اغلق القائمة

الأربعاء 2024-05-01

القاهره 09:37 م

اكرم القصاص

أول مهدى منتظر «ميزو» على «النت»

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016 07:00 ص

«ميزو» ليس أول ولا آخر مهدى منتظر، ونتوقع ظهور المزيد من المهديين، الذين غادروا مستشفيات الأمراض العقلية إلى صفحات فيس بوك، حيث إننا أمام آلاف من المهديين والمعلقين وكل واحد منهم يفتى فى شؤون الدين والدنيا، ويقدم فهما للنصوص حسب هواه، قد يكون المهدى ميزو مراعيا لفروق التوقيت، ويعلن عن نفسه على صفحات فيس بوك، باحثا عن أضواء مثل كثيرين الواحد منهم على استعداد لقتل نفسه فى سبيل الشهرة، لكن يجب الاعتراف بأن «ميزو» رجل عصرى عرف طريقه للفضائيات، ثم أعلن أنه مهدى منتظر على صفحات فيس بوك، ليثبت أنه مهدى عصرى يتماشى مع تطورات عصر المعلومات والاتصالات والهبل الافتراضى و العادى. 
 
ظاهرة مدعى النبوة والمهدى المنتظر ليست وليدة اليوم، لكنها من زمان جدا، وإذا كان ميزو المهدى أون لاين، أعلنها صريحة، فهناك عشرات ممن عينوا أنفسهم دعاة أو شيوح، يمارسون نفس ما يفعله ميزو، ويقدمون أكثر أنواع الجهل المنتظر، ونظرة واحدة على كبار الدعاة يمكن التعرف على حجم الجهالة والكذب والتزييف، هناك إحصائيات بأن مصر تنتج الآلاف من المهدى المنتظر ومدعى نبوة سنويا، بعضهم فى مستشفى الأمراض العقلية، وبعضهم كانوا ومازالوا يحتلون شاشات الفضائيات ويفعلون مثلما يفعل ميزو وغيره، ما الفرق بين ميزو وداعية يتحدث عن السبايا والغنائم أمام حشود من المواطنين ويجد من يصدقه، ولن نذهب بعيدا «داعش» وغيره من تنظيمات الإرهاب تجد مشجعين ومتفجرين وخليفة يتصورون أنهم كلما قتلوا أكثر دخلوا الجنة، ويفعلون ذلك بناء على تفسيرات وفتاوى لناس ليسوا مهديين ولا مدعى نبوة.
 
قبل سنوات رأينا العديد من المهديين المنتظرين منهم من كان مرشحا للرئاسة فى عام 2012، ورأينا خلال السنوات الأخيرة، كمية من المهديين المنتظرين تكفى للاستهلاك المحلى وتفيض للتصدير، بعضهم نتاج «لسعان الدماغ»، أو هواة الأضواء و عدسات الكاميرات والفضائيات أو صفحات مواقع التواصل، وهم ضحايا عصر الجنون والهبل باحثين عن الشهرة، ومع أن الناس لا تاخذ كلامهم على محمل الجد، لكنهم يصدقون أنفسهم ويجدون من يصدق هذا الهراء، وإذا كنا نرى شيخا يقدم إعلاناته عن جلب الحبيب فى خمس دقائق، وفك المربوط، وربط السايب، ليس غريبا أن نرى مهديا منتظرا حديثا «أونلاين»، لكن «فيس مهدى» ليس وحده فمثله مهديون لا يقولون على «النت».