اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 05:07 م

الكاتبة ناهد رحيل

"شعرية العتبات" ملخص البحث الحائز على المركز الثانى فى مسابقة الشارقة

كتب أحمد إبراهيم الشريف الأحد، 27 مارس 2016 07:01 م

قدمت الباحثة ناهد رحيل فى بحثها الذى حصل على المركز الثانى فى جائزة الشارقة للإبداع العربى فرع النقد دراسة فى النص الموازى لشِعر "محمد عفيفى مطر" تحت عنوان "شعرية العتبات".

اهتمت الشِّعرية الحديثة بدراسة العتبات بوصفها مصاحبات نصية من شأنها أن تنتج خطابًا موازيًا للخطاب الأصلى للنص المؤَلَّف، وتساعد على بيانه وفهم غوامضه. ولولا انتقال الشِّعر من مرحلة الشفاهة إلى مرحلة الكتابة لما تهيأ للدرس النقدى التطرق لهذا النوع من الخطابات النصية.

فالقصيدة القديمة قصيدة شفاهية، و"كان اعتمادها الكلى على سياق الموقف فى الاتصال الشفاهى لإنتاج الدلالة"، ومن هنا، غابت عنها العناصر الكتابية التى توفرت للقصيدة الحديثة كتشكيل الغلاف، واللجوء إلى العنونة، والاهتمام بالتحرير والإخراج الطباعى وغيرها من أساليب الشِّعرية الحديثة.

ومن هذا المنطلق لا يمكن قراءة النص بمعزل عن مصاحباته النصية، وذلك للوصول إلى تحليل فضاء النص ذاته والكشف عن بِناه الصريحة و المضمرة، ورصد وظائفه ومرجعياته، والوقوف على أدواته وجماليات تشكيله.

وقد أولت القراءة اهتمامًا بدراسة المصاحبات النصية لقصيدة الشاعر محمد عفيفى مطر بوصفها نصًا موازيًا من شأنه تسهيل عملية الولوج إلى تأويل خطاب النص ذاته؛ حيث أولت القصيدة المطرية اهتمامًا خاصًّا بخطاب العتبات على كافة أنماطها، بداية من تلك التى تعين النص كالعنوان، وتحدده كالتعيين الأجناسى، وتقدمه كالتصدير، وتخصصه كالإهداء، وتفسره كالخطاب المقدماتى أو الختامى، انتهاء بتلك التى تعلق عليه وتشرحه كالهوامش والتذييلات.

ومن هنا تم تقسيم الدراسة إلى: مقدمة للوقوف على ماهية البحث وإجراءاته وأقسامه، والتعرف على الشاعر محل الدراسة وعلى خطابه الشعرى.

وقسم أول، وهو مدخل تمهيدى بعنوان "شعرية النص الموازى والمتعاليات النصية"، يعنى بإيراد رؤية لمفهوم الشعرية فى القراءات النقدية الغربية وفى النقد العربى. ثم يعرج لدراسة شعرية المتعاليات النصية كما حددها جيرار جينيت، ويقف على النمط الثانى منها وهو النص الموازى وخطاب العتبات للتعرف على الأُطر التى تصاحب النص المؤلَّف وتساعد على بيانه وتأويله.

وقسم ثان، وعنوانه "شعرية العتبات فى القصيدة المطرية" ويتناول جملة العناصر التى تحيط بالنص وتمهده، مثل: الغلاف، والعنوان، والإهداء ،والتصدير، وكذلك الخطاب المقدماتى الاستهلالى والختامى، وأخيرا الهوامش والتذييلات.

وقد استطاعت العتبات فى القصيدة المطرية الكشف عن استراتيجية الشاعر فى الكتابة وتمكين الوصول إلى البنى المضمرة فى النص وسهولة تأويليها، ومن الممكن عرض ذلك عبر النقاط التالية:

-كان الغلاف فى القصيدة المطرية عتبة لا غنى عنها فى تأويل الخطاب الشِّعري؛ فساعد وجهه الأمامى فى تحديد الجنس الأدبى للنص وبيان المقصدية منه، فى حين شكّل وجهه الخلفى قراءة ميتانصية شارحة للنص وممهدة له وملخصة لأفكاره.

-جاءت العناوين متوافقة فى معظمها مع واقع الشاعر الأيديولوجى ورؤاه الفكرية والفلسفية. وقد غلبت فكرة عنوان الديوان التجميعى على تجربة الشاعر وأجهزته العنوانية الخاصة بالمجموعات الشِّعرية، ولم يشكل العنوان –بمفرده- المعنى المكثف فى النص، بل عمد مطر إلى عتبات موازية أخرى ساعدت فى فهمه وبيان دلالاته المختلفة.

-عملت الإهداءات- بوصفها ملفوظًا مستقلاً بذاته- على كشف الاتجاه الثقافى والسياسى للذات الشاعرة. ولم تنفصل دلالات العتبة الإهدائية عن السياق العام للعمل الشِّعرى بأبعاده الإيحائية والمرجعية، فأغلب الإهداءات فى القصيدة المطرية لها علاقة وثيقة مع عنوان النص الشِّعرى، أو مع نصوصه الداخلية.

-عمد مطر إلى نصوص ذاتية وأخرى غيرية؛ لتصدير مجموعاته الشِّعرية، فى حين لجأ إلى نصوص غيرية لتصدير القصائد الداخلية أو لجزء من أجزائها أو لنص من نصوصها. وقد قام التصدير بدور حلقة الوصل بين الجهاز العنوانى والفضاء النصى، وكشف عن مرجعيات الشاعر الثقافية ومخزونه عن المقروء سلفًا، وكيفية توظيفه لها فى المبنى الشِّعرى الجديد.

-عملت المقدمة فى القصيدة المطرية على الكشف عن استراتيجية الكتابة وبيان مقصدية بعض المجموعات الشِّعرية، لينجز بذلك عددا من الوظائف التى ينهض بها الخطاب المقدماتى منها: إعلان المقصدية الدلالية للعمل التى تساعد المتلقى على إنتاج قراءة جيدة للعمل، عبر التمهيد له فى عتبة المقدمة.

-تراوح استخدام الهوامش لدى عفيفى مطر ما بين إنجاز الوظيفة التفسيرية والوظيفة التعليقية، وتراوح تموضعها فى الفضاء النصى ما بين الظهور أسفل الصفحة، والظهور فى نهاية المتن/ النص الشِّعرى. وقد جاءت الهوامش، لتقوم بعدة وظائف فى الخطاب الشِّعرى المطرى، فجاءت بغرض التوضيح والتفسير، أو بيان غوامض الكلمات والمفردات والتعليق على المتن، أو للتعبير عن تعدد الأصوات وعرض الآراء المختلفة.


موضوعات متعلقة..



هيئة الكتاب تصدر "العصبية العائلية والمشاركة السياسية" لـ وفاء سمير نعيم

كتاب "الإنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان" يؤكد: الخرافات كلام حقيقى