اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 07:16 م

كرم جبر

المجرم مازال يضع أصبعه على الزناد!

بقلم : كرم جبر الثلاثاء، 08 مارس 2016 03:02 م

صانع الشياطين هو أسامة ياسين.. استغل وجوده كوزير للشباب وقام بتخريب ما يمكن تخريبه
أسرار عملية اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، عند أسامة ياسين، وزير الشباب الإخوانى المحبوس فى طرة، ومهندس تسفير شباب الإخوان إلى غزة، وهو الذى وقع برتوكول تبادل الزيارات مع إبراهيم المدهون، وزير الشباب الحمساوى، وقبل 30 يونيو بأسابيع قليلة، سافر إلى غزة وفد من شباب الإخوان، ومكثوا هناك عدة أسابيع، تدربوا خلالها على فنون قتالية وإعداد المتفجرات وخطف الرهائن، ثم عادوا إلى مصر وفص ملح وداب، وانتشروا وتغلغلوا، ولا يعلم عنهم أحد شيئًا.

تذكرت ذلك وأنا أشاهد الإرهابيين المتهمين باغتيال «بركات»، بالتعاون مع حماس، وربما كانوا من تلك الوفود، فهم طلاب من الفئة التى استهدفها الإخوان للقيام بالأعمال التخريبية، ولم يقتصر الأمر على غزة، بل جرى تسفير مجموعات أخرى إلى ميادين قتالية أشد سخونة، فى اليمن التى يسيطر الإخوان على مواقع استراتيجية فيها، وأيضا سوريا منذ أن أطلق «المعزول» إشارة البدء فى استاد القاهرة، وأصبح البلاد من غير بواب، يخرج منها آلاف الشباب فى مهام غامضة، ثم يعودون وينتشرون ولا تسمع عنهم شيئًا، حتى يتم القبض على بعضهم فى أعمال إرهابية، ومن الأهمية بمكان أن يفتح الأمن تلك الملفات المجهولة، وفى صدارتها «ملتقى الدعم العربى» الذى أسسه خيرت الشاطر وكان المظلة التى يتم تسفير الشباب من خلالها، ويتولى الإنفاق عليهم وتسكينهم فى معسكرات التدريب الخارجية، بالتنسيق مع التنظيم الدولى للإخوان، والحرس الثورى الإيرانى، فقد كان مقتنعًا بفكرة البوستاج الإيرانية، بالاستعانة بشباب مدنيين وتزويدهم بخبرات عسكرية وقتالية، ليكونوا الاحتياطى الاستراتيجى الذى يتم استدعاؤه عند الضرورة، ليكون بديلًا لقوات الشرطة والجيش.

اعتقادى أن هذه الفرق السرية التى تدربت فى معسكرات حماس وسوريا واليمن، هى المسؤولة عن العمليات الإرهابية الكبيرة التى وقعت فى السنوات الأخيرة، وهم أيضا من كانوا يثيرون الفوضى والشغب فى جامعة الأزهر، وهم من يكرون ويفرون فى المظاهرات الليلية الهزيلة التى تروج لها قناة الجزيرة، وهم، علاوة على ذلك، من يديرون حرب الشائعات فى مواقع التواصل الاجتماعى، ويتلقون تكليفات محددة من الخارج، فيظهرون ويختفون حسب الأوضاع السائدة.

كنز المعلومات وصانع الشياطين هو أسامة ياسين، صحيح أنه بلا حول ولا قوة الآن، وتولى مهامه آخرون فى الداخل والخارج، لكنه استغل فترة وجوده كوزير للشباب فى عام المعزول، وقام بتخريب ما يمكن تخريبه، وتغيير شكل ونمط الإرهابيين التقليديين، من أشخاص عابثين كثيفى اللحى، ويرتدون جلاليب فوق الركبة تحتها بنطال ونعل، إلى إرهابيين مودرن يرتدون الجينز والتى شيرت، ويتحدثون اللغات الأحنبية، ويجيدون التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعى، ولا يمكن أبدا أن تفرق بينهم وبين الشباب الآخرين، مثل المتهمين باغتيال بركات، فلا يمكن أن تصدق للوهلة الأولى أنهم إرهاببون.

يبدو أن وزارة الداخلية نجحت مؤخرًا فى فك الطلاسم والألغاز، ودخلت سباقا مع الزمن لاقتناص المعلومات وتحليلها وتتبعها على أرض الواقع، فتمكنت من إجهاض عمليات إرهابية كان مخططا لها فى الفترة المقبلة، بهدف إحداث دوى هائل فى الداخل والخارج، مثل اغتيال بعض السفراء والدبلوماسيين للدول الكبرى، وشخصيات عامة لها استحسان جماهيرى، للوصول إلى هدف محدد، هو الزعم بأن الأمن غير قادر على حماية رعايا الدول الأجنبية ولا الشخصيات المهمة، وما يعقب ذلك من إطلاق حرب توك شو، للتشكيك فى كل شىء والعودة إلى أجواء تخلصنا منها.

المعركة لم تنته والنار تحت الرماد، والمجرم مازال يضع أصبعه على الزناد، فلا تثيروا الفتن وتشتتوا الجهود، جريا وراء أمين شرطة أو ضابط صغير يسىء استخدام السلطة، ولا تجتروا مواجع ما قبل 25 يناير، بسبب انفلات فنانة أساءت الأدب، فنالت عقابا خارج إطار القانون.