اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 01:45 ص

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

الإمارات تختتم عام القراءة بـ1500 مبادرة وقانون للقراءة وتغييرات فى التعليم

كتب أحمد منصور الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 07:05 م

أكد محمد عبد الله القرقاوى، رئيس اللجنة العليا لعام القراءة، أن توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بإعلان 2016 عاماً للقراءة أحدثت تغييراً دائماً فى بناء الشخصية الإماراتية والأجيال الجديدة؛ وأن الرعاية المباشرة من محمد بن راشد لعام القراءة سترسخ الإمارات عاصمةً معرفيةً نشطة ومستدامة، لافتاً إلى أن الإمارات راهنت على جعل القراءة خلال عام نشاطاً مجتمعياً شاملاً، ونجحت فى الرهان بامتياز؛ كما أضاف أن عام القراءة، بدعم الشيخ محمد بن راشد، تخطى فى نتائجه وآثاره الإمارات ليكون نشاطاً عربياً متكاملاً، وحظى بتفاعل غير مسبوق، من خلال مشروع "تحدّى القراءة العربى الذى تحول إلى أضخم أولمبياد معرفى لنشر القراءة وتعزيزها فى العالم العربي، من خلال مشاركة أكثر من 3.5 ملايين طالب وطالبة من مختلف مدارس الوطن العربي، قرأوا خلال العام الدراسى أكثر من 150 مليون كتاب".

 


احتفال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بعام القراءة

 

هذا وشكّل "عام القراءة 2016" تظاهرة معرفية اتسمت بالزخم والتنوع، تحولت الإمارات خلالها إلى خلية عمل يومية لنشر المعرفة وتعزيز القراءة. وتم استقطاب أكثر من 1500 فعالية قرائية، شارك فيها مختلف فئات المجتمع الإماراتي، كما تمت بلورة خطة استراتيجية لجعل القراءة أسلوب حياة فى المجتمع الإماراتي، وتم أيضاً إطلاق صندوق وطنى لدعم مشاريع ومبادرات القراءة إلى جانب إصدار القانون الوطنى للقراءة، كأول تشريع من نوعه فى الدولة والمنطقة يعتمد القراءة كقيمة حضارية، ويحولها إلى صيغة تشريعية ملزمة لها آليات تنفيذ ومتابعة وتقييم. كما يرتقى القانون بالتعليم، من خلال تطوير المناهج والأنظمة التعليمية لتعزيز مهارات القراءة لدى الطلبة، وإلزام المدارس والجامعات بتطوير مكتباتها، وتشجيع القراءة بين الطلبة، عبر خطط سنوية تضعها كافة المؤسسات التعليمية.


الخطة الاستراتيجية للقراءة

 

كذلك، شهد "عام القراءة" إطلاق مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم كأضخم مكتبة من نوعها تضم أكثر من 4.5 ملايين كتاب ما بين ورقى وإلكترونى وسمعي، حيث تهدف المكتبة إلى دعم وتعزيز الاستراتيجية الشاملة للدولة فى القطاع الثقافى والمعرفي، ورفع مستوى الثقافة المعرفية فى العالم العربي، بالإضافة إلى غرس شغف المعرفة وحب الاطلاع لدى النشء.

وعلى مدار السنة، كان هناك حشد للجهود الوطنية والمؤسسية والمجتمعية المتكاملة لجعل القراءة سلوكاً راسخاً ونشاطاً مستداماً. وأكد معالى القرقاوى أن "هذه الجهود انطلقت من توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بأن يكون عام القراءة بداية لاستراتيجية طويلة الأمد ترسخ القراءة كعادة ثابتة، وإيمان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن القراءة تمثّل المدخل الأساسى لتكوين الأصول الفكرية والذهنية للمجتمع الإماراتي، وأنها الأداة الرئيسية لبناء مجتمع معرفى يشكل أساس لبناء   اقتصاد المعرفة".

 

القراءة فى 2016

فى نهاية العام الماضي، وبينما كانت دولة الإمارات تقطف النتائج الباهرة والطموحة لعام "الابتكار"، أعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، العام 2016 عاماً للقراءة، وذلك استكمالاً لخطط الإمارات الساعية إلى إرساء ثقافة المعرفة والابتكار والإبداع، وخلق جيل جديد من الباحثين والمفكرين، ودعم توجهات الدولة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، وبذل الجهود من أجل ترسيخ القراءة، بوصفها مصدراً لتحصيل العلم والمعرفة وبناء الشخصية الواعية، وهو ما يعدّ شرطاً أساسياً فى مسيرة التنمية والتقدم.


الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة

 

بناء على هذا الإعلان، تم عقد "خلوة المائة" كلقاء اجتمع فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مع شخصيات وطنية معنيّة بالقراءة، بهدف وضع مبادرات وبرامج مستدامة يمكن من خلالها غرس القراءة كعادة أصيلة فى المجتمع وتجذير فضيلة المعرفة والكلمة النيرة فى نفوس الأجيال الجديدة.

 

الاستراتيجية الوطنية للقراءة

وفى مايو من العام الجاري، وعلى هامش فعاليات معرض أبوظبى الدولى للكتاب، تم الإعلان عن السياسة الوطنية للقراءة فى دولة الإمارات، التى تستند إلى سبعة محاور لعل أبرزها الاستراتيجية الوطنية للقراءة (2016 – 2026)، التى تم اعتمادها والبدء بتنفيذ معطياتها. تنطلق الاستراتيجية الوطنية العشرية من رؤية تسعى إلى أن تكون القراءة أسلوب حياة فى المجتمع الإماراتى بحلول العام 2026. وتتضمن الاستراتيجية 28 مبادرة وطنية تتولى تنفيذها ستة قطاعات، هي: التعليم، والصحة، والثقافة، وتنمية المجتمع، والإعلام، والمحتوى. وتهدف الاستراتيجية العشرية إلى تعزيز دور الأسرة والمجتمع فى تغيير سلوكيات القراءة لدى الأفراد؛ وتحسين مستوى الأنظمة التعليمية والتقييمية فى دعم القراءة؛ وتوفير بيئة داعمة ومحفزة للقراءة فى مجال العمل؛ وتفعيل دور الإعلام؛ وإثراء محتوى القراءة الموجود فى الدولة؛ وبناء الأنظمة والبنية التحتية اللازمة لدعم القراءة على المدى الطويل. ومن أهم مستهدفات هذه الاستراتيجية العشرية أن تصبح القراءة سلوكاً راسخاً لدى 50% من الإماراتيين البالغين بحلول العام 2026، ولدى 80% من طلبة المدارس؛ وأن يقرأ الطالب 20 كتاباً فى المتوسط سنوياً بصورة اختيارية؛ وألا تقل نسبة الآباء المواطنين الذين يقرأون لأطفالهم عن 50%، وهو ما ينسجم مع الهدف الأول من الاستراتيجية والساعى إلى تعزيز القراءة وترسيخها كنشاط عائلى يشارك فيه كل أفراد الأسرة. كذلك، من مستهدفات الاستراتيجية رفع المحتوى الوطنى من 400 كتاب سنوياً فى الوقت الراهن إلى 4000 كتاب فى العام 2026.


القراءة

 

هذا وتعتبر الاستراتيجية الوطنية للقراءة منهج عمل شاملاً تمت صياغته بالاستناد إلى العديد من المدخلات والمعطيات، التى استلزمت جهداً بحثياً لافتاً، تمثَّل فى الاطلاع على أكثر من 100 دراسة عالمية حول القراءة، ومعاينة استراتيجيات فى سبع دول، وإجراء مقابلات مع 47 جهة محلية واتحادية معنية بالموضوع، بالإضافة إلى إجراء مسح وطنى شامل، هو الأول من نوعه، شمل 12 ألف شخص لرصد عادة القراءة لدى الإماراتيين بمختلف شرائحهم العمرية والتعليمية. ولقد جاءت نتائج المسح الوطنى متوافقة مع التوقعات الأولية بوجود تحديات حقيقية؛ إذ تبين أن الإماراتى يقرأ 1.5 كتاب فى المتوسط سنوياً، وأن 78% من الإماراتيين البالغين لا يقرأون، كما أن متوسط عدد الكتب فى بيوت الإماراتيين يبلغ 20 كتاباً. هذه الأرقام استدعت تدخلاً حكومياً عاجلاً، من منطلق حرص الدولة وقيادتها على تدارك أى خلل فى مسيرة النهضة والبناء التى تقوم أولا وأخيراً على الاستثمار فى الإنسان.

 


المبادرات

 

كذلك، شكلت "خلوة المائة" مدخلاً أساسياً لصياغة الاستراتيجية الوطنية للقراءة حتى العام 2026؛ فقد ناقشت الخلوة، التى عقدت مطلع العام 2016 بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم و100 شخصية وطنية معنية بالقراءة، أكثر من 100 فكرة ومبادرة فى ستة قطاعات أساسية، كانت بمثابة الأرضية العامة للاستراتيجية التى تمت صياغتها لاحقاً.

