اغلق القائمة

الأربعاء 2024-05-08

القاهره 02:40 م

الدوحة تعترف بسفر مدبر حادث"البطرسية" إليها وتتعمد إخفاء سبب الزيارة وأسماء من استقبله

الأسئلة الغائبة عن بيان قطر.. الدوحة تعترف بسفر مدبر حادث"البطرسية" إليها وتتعمد إخفاء سبب الزيارة وأسماء من استقبله.. وانتظار بيان داعش يؤكد توزيع الأدوار بين مخابرات قطر وعملائها فى التنظيم الإرهابى

تحليل: حسين يوسف الأربعاء، 14 ديسمبر 2016 07:10 ص

يقول المثل "بعض الأكاذيب تُخبر بالحقيقة"، هذا هو حال البيان الذى صدر عن وزارة الخارجية القطرية، والتى أرادت به التبرؤ من تورطها فى حادث تفجير الكنيسة البطرسية، إلا أنها ودون أن تدرى أكدت ضلوعها حتى أذنيها فى الحادث الدنىء الذى أودى بحياة 24 مصريًا غدرًا خلال صلاتهم فى الكنيسة البطرسية الأحد الماضى.

أرادت قطر أن تظهر أمام العالم أجمع فى صورة الحمل الوديع البرىء من دماء ضحايا الكنيسة، ولكنها لم تفعل شيئًا سوى تأكيد تخضب يديها بدماء 24 مصريًا، بعد أن أقر بيان خارجيتها، بالمعلومات التى أكدها بيان الداخلية المصرية عن الزيارة المريبة للإرهابى مهاب مصطفى إلى الدوحة، وعودته إلى القاهرة بعد شهرين من مكوثه هناك، حيث قال البيان، على لسان السفير أحمد الرميحى مدير المكتب الإعلامى بوزارة الخارجية القطرية: "إن واقعة دخول المشتبه به فى القيام بأعمال تفجير الكنيسة المدعو مهاب مصطفى السيد قاسم إلى دولة قطر، قد تمت بتاريخ 3-12-2015، بسمة دخول للزيارة، وغادر قطر عائدًا إلى القاهرة بعد انتهاء مدة الزيارة بتاريخ 1-2-2016".

ولم يوضح البيان المرتبك لخارجية قطر، لماذا سافر شخص يعمل طبيبًا إلى الدوحة؟ رغم أن هذه الزيارة لم تكن تنفيذًا لعقد عمل أو للبحث عن عمل، أو لحضور مؤتمر طبى مثلاً، ولم يكن مدعوًا من قبل أى مركز صحى أو طبى أو مستشفى.. فلماذا سافر إذن؟

كما تجاهل البيان الهش لخارجية قطر تضمين أى بيانات عن الأشخاص الذين التقى بهم مهاب مصطفى فى الدوحة، كما لم تكلف خاطرها أن تثبت أماكن تواجده وأين كان يقيم خلال فترة مكوثه فى الدوحة حتى غادر قطر بعد أن ظل بها قرابة الشهرين.

وفشل البيان الهزيل للدوحة فى تفنيد الاتهامات المبنية على حقائق، والتى تؤكد ضلوع الدوحة فى حادث تفجير الكنيسة البطرسية، عن طريق فتح أبوابها للإرهابى مهاب مصطفى العقل المدبر والمخطط للعملية التفجيرية، للالتقاء بقيادات جماعة الإخوان فى الدوحة، للتخطيط لعمليات إرهابية ضد مصر، حيث لم يقدم أى دليل يثبت صحة موقفها سوى الجمل الإنشائية المطاطة.

كما لم يجيب البيان عن سبب انتظار خارجية قطر كل هذا الوقت لتخرج بهذا البيان المتناقض الهزيل؟، فهل كانت تنتظر صدور بيان داعش الذى تبنى فيه التفجير، حتى تقوم هى بإصدار بيانها، فى إطار توزيع الأدوار بين قطر وعملائها فى تنظيم داعش الإرهابى، فيصدر التنظيم المتطرف بيانه التى يتبنى فيه التفجير الإرهابى، وبعد أقل من ساعة تبادر خارجية قطر بإصدار بيان إنشائى لا يتضمن أى أدلة على براءة موقفها، بل يزيد التأكيد على تورطها الكامل فى الحادث الإرهابى.

كان بمقدور قطر أن تضع بعض مساحيق التجميل الكاذبة على بيانها، على الأقل من باب "الصنعة"، ولكن كما يقول المثل "يكاد المريب أن يقول خذونى"، كان بيان خارجيتها - على غير ما أرادت - بمثابة صك تأكيد على تورطها وضلوعها فى حادث تفجير الكنيسة، فقد تجاهل عن عمد الإجابة عن العديد من الأسئلة المنطقية، والتى كان من الواجب أن يتضمن البيان إجابات واضحة وفارقة لها، لو كان موقفها سليمًا وأرادت أن يصدقها أحد، حيث لم يكن مطلوباً منها وهى تضع ديباجة بيانها الضعيف سوى أن يتضمن بوضوح سبب الزيارة التى قام بها الإرهابى مهاب مصطفى إلى الدوحة، وأن يشمل ما قام به خلال هذه الزيارة والأماكن التى زارها، وأين كان يقيم، ومن هم الأشخاص الذين التقى بهم طوال فترة زيارته التى امتدت قرابة شهرين؟

وفى دويلة صغيرة مثل قطر، ليس من الصعب أن تعلم أجهزتها الأمنية تحركات كل من يطأ أراضيها، خاصة إذا كان فى زيارة خاصة، ولم يفد إليها فى عمل أو ضيف على مؤتمر، أو ما شابه، وبالتالى عندما يتعمد بيان خارجية قطر تجاهل سرد الأدلة على براءة موقفها بالكشف عن الغرض من زيارة الإرهابى مهاب مصطفى وأسماء من استقبله والتقى به فى الدوحة، فإن ذلك لا يعنى سوى وجود ما تخشى الإفصاح عنه، وأن وجود مخطط ومدبر حادث الكنيسة البطرسية فى الدوحة لم يكن سوى للتدريب وتلقى التكليفات للقيام بعمليات إرهابية فى قلب مصر.

تعمد قطر عن عمد تجاهل تضمين بيانها أى أدلة تنفى تورطها، ولجوئها إلى الجمل الإنشائية المطاطة يؤكد ضعف موقفها، ويفصح عن مدى الصدمة التى تشعر بها عقب نجاح أجهزة الأمن المصرية فى الكشف عن الفاعل الحقيقى والشخص المدبر والمجموعة المعاونة فى حادث الكنيسة البطرسية قبل أن تمر 24 ساعة على الحادث، وهو ما أسقط فى يد الدوحة، وأدى إلى ارتباكها، فخرج هذا البيان المتناقض، كما يؤكد أيضًا على صحة ما تم الكشف عنه بتلقى الإرهابى مهاب مصطفى تدريبات وتكليفات وأموالاً طائلة خلال زيارته للدوحة من قيادات إخوانية وبترتيبات من المخابرات القطرية، من أجل تشكيل مجموعات انتحارية لضرب أهداف حيوية فى قلب مصر، وإشعال الفتنة الطائفية، وزعزعة الاستقرار لضرب السياحة والفرص الاستثمارية. وأدى نجاح أجهزة الأمن المصرية فى كشف الخلية الإرهابية إلى وأد مخطط الإخوان والمخابرات القطرية فى مهده، وإفشال مخططهم ضد مصر.