اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 11:03 م

الفتيات فى وسط البلد

"عايزنا نرجع زى زمان.. قول للبنات تلبس فستان".. فتيات مصر يواجهن التحرش بالفساتين القصيرة فى شوارع وسط البلد لإعادة أناقة الستينيات.. الآباء يشجعون الفكرة.. وردود أفعال الشارع "صادمة"

كتبت سلمى الدمرداش - تصوير حسن محمد الخميس، 08 ديسمبر 2016 08:44 م

فى مجتمع بات فيه الخروج عن المألوف هو الطبيعى، جاء قرار جهاد سعد المصور الفوتوغرافى الشهير بـ "روبابيكيا" وهادية عبد الفتاح، بالعودة للمألوف لمواجهة آفة التحرش، وفى إطار حملة الـ 16 يوما لمواجهة العنف ضد المرأة، دشن جهاد إيفنت بعنوان "فساتين زمان والشارع أمان" وتضمن الإيفنت نزول عدد من الفتيات منطقة وسط البلد بنفس ملابس فترة الستينيات والسبعينيات، لتوصيل رسالة مفادها أن ملابس الفتيات لا يوجد بها أى حافز للتحرش، وليحاكى أيام هاتين الحقبتين إذ كانت الفتيات ترتدى الفساتين القصيرة دون أى مضايقات.

وبدأت الفعاليات ظهر اليوم الخميس، بشوارع وسط البلد، إذ تجمعت الفتيات اللاتى اختارهن جهاد وهادية من أكثر من 400 فتاة، قررن المشاركة فى الإيفنت، وانطلقن الفتيات فى جولة بشوارع وسط البلد، بفساتين قصيرة وأزياء تعود إلى فترة الستينيات والسبعينيات وسط ردود أفعال غريبة من الشارع المصرى.

الفتيات يتحدثن إلى اليوم السابع

وفى تصريحات خاصة لـ اليوم السابع قالت منى الحسينى 28 عاما، متزوجة وإحدى المشاركات فى الإيفنت "تعرضت لعدد كبير من وقائع التحرش، لكن موقفا واحدا ترك فى نفسى أزمة كثيرة، بعد أن اعتدى عليا شخص بالشارع وسط صمت المارة، لمجرد أننى وقفت للدفاع عن نفسى، وعندما وجدت الإيفنت على فيس بوك، زوجى شجعنى على خوض التجربة، وأرسلت صورتى لهادية، واصطحبنى زوجى إلى مكان التجمع، لأنه على قناعة تامة أن ملابس المرأة لا علاقة لها بالتحرش، لكنه أصبح ثقافة وآفة فى المجتمع، ورسالتى إلى جميع النساء اليوم "المرأة هى التى تقبل العنف ولابد أن تخرج عن صمتها".

لم تختلف وجهة نظر نانسى طارق إحدى المشاركات بالإيفنت أيضاً عن منى، وقالت نانسى: "عمرى 21 عاما، وأدرس بقسم العلوم السياسية بكلية التجارة جامعة حلوان، أعجبت جداً بالفكرة بمجرد رؤيتى للإيفنت على فيس بوك، لأن التحرش من أهم كوارث المجتمع، بالإضافة إلى عشقى للاستايل الكلاسيكى، وعندما أخبرت والدتى شجعتنى على الفكرة والمشاركة، واختارت الجيب "السك" لأن لا يمكن لأى فتاة الآن أن تمشى بجيب سك فى الشارع، ورسالتنا اليوم أن الملابس ليست مقياسا للتحرش، والدليل على ذلك أن أفغانستان يتحرشون فيها بالمنتقبات و مرتديات الخمار، وللأسف مصر ثانى دولة بعد أفغانستان فى التحرش، ويكفينا أن نقول إن الدراسات أكدت أن 60% من المتحرشين، يتحرشون بالنساء بالتعود فقط، وأضافت: "تعرضت من قبل إلى موقف تحرش وعندما ذهبت لأحرر محضرا، قال الضابط لى "إحنا بنكافح الإرهاب تحرش إيه اللى جاية تبلغى عنه".

الأم المصرية الواعية

جاء وجود مدام سماح، 39 عاما، مع ابنتها زينب سمير، التى تبلغ من العمر 15 عاما مثيرًا لاندهاش الكثيرين، وقالت مدام سماح لـ اليوم السابع": شاهدت الإيفنت أنا وبنتى على فيس بوك، وأنا اللى شجعتها للتقديم وأرسلت صورتها إلى هادية، لأننى أتمنى أن تصبح ابنتى جريئة تدافع عن حقها، ولا تخجل من جسمها، لابد أن تتأقلم على الوضع وتواجه حقيقة الشارع، وتعرف أن جسدها ليس عارا عليها أو علينا، واخترت لها فستانها الذى شاركت به، وقمت بعمل "فورمة" شعرها لتحاكى فترة الستينيات والسبعينيات، وأتمنى أن تحقق الفعالية نتيجة جيدة وسط هذا الكم الغريب من ردود الأفعال".

ردود أفعال الشارع المصرى "أنتم بتصوروا فيلم؟"

فى مشهد واحد لم يتغير، عكست ردود أفعال الشارع المصرى التحرش بجميع أشكاله بداية من التحرش البصرى واللفظى إلى الرغبة فى التحرش الجنسى، منعها وجود عناصر شرطية بالشارع، لكن المثير أن التحرش بدأ من قبل عدد من الفتيات العاملات بمحال وسط البلد التى أجمعن على جملة واحدة "يخرب بيتكوا.. أهاليكم سابوكوا كدة إزاى"، أما الرجال فكانت الأحاديث الجانبية تحوى نظرات اخترقت أجساد الفتيات وعدد لا بأس به من الشتائم المصرية أبسطها جملة "نسوان عريانة"، لم يخلُ المشهد من نظرات وتعليقات سائقى التاكسى والمارة الذين لم يصدق بعضهم أن هؤلاء الفتيات يسرن فى الشارع بشكل عادى، ووجهوا لهن عددا من الأسئلة من أبرزها "أنتم بتصوروا فيلم، طب والنبى أتصور معاكم".