اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 02:41 م

سعيد الشحات

سوريا وشرور النظام القطرى

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 07:00 ص

فى محاولة بائسة لإثبات الذات، يتحدث وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى عن أن بلاده ستواصل تسليح المليشيات السورية، حتى إذا أنهى الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب الدعم الأمريكى.
 
يؤكد هذا الكلام طبيعة الدور القطرى المشبوه فى الأزمة السورية منذ بداياتها، ويؤكد أيضا الدور التخريبى الذى واصلته قناة الجزيرة، واللعب بالصور المزيفة التى كانت تبثها لتساند ما سمتهم بالمعارضة السورية الممثلة فى داعش والنصرة وكل قوى الإرهاب التى دخلت على الأرض السورية من شتى بقاع العالم، كما يؤكد أن النظام القطرى كانت له أجندته الخاصة فى الثورات العربية التى استهدفت تأسيس نظام إقليمى يقوم على الهيمنة التركية القطرية، فى ظل تبعية للسياسة الأمريكية.
 
غير أن الجديد يأتى فى قول وزير الخارجية القطرى بأن بلاده «تصمم على مواصلة تسليح المليشيات السورية المسلحة حتى لو تخلت عنها أمريكا»، وهذا فى حقيقته وهم كبير يحاول وزير الخارجية القطرى من خلاله «إثبات الذات»، فمعطيات الواقع على الأرض لا يؤيد هذا، كما أن منطق الأشياء لا يمكن معه تصديق أى اعتقاد مثل هذا، فهل يعقل أن هناك إرادة قطرية تعزف بعيدا عن رضا أمريكا وطاعتها؟ وهل يعقل أن النظام القطرى يمارس دوره التخريبى فى سوريا أو فى أى مكان فى المنطقة العربية دون أن يكون هذا تنفيذا لدور مرسوم له تخضع الكلمة الأولى والأخيرة فيه لأمريكا، وبالتالى فإن قول وزير الخارجية القطرى هو مجرد «طق حنك»، لأنه فى الوقت الذى ترفع أمريكا يداها عن سوريا سيكف الحلفاء عن شرورهم نحوها.
 
ألف باء السياسة يقول، إن أزمة سوريا هى فى النهاية انعكاس لتفاعلات دولية وإقليمية، وواقعها فى الأرض هو تعبير عن موازين القوى لهذه التفاعلات، واستمرار الأزمة يعنى أن كل أطرافها مازال لديه ما يقوله على الأرض، وفى هذا السياق يأتى تصميم أمريكا على عدم رفع يدها عن مساندة المليشيات الإرهابية، وتصميم تركيا على المضى فى نفس المسار، ونفهم تصميم الجيش العربى السورى بمساندة روسيا على مواجهة كل هذه المخططات الشريرة والانتصارات التى يحققها على الأرض تفقد صواب كل القوى المضادة.