اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 03:56 م

دندراوى الهوارى

للأقلام السعودية «المعايراتية».. «لا تعايرنى ولا أعايرك.. دا الهم طايلنى وطايلك»!

بقلم : دندراوى الهوارى الخميس، 13 أكتوبر 2016 12:00 م

القاهرة لن تترك الأشقاء بالمملكة حال تعرضهم للخطر وستهرول لنجدتهم تطبيقا لوعد «مسافة السكة»
قولا واحدا، لا يمكن لنا كمصريين أن ننسى مواقف المملكة العربية السعودية، ولا ننسى دور ودعم حكامها من ذات القيمة والقامات الكبيرة، فى حرب 1973، وبعد ثورة 30 يونيو 2013، ولا بد لنا أن ندرك فداحة رحيل حكيمى العرب الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومهندس السياسة الخارجية، الأمير سعود الفيصل، اللذين لعبا دورا محوريا فى الحفاظ على سياسة إبعاد المملكة عن أنياب الوحوش المفترسة، ودوائر الصراعات السياسية الملتهبة، وأن تظل السعودية رمزا دينيا كبيرا، وشقيقة عربية محورية.
 
على الأشقاء الأعزاء فى المملكة أن يعلموا أيضا دور مصر التاريخى الداعم للسعودية بكل قوة، ومساندتها قبل أن يكون للبترول قيمة فى جميع مناحى الحياة، مساعدات اقتصادية، وتعليم وتعمير، ولا ننسى إقامة مصر «تكية» على الأراضى السعودية، تنفق عليها لإطعام الحجاج والفقراء، وتقديم العلاج الطبى وصرف الأدوية لعقود طويلة، بجانب «كسوة الكعبة» التى كانت تجهزها القاهرة سنويا وترسلها للملكة، وأن مصر بثقلها التاريخى والمحورى لم تتخل يوما عن شقيقتها، لذلك على بعض الكتاب والصحفيين المنتمين لتيارات بعينها، سواء إخوان أو سلفيين، أن يدركوا حقيقة وقيمة مصر، قبل أن يعايروا المصريين بدعمهم «البترولى»، وعليهم ألا ينسوا دعم مصر لهم قبل ظهور هذا البترول، وأن مصر هى التى جعلت من البترول قيمة بدماء أبنائها فى حرب أكتوبر 73، لذلك نقول لهذه الأقلام القول المصرى المآثور «لا تعايرنى ولا أعايرك..دا الهم طايلنى وطايلك».
 
وتعالوا نسأل لماذا انزعجت بعض الأقلام فى وسائل إعلام قريبة من دوائر صنع القرار فى السعودية من موقف مصر الداعم لوحدة الأراضى السورية، وعدم السماح لإزالة هذه الدولة الشقيقة من فوق الخريطة الجغرافية، وتقسيمها وتقزيمها، لأن المستفيد من هذا المشروع الكارثى هو الكيان الإسرائيلى بالدرجة الأولى!
 
وما يضر السعودية أن تدعم مصر وحدة التراب السورى؟ ولماذا لم تنزعج مصر من علاقة ودعم المملكة العربية السعودية لأردوغان، الذى يناصب العداء المقيت والحقير للمصريين، ويستضيف على أراضيه كل قيادات جماعة الإخوان الإرهابية؟ ولماذا لم تنزعج مصر من استضافة الرياض لرموز جماعة الإخوان، الذين يخططون لإسقاط القاهرة، وعلى رأسهم يوسف القرضاوى؟ ولماذا لم تنزعج مصر من العلاقات القوية التى تربط بين الدوحة والرياض، رغم التدخل القطرى السافر فى الشأن المصرى، والعمل ليل نهار على إسقاط بلادنا؟
 
وهل دعم مصر لدولة شقيقة تعد امتدادا حقيقيا لأمنها القومى، والعربى، وأحد أبرز محاور المواجهة مع العدو الأخطر إسرائيل، يعد أمرا كارثيا للأشقاء فى المملكة العربية السعودية؟ وهل إزالة سوريا من خريطة المواجهة مع إسرائيل لا يمثل حدثا جللا وزلزالا عنيفا على رقعة الشطرنج فى المنطقة بأثرها؟ وهل الأشقاء فى السعودية يدركون حجم المخاطر التى تهدد وجود بلادهم، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والعدو الإيرانى القوى والشرس؟ وهل تثق الرياض فى تركيا بقيادة الثعبان الأقرع «أردوغان» الذى يغير جلده يوميا حسب مصلحته ومشروعه الشخصى بأن يكون خليفة للمسلمين؟ وهل تثق الأسرة الحاكمة فى نوايا تميم وموزة وحمد الذين يحملون من الكراهية لآل سعود ما تنوء عن حمله الجبال؟
 
وعندما تجرى المملكة للارتماء فى أحضان أردوغان الباحث عن إحياء الخلافة الإسلامية، وأيضا قطر الباحثة عن زعامة الخليج والتهام السعودية، بالإضافة إلى الوحش الإيرانى المفترس المتربص لالتهام المملكة، وفى ظل مخططات أمريكا للاستيلاء على ثروة البلاد، نسأل أين الحكماء فى بلاد الحرمين الشريفين؟ وهل يدرك الأشقاء، وكتابها من عينة «سعود الريس» أن المملكة تسير بسرعة فائقة لإلقاء نفسها بين أنياب الوحش المفترس لالتهامها بكل قسوة؟ هل يدرك «سعود الريس» الذى كتب مقالا فى صحيفة الحياة، أمس الأول، عاير فيه مصر، واعتبرها من الأمم المنقرضة غير المؤثرة، أن المملكة تعيش فوق فوهة بركان مدمر، وأن الخطر محدق بها من كل الحدود، إيران المخططة، والحوثيين فى اليمن الذين استطاعوا ضرب قلب المملكة بصواريخهم، منذ أيام قليلة، وتحديدا عندما سقط صاروخا فى الطائف، كما أطلقوا آخر منذ ساعات، ولم تستطع القدرات العسكرية الدفاعية للمملكة التصدى لهذه الصواريخ؟ بجانب الخطر الأهم على الحدود مع العراق، والمخططات اللعينة التى تقودها قطر، وظهر ذلك فى التسجيلات العديدة المسربة؟
 
ويبقى أمر جوهرى، أن مصر قدرها عبر التاريخ الطويل والحافل، أن تترفع عن التصرفات الصغيرة والتافهة التى تصدر من أفراد، كتاب كانوا أو حتى سياسيين، وتترك للتاريخ الحكم والفصل، فعلوها مع السادات فى اتفاق السلام، الذى ضمن للفلسطينيين استعادة أراضيهم، وحل قضيتهم، وخرج العرب واتهموه بالخيانة، واليوم يلطمون الخدود ويشقون ملابسهم ندما لأنهم رفضوا الاستماع لنصيحة السادات، وسيندمون اليوم وغدا على ما يفعلوه فى سوريا وليبيا واليمن، وأن مصر كان لها الحق فى نظرتها وموقفها السياسى والاستيراتيجى، بجانب أن القاهرة لن تترك الأشقاء فى المملكة فى حالة تعرضهم لأى خطر، وستهرول لنجدتها، تطبيقا للوعد والعهد الذى يحمل اسم «مسافة السكة».