اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 07:45 ص

وائل السمرى

رغما عنى وعنك مبارك من أبطال أكتوبر

بقلم-- وائل السمرى الإثنين، 10 أكتوبر 2016 03:09 م

تضربنا آفة النكران، تأكلنا، تمضغنا، تستنزفنا، تحولنا إلى ما نشمئز منه، لنظل طوال حياتنا مجافين للمنطق، بعيدين كل البعد عن الحيادية والموضوعية، وللأسف فإن انتشار هذه الآفة يجعل الواحد يراجع نفسه أكثر من مرة، هل أذكر ما أعتقد أنه الحق؟، أم أغرق فى النكران فلا يكاد يفصل بينى ومن أحتقر أفعالهم شىء؟
 
أحمد الله أننى قد حسمت هذا الأمر من زمن، بعد أن أخترت لنفسى طريقا واضحا، هو أن أكتب ما أعتقد بصرف النظر عن أى توجه سياسى أو رهبة من سب متوقع أو مدح مأمول، ولهذا لا أجد غضاضة الآن فى أن أعلن استيائى التام من تلك الأقاويل الجوفاء التى تريد أن تجرد الرئيس السابق «محمد حسنى مبارك» من حقه فى أن ينسب إليه بعضا من فضل فى انتصار أكتوبر المجيد، فرغما عنى ورغما عنك ورغما عن الجميع مبارك بطل من أبطال أكتوبر، لا يغير فى هذه الحقيقة شىء، ولا ينزع منه فضل أن قام الشعب بثورة على حكمه بعد أن أصبحت مصر على يديه بلدا من فساد.
 
نفس استيائى من هؤلاء الذين يريدون تزييف التاريخ بمحو فضل مبارك فى حرب أكتوبر هو ذاته الاستياء من الذين أرادوا أن يزيلوا اسم الدكتور محمد البرادعى من كتب التاريخ المدرسية والتى تذكر المصريين الحاصلين على نوبل، فلن يستطيع أحد أن يجرد البرادعى من نوبل، كما لن يستطيع أحد أن يجرده من مصريته، فكفانا عبثا بالتاريخ، وكفانا تدشينا للزيف، كفانا خزلانا أمام أبنائنا باعتبارنا قوما ضاع الحق بينهم.
 
كنا على مدى ثلاثين عاما قضاها مبارك فى الحكم نعلن استياؤنا من جوقة مبارك التى أرادت باستبسال فى النفاق أن تجعل مبارك رمزا أوحد للانتصار، فما بالنا نتخذ منهم الآن قدوة، وما بالنا نطمس الحقائق وهى واضحة وضوح الشمس، ولماذا نخلط دائما الأوراق فلا نعطى كل ذى حق حقه؟ ولماذا تنتابنا تلك المراهقة فى كتابة التاريخ فلا نعترف بأن لكل شخص عيوب ومميزات، ولكل شخص أعمال جليلة، كما أن له أعمال وضيعة؟ ثم ألم يرتكب بعض من صحابة النبى، بعضا من المحرمات، فكتبها التاريخ فى سجلهم دون أن يطمسها ليظهروا لنا كالملائكة أو يطمسهم فلا نعرف لهم فضلا؟ فاتقوا الله فى تاريخنا، واخشوا من أن أبناءكم الذين سيضعونكم فى الدرك الأسفل من الاحتقار إن تبينوا من زيف ادعاءاتكم.