 

وإيماناً بدور أفراد المجتمع فى المساهمة فى بلورة استراتيجية القراءة بما يحقق آمالهم وطموحاتهم، تم تسخير مواقع التواصل الاجتماعى كمنصة للعصف الفكري، مع استقبال أكثر من 4000 ألف فكرة عكست آراء عدد كبير من الناس وتصوراتهم بشأن المبادرات التى يتطلعون إليها لتحفيز القراءة، كسلوك يومي.

 

هذا ومن المحاور الأساسية للسياسة الوطنية للقراءة إطلاق "الصندوق الوطنى لدعم القراءة" بقيمة 100 مليون درهم، وذلك لدعم كافة المشاريع المبتكرة المتعلقة بالقراءة المقدمة من المؤسسات المجتمعية والأفراد، وخاصة للمتطوعين وجمعيات النفع العام والشباب.

 

القانون الوطنى للقراءة

لعل من أبرز محاور السياسة الوطنية للقراءة "القانون الوطنى للقراءة"، الذى صدر فى نوفمبر 2016، وهو الأول من نوعه فى الدولة والمنطقة. يشكل القانون سابقةً فى إضفاء صيغة تشريعية ملزمة لمأسسة النشاط المعرفى فى الدولة وتفعيله فى إطار قانونى وممنهج، حيث يجعل كل مؤسسات الدولة المعنية مسؤولة بشكل أو بآخر فى صناعة مجتمع معرفي، بحيث تصبح القراءة جزءاً لا يتجزأ من النهضة التنموية والمعرفية الشاملة فى البلاد.

ويهدف القانون الوطنى للقراءة إلى دعم تنمية رأس المال البشرى والمساهمة فى بناء القدرات الذهنية والمعرفية ودعم الإنتاج الفكرى الوطنى وبناء مجتمعات المعرفة فى الدولة. ويضع القانون أطراً ملزمة لكافة الجهات الحكومية فى القطاعات التعليمية والمجتمعية والإعلامية والثقافية لترسيخ القراءة لدى كافة فئات المجتمع. كما يغطى القانون كل ما يتّصل بالقراءة من تطوير ونشر وترويج وأنظمة دعم، على نحو يكفل مأسسة الجهد الثقافى واستدامته. ويتميز القانون بالريادة فى جوانب عدة، إذ يجعل القراءة، حقاً ثابتاً ومتاحاً للجميع، يتم تكريسه من الولادة، عبر توفير ثلاث حقائب معرفية تغطى احتياجات الطفل من مرحلة الولادة وحتى الثالثة من العمر. كما يطرح القانون لأول مرة مفهوم التطوع المعرفي، من خلال تشجيع فئات المجتمع على تخصيص جزء من أوقاتهم للقراءة لكبار السن والمرضى والأطفال ومن فى حكمهم ممن يعجز عن القراءة. كذلك، يكرِّس القانون القراءة كأحد المظاهر الثابتة فى المرافق العامة فى الدولة، من خلال إلزام المقاهى فى المراكز التجارية بتوفير مواد للقراءة لمرتاديها. كما يرتقى القانون بالمنظومة التعليمية، بحيث لا تكون منفصلة عن القراءة التثقيفية، مع وضع خطط وبرامج ملزمة لتشجيع القراءة بين الطلبة.

إلى ذلك، جاء تشكيل لجنة للإشراف على تنفيذ القانون الوطنى للقراءة ليعكس حرص القيادة على ترجمة نصوص القانون وتفعيلها بما يضمن تعزيز النشاط القرائى فى الدولة وخدمة المستهدفات الوطنية دون إبطاء. إلى جانب رئيسها، تتألف اللجنة من عشرة أعضاء من بينهم مدير عام المجلس الوطنى للإعلام ووكلاء وزارات التربية والتعليم، والصحة ووقاية المجتمع، والثقافة وتنمية المعرفة، وتنمية المجتمع، والاقتصاد، باعتبارها القطاعات الحكومية الرئيسية فى الدولة المعنية بترجمة نصوص القانون. وتتولى اللجنة مهام واختصاصات عدة، من بينها وضع الأنظمة والإجراءات المتعلقة بتنفيذ القانون، ومتابعة أداء كافة الجهات ذات العلاقة بتنفيذ الخطة الوطنية للقراءة والمبادرات وقرارات اللجنة واتخاذ إجراءات تصحيحية لضمان تنفيذ القانون.


