اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 12:16 م

أكرم القصاص

أحزاب افتراضية.. وزعامات «أكاونت»

السبت، 22 أكتوبر 2016 07:00 ص

كانت مقولة أن الأحزاب مجرد صحف رائجة طوال التسعينيات وما بعدها، وحتى ما بعد 25 يناير بقيت الأحزاب محصورة فى مقاراتها، وانشغلت أغلب أحزاب اليمين واليسار بالصراع على السلطة فى الأعلى، بينما تقلصت ولم تعد تخرج من القاهرة ولا حتى من مقراتها فى العاصمة غير مشغولة بما يجرى. وكانت الأحزاب دائما ما تعلق فشلها فى شماعة الحزب الوطنى. وكانت الأحزاب والقوى السياسية تطالب بإزالة القيود أمام إشهار الأحزاب.
 
بعد 25 يناير ظهرت عشرات الأحزاب من اليمين لليسار وكلها كانت تقدم نفسها على أنها ناطقة باسم الثورة. وكانت هناك حالة من الاستعراض للقيادات والتنافس على الظهور فى الفضائيات أو الاستعراض الافتراضى على فيس بوك وتويتر، وما إن تغادر الأحزاب عالمها الافتراضى وتحاول إجراء انتخابات أو اختيار قيادات حتى تدخل فى حالة صراع واتهامات متبادلة.
 
وبعد أن كانت الأحزاب مجرد مقرات وصحف، لم تعد أغلب الأحزاب قادرة على تقديم ولا حتى إصدار صحف، وتكشفت مأساة العمل السياسى تتمثل فى العجز عن تنظيم عمل جماعى، واكتفاء كل سياسى يسعى لتحصيل جزء من الأضواء، ويظل نجوم السياسة إن وجدوا مجرد حسابات على مواقع التواصل، أو مقالات فى الصحف يمارسون فيها لعبة الكلام المجانى من دون قدرة على كسر الحواجز من حولهم.
 
ومن السهل بالطبع أن يجدوا مبررا فى أن هناك مصادرة للسياسة، لكن هذه الحجج كانت مرفوعة طوال عقود فى مواجهة الحزب الوطنى ونجحت تنظيمات وجماعات صغيرة فى خلق وجود سياسى.
 
ومن السهل كما جرت العادة أن يتوجه الاتهام إلى طرف آخر بالمسؤولية عن ضعف الأحزاب وغياب السياسة، لكن هذه الشماعات لا تبرر الغياب التام لهذه الأحزاب بتنويعاتها عن المجتمع ولو حتى من باب النشاط الثقافى أو الاجتماعى. وقد حصلت الأحزاب التقليدية على مواقعها فى الثمانينات من أنشطة ثقافية وندوات سياسية والخوض فى نقاش عام. ومع الوقت تراجع هذا الدور.
 
وأهم ما يلفت النظر فى الأداء السياسى لكثيرين من رموز العمل العام ممن ظهروا قبل 25 يناير وبعدها، أنهم مجرد أشخاص افتراضيين يقبعون منعزلين على مواقع التواصل، أو يكتبون مقالات مكررة يسجلون فيها اعتراضات نظرية، بل إن بعض من يصنفون أنفسهم زعامات، مجرد «أكاونت» افتراضى لم تخرج إلى عالم طبيعى من لحم ودم.