اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 06:38 م

اكرم القصاص

كيف تصنع إرهابيا؟

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016 07:00 ص

المتهم بتفجير الكنيسة البطرسية، محمود شفيق، فاعل ومفعول به فى نفس الوقت، وهو واحد من مئات وآلاف فجروا أنفسهم فيمن لا يعرفونهم، هناك من ضغط على الزر، ومن غسل دماغه وحوله إلى آلة قتل، وهو أمر مثل قاعدة لإعادة النظر فى الإرهاب.
 
 هناك تفسيرات اجتماعية واقتصادية، مثل الفقر والتخلف الاجتماعى ونقص التعليم، لكن ظهور أجيال من المتعلمين جيدًا ومن ينتمون لأسر متوسطة أو ثرية ضمن الإرهابيين والانتحاريين فى داعش يستدعى إعادة النظر فى تفسيرات صناعة «الإرهابى».. نعرف أن كل قيادات التنظيمات الإرهابية من كليات عملية، أسامة بن لادن مهندس، أيمن الظواهرى طبيب، وكذلك طارق الزمر. 
 
قبل شهور سافر ثرى تونسى إلى تركيا لاستعادة ابنه خريج جامعات فرنسا وانضم لداعش وأصيب، وتم نقله لتركيا، وذهب والده لاستعادته. ولدينا نموذج الداعشى إسلام الذى فر من مصر وانضم لداعش، وهو شاب ينتمى لأسرة ميسورة ومتعلم، ومثله عشرات، وأغلب المتهمين فى قضايا الإرهاب من هذه النوعيات.
 
 بالطبع يمكن أن يكون المال أحد عوامل تجنيد المرتزقة لجيش فى دولة تعانى من نقص السكان، لكن الانتحارى شخص يحتاج إلى تشكيل كامل، بعمليات نفسية أو باستخدام المخدرات، وهو ما كان يتم ضمن واحدة من أقدم جماعات الإرهاب «الحشاشين»، وهى التى استمد منها الغرب اسم «اسيسنات»، هناك فيديوهات تنشرها هذه التنظيمات، منها أب يقدم ابنه ليفجر نفسه، ويقول له إنه سينال الحور العين والجنة لأنه ذاهب لقتل بشر لا يعرفهم لكنه يكرههم ويتصور نفسه أكثر منهم إيمانا، حسب فهمه. 
 
لكن المفارقة أن الانتحارى يقتل متفقين معه فى الدين والمذهب، وليس فقط المختلفين، يقتل الشيعى لأنه يراه كافرا، ولدينا تفجير الداعشى لنفسه فى مسجد بالقصيم بالسعودية، وزميله بالكويت، أيضا يقتل السنى، مثل الداعشى الذى قتل خاله بالمملكة، داعش والنصرة كلاهما يكفر الآخر ويستحل دمه، وبالتالى يكفرون المختلفين معهم فى الدين.
 
 ولا يقتصر الأمر على العرب، بل هناك أوروبيون، بريطانيون وفرنسيون وألمان، دواعش، ولدوا فى أسر متوسطة أو ثرية، وتعلموا بجامعات أوروبية فى مجتمعات مفتوحة وثقافات متعددة، تحولوا إلى إرهابيين فى الشرق وعادوا ليفجروا ويقتلوا فى بلادهم، وأهم شروط التنظيمات الإرهابية قبول الأفكار التكفيرية، وعدم طرح الأسئلة، وهو أمر يتوفر فى كل التنظيمات الإرهابية على مر التاريخ، الأهم فى مواجهة الإرهاب، مع تطوير أدوات الكشف، التوصل إلى المحرك والحلقات المتحكمة فى خلايا عنقودية مع التمويل والتنفيذ، محمود شفيق وزملاؤه منفذون، ويظل الخطر فى مخطط وممول حر طليق.