اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 05:44 ص

صيد الصقور على سواحل سيناء

بالفيديو والصور.. صيادو الصقور على سواحل سيناء.. بسطاء ينتظرون رزقا عابرا للبحار.. غالبيتهم من الشباب العاطل.. والمحظوظون من بينهم من يمسك بالثمين من الطيور.. ويعانون مشقة يوميات الصيد واستغلال التجار

شمال سيناء ـ محمد حسين الإثنين، 31 أكتوبر 2016 04:30 ص

تنتشر مجموعات من الشباب البسطاء- غالبيتهم من العاطلين عن العمل- على رؤوس التلال الرملية على سواحل شمال سيناء فى هذا الموسم من كل عام، يقيمون تحت أسقف عشش بسيطة تؤويهم، ومنها يعملون فى ترقب "الصقور" التى يحضرون خصيصًا لها، فى انتظار أن يصلهم أحدها وهو فى مسار رحلته عابرًا للبحر لاصطياده وبيعه بمبالغ مالية مرتفعة تغير كثيرا من معاناة "البؤساء"، حيث إن من بينهم الباحثين عن رزق مفاجئ بالحلال عابر للبحار ليصلهم.


صيد الصقور على سواحل سيناء

ويضعون على الرمال البيضاء المستوية أمتعتهم ولا يشاركهم الحياة طوال فترة موسم الصيد التى تستمر لثلاث شهور متواصلة سوى طيور من أنواع مختلفة من "الحمام" و"اليمام"، وطيور أخرى يتخذونها فريسة لإغراء الصقر أن يهوى من علوه فى كبد السماء فى لحظة جوعه ليمسكوا به، ويودعوه الغرف المغلقة، ومنها لأصحاب مزاج الصيد بها من الأثرياء عشاق الصيد بالصقور الذين يدفعون لهؤلاء الصيادين مبالغ مالية بحسب قيمة كل نوع.

 


فريسة فى انتظار
 

وقال "محمد سالمان" و"سارى محمود" و"زايد سلامة" من الصيادين للصقور بشمال سيناء، إنهم يبدأون رحلتهم السنوية مع الصيد كل عام باختيار مكان مناسب من الأماكن المعروفة لصيد الصقور على سواحل شمال سيناء وتتركز فى غرب العريش وبئر العبد حتى بالوظة ورمانة، وهى التى تعبر منها الصقور عندما تجتاز البحر المتوسط، وينقسمون لمجموعات يقيمون إقامة دائمة فى هذا المكان ويسمونه "المصياد"، وفيه ينشرون شباك الصيد على امتداد التلال الرملية المحيطة بها وفى مكان جانبى يبنون مأوى بسيط لهم يسمونه "الكفاية" ومنها يراقبون حركة الطيور التى يربطونها فى خيوط وهى تحمل الشرك والفريسة، والتى إذا ما شاهدها الصقر وهو فى كبد السماء وكان فى لحظة جوع ينقض عليها وعندها تمسك به خيوط الشرك، ويتناوله الصياد ثم يغلق عينيه ويبحث عن تاجر متخصص لبيعه إليه ومنه يباع للمهتمين بالصقور من الأثرياء.


احد صيادى الصقور

وأضاف "على سالم" من المهتمين بالصيد، أنه بالنسبة لهم موسم مربح لمن يمسك بطائر من النوع الثمين وهو "الشاهين" الذى يباع بحسب مقاس جناحيه وعمره، وأسعاره ليست ثابتة وتتأرجح مابين 50 إلى 250 ألف جنيه، والمحظوظ من بينهم من ينال الطائر غالى الثمن، وأن من يتشاركون فى مجموعة الصيد يتقاسمون ثمنه.

 


طيور يتم تجهيزها فرائس فى انتظار الصقر

ولم يخفِ "صابر عيد" أحد الشباب الصيادين معاناته فى الصيد بقوله إن السواد الأعظم من بين الصيادين للصقور هم من الشباب العاطل عن العامل، ويحضرون للصيد على أمل اصطياد صقر يغير مسار حياتهم وينفقون أموالا كثيرة كمصاريف على عزبة الصيد تصل لنحو 10 آلاف جنيه فى العام ومن لا يجد هذا المبلغ يعتمد على توفيره من شريك مقتدر على أن يكون له نصيب من المبلغ فى حالة صيد طائر، وليس كل من يصطاد يمسك بصقر ففى كل موسم لا يتعدى من يمسكون بها 5 حالات فى حين يشارك فى الصيد المئات، فضلًا عن استغلال التجار لهم الذين يشترون الصيد بمبالغ ثم يعيدون بيعه للأثرياء بمبالغ مضاعفة.


جانب من مناطق صيد الصقور
 

ويرى "سيد عبدالعزيز" من هواة صيد الصقور أنهم لا يعتبروها مهنة وهى هواية ينتظر أن يأتى من ورائها ربح وفير لو ابتسم الحظ للصياد وان من بينهم فضلا عن العاطلين عن العمل موظفين يحصلون على اجازة من عملهم وقت الموسم ويشاركون فيه، وتعتبر أماكن الصيد وقت الموسم عامره بالصيادين الذين يتشاركون فى لقمة العيش، وإلى جانب مهامهم اليومية فى ترقب حركة الطيور وإطلاقها فهم ينطلقون إذًا ويتجولون فى مناطق حولهم ويصطادون طيور السمان والمراعى والعصافير ويتناولنها فى طعامهم، ومن أوجه معاناتهم أنهم يصطادون فى مناطق تكون بعيده عن العمران ينتقلون إليها مترجلين أو على عربات كاروا لمسافات طويلة، ويبيتون ليلهم فى الظلام ويعتمدون فى صناعة طعامهم على الحطب.