اغلق القائمة

الخميس 2024-05-23

القاهره 05:08 م

قيادات الإخوان

مناورة إخوانية.. الجماعة تلقى بورقة المصالحة لاختبار الأجواء بأمر من الغرب.. والقيادات يخرجون للإعلام لمهاجمتها بعد تأكد فشل خطتهم.. مبادرات جمال نصار وعلى عبد العال أبرز دليل..وخبراء:جسد التنظيم تمزق

كتب أحمد عرفة
الخميس، 24 نوفمبر 2016 12:00 ص

أثارت تصريحات الدكتور عماد عبد الغفور، مساعد الرئيس المعزول محمد مرسى، ورئيس حزب الوطن حول دعوته للمصالحة، ارتباكًا شديدًا داخل جماعة الإخوان، خاصة فى ظل دعوات المصالحة التى خرجت من قيادات بالإخوان، ففى الوقت الذى قال فيه البعض من قيادات الجماعة بأنه لا يمكن لأحد أن يلوم التنظيم حال مطالبته المصالحة بسبب كثرة خسائره، هاجم آخرون دعوات المصالحة واعترفوا بفشل قيادات الجماعة.

 

حمزة زوبع، القيادى الإخوانى البارز، والمتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة المنحل، علق على دعوة المصالحة، قائلاً: "لا يمكن أن يلوم أحد الإخوان أن طالبوا بالإفراج عن المسجونين وليس بمقدور أحد أن يمارس فى عطاء الإخوان – على حد قوله -، واعترف زوبع فى مقال له على أحد المواقع التابعة للإخوان، أن الأزمة الموجودة فى الإخوان وتحالفها الآن هو عدم الاتفاق بعد على خطة واضحة لتحقيق أهدافهم.

 

فى المقابل شن عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، هجومًا عنيفًا على قيادات الإخوان التى تطالب بمصالحة، وقال فى تصريح له: "المشكلة أن قيادات الإخوان التاريخية ممارساتها ضعيفة، وورطوا التنظيم فى قرارات تدفع الجماعة ثمنها الآن"، وتابع دويدار: "اللى فشلوا فى قيادتنا، لسه متمسكين بالقيادة ويطرحون الآن المصالحة".

 

فى السياق ذاته، اتهم الدفراوى ناصف، القيادى الإخوانى، حلفاء الإخوان الذين طرحوا دعوات للمصالحة بالعمل ضد مصلحة الجماعة، متهمًا إياهم بإلهاء قواعد التنظيم عن دورهم، وقال ناصف فى بيان له: "بعد عملية الإلهاء التى قام بها البعض أمس من دعوات للمصالحة أقول لهم إنكم تعملون ضد الإخوان وترتكبون جرائم".

 

واعتبر مراقبون للإسلام السياسى، أن الجماعة هى من تسلط الضوء على هذه الدعوات من أجل التغطية على فشلها، وأن التنظيم يلقى بورقة المصالحة ثم يتراجع عنها لاختبار الأجواء بتدخلات من الغرب.

 

المراقبون أكدوا أيضًا أن التنظيم يخرج دائمًا بدعوات، سواء من حلفائه أو من مقربين له للحديث حول المصالحة، كى تختبر ردود الأفعال حولها، وعندما تجد رفضًا تامًا من قبل الشارع المصرى لهذه الدعوات، تخرج الجماعة عبر وسائلها الإعلامية لتهاجمها.

 

واستشهد المراقبون بعدد من الوقائع من بينها المبادرات التى خرجت بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، وكانت تخرج من حلفاء للإخوان، وتنتظر الجماعة رد الفعل عليها، كان من بينها مبادرة على فتح الباب، وجمال نصار، ثم تخرج الجماعة بعد رفضها لتهاجمها.

 

من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هناك ثلاث سيناريوهات تتبعها الجماعة فى ملف المصالحة؛ أما أنها افتعلت القصة وفبركتها لإعادة إنتاج نفسها، أو أن تكون بالفعل طلبت مصالحة ورفضتها الدولة نتيجة مطالب مبالغ فيها أو تكون جس نبض ورفضها الشباب فتراجعت عنها.

 

وأضاف النجار لـ"اليوم السابع"، أن الجماعة فى حاجة بهذه المرحلة لإعادة إنتاج نفسها فى المشهد، ونتيجة للمستجدات سواء فى سوريا وتراجع أسهمها فى المشهد الإقليمى وما يعانيه أردوغان من أزمات داخلية وفشلها فى استعادة السيطرة على الشارع فى مصر، فهى تسعى لإثبات أنها لا تزال حاضرة وأن هناك من يسعى للتصالح معها وأنها هى التى تمانع وترفض، وهذا يعطى لأتباعها دفعة معنوية يتجاوزن بها حالة الإحباط السائدة داخل الجماعة.

 

واستطرد: "من الوارد أنها تكون بالفعل سعت للمصالحة بسقف مطالب رفضته الدولة أو يكون الإعلان وتسريب الخبر للصحف مجرد جس نبض أتى بردود فعل سلبية ورافضة من شباب الجماعة فتراجعت القيادة، وكلها سيناريوهات متوقعة وواردة".

 

بدوره قال طارق أبو السعد، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن الجماعة كقيادة ترغب فى المصالحة  بشدة  للخروج من المأزق الذى وضعوا أنفسهم فيه، يقف أمام الترويج للمصالحة خطاب الإخوان القديم بخصوص التزامهم بالثأر للشهداء، وبالتالى كل فترة يخرج الإخوان بتصريحات حول المصالحة  لجس نبض الصف الإخوانى ومدى تقبله لهذا التصالح.

 

وأضاف، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أنه فى كل مرة يتم التراجع على لسان نفس الشخص الذى أطلق المبادرة أو الذى أطلق التصريح، بعدما يكون تم إجراء حوار داخلى عن جدوى المصالحة، ويتهدم جزء من الخطاب التحريضى.