكر أن هناك مصالح مشتركة مصرية سودانية، ولكن فى نفس الوقت هناك تباين فى هذه المصالح فيما يخص سد النهضة الإثيوبى، والدول الثلاثة اتفقت على خارطة طريق، ومن منطلقها يمكن بحث المشاكل، والسودان مستعدة لقبول أى حل يحقق مصالح الدول الثلاث.

بشكل عام قَيمْ لنا العلاقة بين القاهرة والخرطوم فى الوقت الحالى؟


- لاشك أن هناك مصالحَ مشتركةً بين مصر والسودان، والعلاقات قوية ومتينة بين الشعبين، لكن العلاقات بين الحكومات فيها عقبات، فالموقف من الإخوان المسلمين مختلف، وهناك قضايا أخرى ومشاكل قائمة فى رأيى تمثل عقبة بين الحكومتين فى سبيل التعاون التام، ولكن بين الشعبين هناك إحساس قوى جدا بالإيخاء، ونتمنى أن نصل لزمن تعكس فيه العلاقات الصالح الشعبى، وليس التى تراها الحكومات بما فيها من عقبات.

كيف يمكن توجيه الاقتصاد بين مصر والسودان لإحداث تكامل بين البلدين بما تمتلكه الخرطوم من أراضٍ خصبة ومساحات شاسعة وثروات، وبما تمتلكه مصر من الأيدى العاملة والخبرات والابتكارات والتكنولوجيا؟


- لا شك أن الأسباب الموضوعية تمامًا كما وصفتها، ولكن لكى نُفعل هذه الأشياء الموضوعية ينبغى أن يتم ذلك وفق شروط، الشرط الأول: الإرادة السياسية، أن تكون هناك إرادة سياسية فى البلدين منطلقة من نفس المرجعيات، ولكن هذا غير متوافر الآن، كذلك أن تسمح الدولتان لقاطرة التنمية بأن تنطلق، بعيدًا عن المشاكل المعقدة التى تواجهها السودان كالحرب الأهلية التى تعيق الإدارة الصحيحة فى البلاد، ولكن من حيث المبدأ يمكن القول إن هناك رغبة قوية فى تحقيق التكامل الاقتصادى الذى يسلحه الإمكانات والإرادة الشعبية، ولكن هذا لا ينطبق على المستوى الحكومى.


أخيرًا، كيف ترى مشروع الجسر البرى بين مصر والسعودية، وما منافعه الاقتصادية للقارة السمراء؟


الجسر المزمع بناؤه بين مصر والسعودية لا يربط البلدين وحسب، وإنما بين القارتين الأفريقية والآسيوية، ويحقق منافعَ تجارية واقتصادية كبرى.
فمصر لها مستقبل اقتصادى كبير فى أفريقيا، ونحن ننسق حاليًا للمؤتمر الدولى للتعاون الاقتصادى بين الخليج وأفريقيا على أرض القاهرة، وحلمنا الأفريقى الأكبر هو الوصل بين القارة كلها من خلال إنشاء طريق بين الإسكندرية وكيب تاون، وأن نتمكن من تحقيق التعاون بين كل دول حوض النيل.





موضوعات متعلقة..


- النائب محمد سليم: حلايب وشلاتين مصريتان ولا يمكن التفاوض عليهما