اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 03:39 ص

وائل السمرى

«مصر آمنة» فماذا فعلنا؟

بقلم-- وائل السمرى الأحد، 27 نوفمبر 2016 03:00 م

كانت مفاجأة سعيدة حينما قرأت خبرًا عن تصنيف الخارجية الأمريكية للدول الآمنة، التى تصلح لقضاء الأعياد والعطلات، وجاءت مصر فيه باللون الأخضر، لون الأمان، فى حين ظلت غالبية دول المنطقة المحيطة باللون الأحمر، وفى الحقيقة فإنى أعد هذا الخبر من أهم الأخبار، التى قرأتها عن مصر منذ سقوط الطائرة الروسية قبل عام، كما أن توقيت صدور هذا التقرير، الذى يمنح مصر قبلة الحياة «سياحيا» يشير إلى حدوث انفراجة قريبة فى أزمة مصر الاقتصادية، فإذا ما استعادت السياحة عافيتها مرة أخرى سنشهد انخفاضا كبيرا فى سعر الدولار حتى يصل إلى معدلاته القديمة، ورجوع السياحة إلى معدلاتها يعد من أقوى المؤشرات الاقتصادية عند المستثمرين، فالدولة الآمنة «سياحيا» هى دولة آمنة «اقتصاديا»، ولا شك فى أن «مصر الآمنة» باعتراف الخارجية الأمريكية ستكون عاملا مؤثرا فى تدفق الاستثمارات السياحية والعقارية، فكيف نستغل هذا الحدث المهم؟
 
لو كنت مكان «الدولة» لقمت باستغلال هذا التقرير بكل ما أوتيت من قوة، لكنت طبعت هذه الخارطة، التى تبرز مصر باللون الأخضر ووضعتها على كل النشرات الإخبارية وكل البروموهات القنوات حتى لو بإعلان مدفوع الأجر، لو كانت مكان الدولة لوضعتها فى شاشات عرض مطارات العالم، ووزعتها على كل الشركات السياحية، لو كنت مكان الدولة لروجت لهذه الخارطة عبر جميع السفارات، وجميع القنصليات، لو كنت مكان الدولة لوضعتها على جميع المواقع الإلكترونية الحكومية مرشحا إياها لجميع المواقع الخاصة شاكرا كل من يقوم بوضعها، لو كنت مكان الدولة لدعمت كل شركة سياحية تنشر إعلانا فى الجرائد الأجنبية يتضمن هذه الخارطة ولأقمت مئات الندوات فى جميع المراكز الثقافية المصرية فى الداخل والخارج تحت عنوان «طريق الأمان»، شارحا فيه كيف وصلت مصر إلى اللون الأخضر فى حين أن جميع دول المنطقة «حمراء».
 
قد يدعى البعض أن هذا التقرير «عادى» وأنه أمر دورى تقوم به الخارجية الأمريكية وهو أمر ربما يحمل وجها من وجوه المنطق، لكن فى الحقيقة فإن توقيت إصدار هذا التقرير هو الأمر غير العادى سواء من الناحية الاقتصادية أو من الناحية الإقليمية الدولية، ولهذا يجب وضع خطة عاجلة للاستفادة من هذا التقرير والترويج لمصر من خلاله، مستخدمين جميع السبل الممكنة لإعادة مصر إلى سابق عهدها.