اغلق القائمة

الأربعاء 2024-05-08

القاهره 08:33 ص

عم سعد يجلس بشارع البوستة

بالفيديو.. بائع مناديل لأبنائه الـ3: مش قادر أقولكم علشان ماتتكسفوش منى

الفيوم – رباب الجالى الأربعاء، 05 أكتوبر 2016 01:42 ص

رجل بسيط عجوز تخطى السبعين من عمره يجلس على رصيف شارع البوستة بوسط مدينة الفيوم أمامه كرتونة وضع على ظهرها عدد قليل من عبوات المناديل الورقية لا يتخطى سعرها بعض الجنيهات، ولكنه يمتلك ابتسامة تكفيك لأن تكمل يومك متفائلا بأن هناك قلوبا راضية لا تنتظر من الدنيا إلا "الستر" وراحة البال طموحاتهم لا تتخطى العيش بسلام وأمان بعد الحصول على قوت يومهم.


عم سعد بائع المناديل يوجه رسالة لأبنائه من... by youm7

ويقول سعد عمر عبد الوهاب 70 سنة "بائع مناديل": "أنا راجل على باب الله كل يوم استقل سيارة أجرة من مدينة إبشواى التى تبعد حوالى 30 كيلوا مترا إلى مدينة الفيوم ثم استقل سيارة أخرى إلى أى ميدان بالمدينة وأبحث عن شارع جانبى وأجلس فيه أخرج ما معى من عبوات المناديل، وأضع هذه الكرتونة أمامى واضع المناديل فوقها وأجلس فى مكانى لمن يرغب فى الشراء ثم أرضى بالرزق المقسوم لى فى نهاية اليوم وأعاود الذهاب إلى منزلى لأقضى حاجات أولادى بما رزقنى الله به من النقود".

 

وعن سبب اختياره لشارع جانبى وبعده عن الميادين الرئيسية رغم أنها من الممكن أن تجنى له عائدا ماديا أكبر نظرا لكثافة مرور المواطنين بها قال عم سعد: "أصل أنا يا بنتى معايا شباب زى الورد ابنى الكبير محمد ما شاء الله يفرح القلب فى كلية الهندسة وأنهى دراسته وكانت حفلة تخرجه منذ أيام ومصطفى فى كلية العلوم بجامعة الفيوم ولديه طموح كبير أنه يبقى عالم عظيم وبيجتهد وبيتعب وأحمد طالب فى كلية التربية النوعية ومحدش فيهم يعرف إنى بشتغل بياع مناديل هما عارفين إنى بنزل الفيوم كل يوم علشان اشتغل فى المبانى أو أى اعمال خاصة بالمعمار وممكن قعدتى دى تضايقهم وانا بحبهم جدا ومش عايز حد فيهم يزعل أو يتكسف منى".

 

وقال الأب العظيم موجها رسالة لأبنائه: "أنا بحبكم وبحاول اشتغل الحاجة اللى تناسب صحتى وسنى من غير ما اجرحكم انا بقعد بكرامتى ومش بقبل أكثر من حقى ونفسى ربنا يحققلكم كل أحلامكم".

 

ولفت عم سعد إلى أن كل مصادر دخله 400 جنيه معاش فلاحين يتقاضاه شهريا بالإضافة إلى مكسبه اليومى من بيع المناديل الورقية، الذى لا يتعدى أبدا الـ20 جنيه، وقال: "أعود إلى منزلى بعد تقاضى المعاش أجد محصل الكهرباء ينتظرنى بفاتورة 200 جنيه، ومحصل المياه ينتظرنى بفاتورة 20 جنيها.

 

وأضاف عم سعد: أنا مش عايز من الدنيا غير الستر والصحة وراحة البال وربنا كرمنى بأبناء قنوعين عندما يريد أحدهم منى النقود بيوسطوا والدتهم ويسألوها أولا إذا كان معى أم لا ثم يطلبوا احتياجاتهم مؤكدا أن الكتب الجامعية أسعارها غالية جدا ومتطلبات المشروعات والأبحاث مكلفة معلقا أنا بحاول أعمل اللى ربنا يقدرنى عليه ونفسى محمد يدخل الجيش "ضابط مهندس" زى ما بيتمنى طول عمره.