اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 10:12 م

الشيخ محمود لطفى عامر الداعية السلفى

"لأن الحرام أحلى سنأكلها".. سلفيون يحرمون الاحتفال بالمولد النبوى ويأكلون "حلاوته".. داعية سلفى: نتناولها قبل المناسبة أو بعدها.. لطفى عامر: ارتباطها بطقس دينى بدعة.. وباحث إسلامى: دليل على تناقضهم

كتب كامل كامل - أحمد عرفة - محمد تهامى زكى الجمعة، 09 ديسمبر 2016 11:02 ص

تزامننا مع إعلان المؤسسات الدينية كالأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، إقامة احتفالات بمناسبة المولد النبوى الشريف، ونصب الطرق الصوفية سرادق كبرى بمحيط مسجد الحسين ابتهاجا بهذه المناسبة، تصدر فتاوى من شيوخ التيار السلفى بتحريم الاحتفالات بهذه المناسبة، معتبرين  هذه الاحتفالات بدعة يأثم فاعلها، ليس هذا فحسب بل يصل الأمر إلى تشبيه بعضهم حلوى المولد النبوى بالأصنام وآلهة قريش التى كانت منتشرة أيام الجاهلية.

كل ما سبق يثير تساؤلات عديدة، لا يجب عليها إلا أصحاب فتوى تحريم الاحتفالات بالمولد النبوى، ومن أبرز هذه التساؤلات، هل يُقبل شيوخ السلفية ممن يحرمون إقامة هذه الاحتفالات على شراء حلوى المولد النبوى التى يصفونها بالأصنام؟ وهل يتناولونها حالة شرائهم لآسرهم ؟.

طرحنا هذه الأسئلة على شيوخ من التيار السلفى، فكانت الإجابة بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل، حيث كشفوا أنهم يقبلون على شراء حلويات المولد النبوى، بالإضافة إلى تناولها.

وقال الشيخ محمود لطفى عامر الداعية السلفى "كل بدعة ضلالة، فمن  أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، هذا كلام النبوة، وبناء عليه فكل الموالد سواء مولد النبى محمد أو مولد النبى عيسى صلى الله عليهما وسلم، وما دونهما من موالد كالبدوى والدسوقى بدعة، مما أحدثه الناس فى دين الله فمأواه النار.

وأضاف "لطفى" :"سأل بعض الناس إذا كانت الموالد حرام فما حكم حلاوة المولد؟ فالحلوى فى ذاتها حلال لكن ارتباطها بطقوس دينية فلا، فمن يرغب فى أكلها يفضل شرائها في غير أيام الموالد، خاصة إذا كان المشترى داعية أو عالم في الدين.                       

وتابع قائلا: "الاحتفال بالمولد مسألة والحلاوة مسألة، فالأولى حرام، والثانية حلال طالما لا ترتبط بطقوس دينية لذا قلت الأفضل شرائها فى غير أيام الموالد.

بدوه، قال الشيخ سامح عبد الحميد الداعية السلفى :"الاحتفال بالمولد بدعة محدثة؛ ويجب الابتعاد عن المشاركة فيه بأى وجه من الوجوه ، فلا ينبغى الاشتراك فى أى فعاليات تختص بهذه المناسبة مثل الاشتراك مع المحتفلين فى إقامة احتفالهم، أو بالجلوس معهم على موائدهم أو أكل الحلويات التى يوزعونها، وشراء حلوى المولد في زمن الاحتفال به يُعتبر نوعًا من المشاركة فيه ؛ وكذلك هو من الإعانة والترويج له".

وبالنسبة لشراء أو تناول الحلويات قال "عبد الحميد ":"أما الأكل من الحلويات قبل الاحتفالات أو بعدها فلا مانع منه لأنه طعام عادى بدون احتفال معين" مشيرا إلى أن أخوته يقبلون على شراء هذه الحلويات نظرا لأنها لم تكن موجودة إلا خلال أيام المولد النبوى.

 من ناحيته، اعتبر هشام النجار الباحث فى حركات التيار الإسلامى، أن إصدار شيوخ السلفية فتاوى تحرم الاحتفال بالمولد النبوى، دليلا على تناقضهم".

وأضاف "النجار" فى تصريحات لـ"اليوم السابع":"هذا الملف من  ضمن ملفات كثيرة يتمسك التيار السلفى فيها بالمظهر دون الجوهر ، فحقيقة الاحتفال وجوهره إظهار الاحتفاء بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، بما يتطلب ويستدعى أحياء لسيرته ونشر لأخلاقه وإنجازاته على المستوى الاجتماعى والثقافى والسياسي، وهذا هو جوهر القضية".

وأضاف "النجار":" أما المظاهر فليست مرتبطة بشأن عقدى إنما تحولت لاحتفاليات فلكلورية ضمن ما يميز الشعوب، وأسلوب احتفالاتها بالمناسبات التى تهم بها، ومن الممكن الجمع بين الأمرين، بما لا يمس الثوابت الدينية بل يفيد الدين وينصر رمزه الأول ، لكن هناك تيارات تتشدد في تلك المسائل على خلفية التنافس والنزاعات مع تيارات أخرى على الساحة مثل التيار الصوفي الذى اشتهر عنه إحياء هذه المناسبة بطرق وأساليب تعتبر تمييزا أيضا له عن غيره وقد اشتهر بها ، ويأتى التناقض السلفى خوفا من أن يضبط بشىء اشتهر به المتصوفة، وهذا دليل على أن المظاهر غير مؤثرة، وصارت فقط من التراث الشعبى والتقاليد الاجتماعية، لكن الأمر مرجعه للحرص السلفى على إبقاء تميزه عن التيار الصوفى".