قانون القراءة

 

الإمارات تقرأ.. الإمارات ترقى

 

منذ انطلاق "عام القراءة"، وتحت شعار "الإمارات تقرأ.. الإمارات ترقى"، عاشت الإمارات أجواء معرفية مميزة، من خلال أكثر من 1500 نشاط وفعالية استضافتها مختلف مناطق الدولة، شهدت مشاركة مجتمعية واسعة النطاق؛ من ذلك حملة "أبوظبى تقرأ" التى نظمها مجلس أبوظبى للتعليم بهدف نشر ثقافة القراءة بين جميع فئات المجتمع. واستضافت مدينة العين معرض "العين تقرأ" للكتاب، الذى شكلت فعالياته المتنوعة احتفالية حاشدة للاحتفاء بالقراءة.

 

وكانت دبى على موعد مع واحدة من أبرز وأكبر حملات القراءة فى المنطقة من خلال حملة "أمة تقرأ"، التى أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فى شهر رمضان الماضي، ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، حيث تمخضت الحملة عن جمع أكثر من 80 مليون درهم تبرعات تكفى لطباعة وتوزيع أكثر من ثمانية ملايين كتاب على الأطفال فى مخيمات اللاجئين وفى المدارس المحتاجة حول العالم.

 

وحرصت الشارقة على أن ترفد "عام القراءة" بعدد من الفعاليات المميزة مثل "مهرجان الشارقة القرائى للطفل"، الذى نظمته حكومة الشارقة، ومبادرة المكتبة المتنقلة لتوزيع أكثر من 1.5 مليون كتاب مجاناً فى مختلف أنحاء الإمارات من خلال مشروع "ثقافة بلا حدود".

 

فى سياق متصل، وانسجاماً مع المناخ القرائى السائد فى الدولة، أطلقت دائرة التنمية الاقتصادية بحكومة رأس الخيمة مبادرة "رأس الخيمة تقرأ"، شملت حزمة من الفعاليات والمبادرات على مدار العام. كما نظمت إمارة أم القيوين عدة فعاليات من بينها "مهرجان القراءة" بمشاركة دوائر عدة، واستضافت عجمان "مهرجان المعرفة"، الذى نظمه مركز وزارة الثقافة وتنمية المعرفة هناك تحت شعار "القراءة أولاً". وشهدت الفجيرة العديد من الفعاليات المميزة مثل "الملتقى القرائى الأول" الذى نظمه مركز الثقافة وتنمية المجتمع بالفجيرة، و"مهرجان الفجيرة للقراءة"، و"ملتقى الفجيرة الإعلامي" الذى نظمته هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والذى ناقش موضوع "الإعلام والقراءة".


مسيرة عام القراءة

 

تحدى القراءة العربى

 

ضمن سياسة الإمارات الرامية إلى تعميم المعرفة إقليمياً، جاءت مبادرة "تحدى القراءة العربي"، التى أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مسجلة نجاحاً منقطع النظير، كأكبر مبادرة ثقافية عربية لتشجيع القراءة لدى الطلاب فى العالم العربي.

 

شهد التحدى مشاركةً لافتةً على صعيد العالم العربى لملايين القراء الأطفال والشباب فى ماراثون معرفي، استمر على مدار عام، وكان النصر فيه حليف المعرفة الجادة والفكرة الأصيلة، مع تخطى حجم مشاركات الطلاب المتنافسين فى التحدى 3.5 ملايين طالب، من 21 دولة، 15 منها عربية، قرأوا خلال عام دراسى أكثر من 150 مليون كتاب. وقد أظهر الطلبة – ومنهم لم يزل طرى العود – شغفاً، وفهماً، وحماسة، وبعضهم بطولة استثنائية، قاهرين الصعاب، متخطين كل أنواع العقبات والتحديات فى حياتهم لبلوغ التصفيات النهائية من التحدى حيث تم تتويج الطالب محمد جلود من الجزائر بلقب "بطل تحدى القراءة لعام 2016"، ومُنحت مدرسة "طلائع الأمل" من فلسطين الجائزة الكبرى وقيمتها مليون دولار أمريكى فى احتفالية حاشدة استضافتها دبى فى أكتوبر الماضي، على مسرح "دبى أوبرا".

 

ولقد نجح تحدى القراءة العربى فى دورته الأولى فى إخراج الطلبة من حصار الكتاب المدرسى ومحدوديته، وجعل المطالعة اللامنهجية شغفاً حقيقياً. ومن المتوقَّع أن يجتذب التحدى فى دوراته المقبلة أعداداً متزايدة من الطلبة والمدارس، ضمن خطة تنفيذ ومتابعة وتقييم تعزز استمرارية التحدى واستدامته. هذا وقد قدمت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية دعماً لدور النشر الإماراتية بقيمة 25 مليون درهم من خلال شراء مجموعة من إصدارات هذه الدور، لدعم مشروع تحدى القراءة العربى فى دوراته المقبلة.

