اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 04:14 م

ندوة حول تجربة الإخوان

مثقفون: مصر لن تحقق تقدمًا إلا بعد تفكيك الإسلام السياسى

كتبت ابتسام أبودهب تصوير إسلام أسامة السبت، 06 فبراير 2016 09:53 م

قال الدكتور جورج سعادة، إن كتاب "حول تجربة الإخوان المسلمين من عبد الناصر للسيسى" للكاتب اللبنانى فرحان صالح، أهم ما يميزه هو الجرأة التى يحتوى عليها الكتاب، مشيرًا إلى أنه تناول الاتجاه الناصرى، الذى بدأ على يد الضباط الأحرار وعلى رأسهم جمال عبد الناصر، الذى حاول أن يحيى القومية العربية، كما تناول تجربة الإخوان المسلمين بعد ذلك.

وقال الدكتور جورج سعادة، فى الندوة التى أقيمت لمناقشة الكتاب فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 47، إن فرحان صالح يعد ظاهرة من الظواهر الإنسانية، تحسبه درويشاً يتصوف عن دنيا العمل، وهو مناضل اجتماعى صنع ذاته بذاته.

ومن جانبه قال الدكتور ماجد يوسف، إن كتاب فرحان صالح الصادر عن الهيئة منذ بضعة شهور ينقسم إلى قسمين، الأول يقدم عرضا للمرحلة الناصرية من جميع جوانبها أما القسم الثانى فيعاب عليه أنه لم يذكر الأسباب التى جعلت الانقلاب على منجزات عبد الناصر سهلاً.

وأضاف "يوسف"، أن الجزء الذى يتناول الإخوان المسلمين فى عدة مقالات تم جمعها من أوقات مختلفة ومراحل متنوعة لكن هذا الجمع جعل هناك رؤية كاملة عن الإخوان، وطريقة القص واللزق جعلت هناك ارتباكات، موضحًا أنه يعتبر تلك المقالات رائعة ككل مقالة على حدة، مؤكدًا أن الكاتب وقع فى عدة تناقضات لكنه يجده شديد الفائدة بما يحتوى من معلومات تاريخية وتجمع بعض المعلومات التى تضىء للقارئ وتفيده بتفاصيل قد تغيب عنا.

وتابع ماجد يوسف، الكاتب فرحان صالح عروبى سرد إطلالة شديدة الوضوح على الوقت الراهن، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يعاد بشكل من التنقيح.

وفى السياق ذاته، قال الدكتور سمير مرقص، إن محصلة الكتابة حول الرؤى المصرية فى فترة ثورة يناير كانت مبدعة، مضيفًا أنه من المكن أن يصف الكتاب بالمغامرة، لتناوله حدث حى لم ينته بعد، حول اللحظة الحالية والاستعانة بالماضى لمحاولة استقراء المستقبل، مشيرًا إلى أن الأمر شديد الصعوبة لدى الكاتب أن يتعرض لوصف الحالة قبل أن تنتهى.

وأضاف "مرقص"، أن الخريطة العامة للكتاب تصلح بأن تكون مداخلة لكتاب أوسع حول الدولة الحديثة فى مصر منذ محمد على، وقضية الإسلام السياسى وغيرها من القضايا، خاصة أن قليل من الكتب التى تناولت لحظة الحراك فى ثورة 25 يناير، والتى تناولتها بشكل سريع، وقليل أيضا من الكتب التى ربطت الأحداث بالسياق التاريخى.

وتابع سمير مرقص، الكتاب ناقش فكرة أن الإخوان عندما حكموا لم يأتوا بجديد، وكانت أطروحتها الاقتصادية هى نفسها الأطروحات السابقة لدولة السادات ومبارك .

ومن جانبه قال الدكتور على مبروك، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن جغرافية مصر وتاريخها جعلا لمصر شأناً عربياً متميزاً والحالة المصرية تنعكس على المنطقة العربية سواء كان نهوضًا أو انتكاسًا، وذلك السياق الذى يجب أن نضع فيه الكتاب الذى يستأنف مسيرة طويلة منذ جيل مصر فى أواخر القرن التاسع عشر.

وأضاف على مبروك، أن الكتاب يستعرض السياسات المتبعة فى مصر طوال 40 عاماً الأخيرة الذى تعد انقلابًا على عبد الناصر، وما صاحب هذه السياسات من فساد وما صاحب هذا الفساد من ظهور عشوائيات استغلها السياسيون.

وأشار "مبروك" إلى أن الظاهرة لا يمكن تحليلها مكتفين فقط بمجرد الحديث عن السياسة والاجتماعيات انما يجب اكتشاف البعد الثقافى المسئول عن بروز الاسلام السياسي، والقراءة السياسية تختزل جهودها فى الاجراءات والظواهر، فالإسلام السياسى يجب مواجهته بشكل اكثر احتشاداً من كافة العلوم والمعارف لكى نتمكن من تجاوز هذه الظاهرة خاصة أن التقدم السياسى والديمقراطى فى مصر لا يمكن تحقيقه إلا بعد تجاوز وتفكيك ظاهرة الاسلام السياسى.

كما أوضح فرحان صالح، أن مصر اذا كانت تريد إعادة اكتشاف ذاتها، فالاتصال مع الحدث وحراك المثقفين يعتبر انتصارًا على مشهد الاسلام السياسي، وموضحًا أن مصر قادرة على تجاوز كل السلبيات والظواهر التى تواجهها، مضيفًا أن مصر كانت دائمًا تحمل فكرة عدم الانحياز وتقود التقدم والحركات التنويرية.