اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 03:30 ص

الأم - صورة أرشيفية

سوزان بدوى تكتب: أمى مدرسة وفيها عدة فصول

الثلاثاء، 22 مارس 2016 12:11 ص

قد يكون الأمر سهلاً عندما أكتب عن الأمومة كمعنى أو كقيمة نقدرها جميعاً، لكن الأمر لا يكون كذلك - بل هو فى منتهى الصعوبة عندما أكتب عن شخص أمى تحديداً، لذا فقد قررت أن أكتب عنها من زاوية ما تعلمته فى مدرستها.
لأننى لو تناولتها فى كل شىء لاحتجت للكثير من الصفحات وما وفيتها الحق، فعن أمى كمدرسة أقول:
شىء سهل أكتب
مانا لما باتأثر باكتب على طول
والكلام على بالى بيخطر
واحكى عن إحساسى واقول
إلا لما باكتب عنّها
قلمى بيتعثر والكلام بيتوه مع إنها
أكتر مَن فيّا أثر وكلامها دايماً على خاطرى بيجول
من يوم ما حكت لى حكاوى تنمى الخيال وتكبرالعقول
حكاوى تطمن فؤادى لا فيها أمنا الغولة ولا عمنا الغول
ست الحسن وملكة الوادى والشاطر حسن والراعى المسئول
مدرسة أيوه مدرسة وفيها عدة فصول
اتعلمت منّها لاجل مابقى زيها
بس هو انا اتوصل هو انا فى يوم أطول
كبرت وسمعت دعاها كنت باحسه طالع من جواها
يستر عرضك ويخضر أرضك بالعرض والطول
ويوم عن يوم عرفت بركة دعوة الأم
لو غابت ضمتها دعاها من بعدها بيضم
ضمة تنجينى من كل كرب
ولما بادعى واقول يارب
بالاقى لكل مشاكلى حلول
مانا اتعلمت منّها ازاى أناجى ربى
يكفينى شر المستخبي
عرفت منها كل حاجة وعلمتنى كل الأصول
واللى اقوله لما أصحى وقبل نومى
ولما أخرج وعند الدخول
مدرسة أيوه مدرسة وفيها عدة فصول
اتعلمت منّها لاجل مابقى زيها
بس هو انا اتوصل هو انا فى يوم أطول
طب دى هى كانت شيالة الحمول
واللى ياما قاست وكانت تقول
معانا مامعناش لا نتكلم ولا نقول
لو لقمة بدقة ولا عدس ولا فول
كفاية ان بابنا علينا مقفول
بالنا رايق ولا حد فينا معلول
وبعد ده نشكى لغيره معقول!
وان اتكلمنا عرفنا واتعلمنا
إن الحيطان لها ودان
لا تعرف سر ولا كتمان
ووراها لسان بيحكى ويقول
والستر هو مطلبنا
وبالقناعة نسعد وبالصبر ننول
مدرسة أيوه مدرسة وفيها عدة فصول
اتعلمت منّها لاجل مابقى زيها
بس هوانا اتوصل هو انا فى يوم أطول
عزة نفسها محفورة فى نفسي
ومهما دقت عالراس طبول
رافعة هامتها صاينة كرامتها
ملكة وغموضها يثير الفضول
مش طالبة حاجة ولا محتاجة
واحترامها لذاتها غاية المأمول
يجلها اللى يحبها
ويحترمها حتى العزول
مدرسة أيوه مدرسة وفيها عدة فصول
اتعلمت منّها لاجل مابقى زيها
بس هو انا اتوصل هو انا فى يوم أطول
دى قبل مايصيبها الكبر ويعجزها المرض
ويدك جسدها النحول
كانت بتدعى يارب وتقول
انت عالم اللى ف ضميرى
أنا نفسى أموت مستورة فى سريري
رحلت أيوه -والمدرسة -لأ لساها موجودة
وانا لسة بدعاها مسنودة
مدرسة أيوه مدرسة وفيها عدة فصول
اتعلمت منّها لاجل مابقى زيها
بس هو انا اتوصل هو انا فى يوم أطول