 

مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم

 

فى سياق الزخم القرائى والمعرفى على مستوى الدولة، وتحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، تم الإعلان فى فبراير من هذا العام، عن إطلاق مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، كأكبر مكتبة عربية من نوعها، حيث ستضم أكثر من 1.5 مليون كتاب ورقى ومليون كتاب إلكترونى ومليون كتاب سمعى و8 مكتبات متخصصة. وستكون المكتبة منبراً لأكثر من 100 فعالية ثقافية ومعرفية سنوية. وتسعى المكتبة إلى توفير ملتقى للأدباء والمثقفين والمترجمين والباحثين من مختلف الجنسيات والثقافات من كافة دول العالم، والمساهمة فى الحفاظ على اللغة العربية وإثرائها، والمساهمة فى تنشيط حركة التأليف والترجمة وإرساء ثقافة التسامح والحوار والتفاعل والتلاقى الفكري.

 

ومؤخراً، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد القانون الخاص بإنشاء المكتبة، وشكّل مجلس إدارتها، موجهاً سموه بالبدء بالبناء الثقافى للمكتبة، قبل الانتهاء من بنائها المعماري، متطلعاً إلى أن تكون المكتبة، التى سيتم تدشينها فى العام 2018، أكبر حاضنة عربية معرفية ومركزاً ثقافياً وحضارياً فى المنطقة.

 

مع اختتام فعاليات عام القراءة، وبمناسبة احتفال دولة الإمارات بعيدها الوطنى الـ45، خصصت مبادرة "أوائل الإمارات" دورتها الثالثة لتكريم 45 شخصية إماراتية وجهة ومؤسسة رائدة ومتميزة فى محور القراءة، والاحتفاء بجميع الإنجازات والمشاريع والمبادرات التى تحققت فى عام القراءة، على مختلف المستويات، وأسهمت فى صنع نشاط قرائى ومعرفى محلى وإقليمى وعربى اتسم بالتنوع والزخم.

 

فى "عام القراءة 2016"، استعاد الكتاب ألقه، معززاً قيمته التثقيفية، وانحنت الهامات تقديراً للكلمة، لتذكِّر الإمارات العرب والعالم بأن سر نجاحها وتفوقها هو سعيها الذى لا يكلّ ولا يملّ لجنى قطاف المعرفة بأى ثمن، إدراكاً من قيادتها، وشعبها الذى يقف خلف هذه القيادة الحكيمة، أن سر منعتها يكمن فى تحصين مواطنيها فكرياً ومعرفياً.


مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم

 

اهتمام تاريخى

 

إن نجاح التجربة الإماراتية الرائدة فى حشد الاهتمام المؤسسى والمجتمعى بالقراءة من خلال مئات المبادرات والمشاريع والبرامج والفعاليات القرائية فى مختلف أنحاء الدولة لم يأت من فراغ، كما أنه ليس وليد اليوم؛ فمنذ تأسيسها، أظهرت الإمارات اهتماماً ملحوظاً بالفكر والمعرفة كمقوّمين أساسيين فى بناء الإرث البشرى الأصيل، فاحتضنت العديد من الفعاليات الثقافية العربية والإقليمية مثل معرض أبوظبى الدولى للكتاب ومعرض الشارقة الدولى للكتاب، اللذين يُعدّان علامتين فارقتين على الصعيد الثقافى عربياً وعالمياً، كما تحتضن دبى مهرجان طيران الإمارات للآداب، وهو أضخم مهرجان للقراءة والكتابة فى الشرق الأوسط، وهناك جائزة الشيخ زايد للكتاب، الأرفع من نوعها فى المنطقة، وجائزة الرواية العربية "البوكر" التى شكلت – ولا تزال – ظاهرة أدبية وأسهمت فى إحداث ما يشبه الطفرة فى الكتابة الروائية، بالإضافة إلى العديد من المهرجانات والملتقيات والمؤتمرات التى جعلت الإمارات مركزاً للثقافة والمعرفة، ومنارةً عصريةً للفكر، وملتقى الإبداع والمبدعين، معيدةً الاعتبار لمفهوم الحاضرة العربية ذات الوهج المعرفي، فى زمن تخضع فيه هويتنا وتراثنا وحضارتنا العربية والإسلامية لتحديات جمة، ومحاولات متعمَّدة للتهميش أو الإقصاء أو التشويه.