اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 10:13 م

صورة أرشيفية

نجوى اقطيفان تكتب: فـى اللـيلِ حياة أخرى

الخميس، 21 يناير 2016 10:00 ص

فى الليلِ، أعيش حياة غير التى كنت أعيشها طوال النهار، فى انتظارٍ أتعبَ القلب والروح.

فى الليل،ِ يجافينى النوم آملا فى سماع صوتُك العذب، وتلقى كلمات الحب والغرام؛ ليعطينى حياة جديدة تضاف إلى حياتي.

فى الليل، يهاتفنى صوتُك بأن انهضي، فإنى هنا أريد أن أحادثُكِ، وأرى وجهُكِ، وأتاملُ عينيكِ المكحلتين.
فى الليل، تتطايرُ الكلمات، وتشدو بالألحان، وتتسابق كى تأخذ موقعها من كتاباتى الليلية إليك، فأصغى إلى شجونها كى أختار ما يروق لك عندما تقرأه.

فى الليل،ِ أبقى وحيدة،ً ولكن يؤنسنى صوتُك حين تهمس فى أذناى أعشقكِ ولا أعشق سواكِ، فلا تعانى من أثر البعاد، فدوماً أنتِ معى ودوماً نسير فى الطرقات ونتحدثُ ونضحكُ ويسمع الناس أصواتنا.
فى الليل،ِ أبقى أتحدثُ إلى نجومِ السماء، وأناجى ربى وربك كى تعود فى القريب، ونعود لمجادلاتِنا المسلية، نتحدثُ مرة ونتشاجر أخرى، ونعانق بعضنا بعد كل شجار.

فى الليلِ، لا أبقى وحيدةً، لأنك دائم التواجد معى بجانبي، فعندما ألتفتُ يميناً أو يساراً أراى رأسك على وسادتي، ومرتسمة على وجهك تلك الابتسامة التى أعشقُها.

فى الليل،ِ أفيقُ على حلمٍ كان حقيقة فى المنام، أراك جالساً تضمنى بقوة إليك، ونـتسامر مع أطفالنا وتلعب وتلهو معهم، فهم مثلك يشبهونك فى كثير من الأمور التى أعشقها بك.

فى الليل، ويا طول الليلِ، أقلبُ صورَك وأتأملك فى كل حالاتك، وأحادثهم وأشكى لهم عن بعدٍ مجبرة عليه دونك، ولا أعرف كيف الوصول إليك.

فى الليل،ِ يأخذُنى التفكير تارةً هنا وتارةً هناك، وأتساءل ماذا تفعل بدوني؟! ومع من تجلس؟ ومع من تتحادث؟.

فى الليل، أراقبُكَ فى الخفاء، وأراقبهُن تلك اللواتى يحاولن الوصول إليك، لأنهن لا يعرفن أنك معى وتظل معى رغم تواجدك معهن.

فى الليلِ، أحاول جاهدةً ألا أفكر فيك، أو أن أرى وجهك كى لا أتذكرك، ولكن لا تمر ثانية إلا ودعوت الله بأن تعود سريعاً ولا تبتعد عنى أكثر، لأن بعدك عنى يعنى بأنى حية ميتة.

فى الليل،ِ أتذكر تلك الأوقات التى كنا نتشاجر بها فى النهار ونعود فى الليل تاركين ما حدث وراء ظهورنا لنبدأ ليلتنا مع أشواق الحب المشتعلة بكل لهفة ولوعة على كل لحظة ضاعت لم نعشها فى قلوب بعضنا.

فى الليلِ، أستيقظُ على رسالتك واجلس ليلى أفكر فيها، وأتساءل ماذا تريد ! وإلى ماذا تسعى! هل ما خطر ببالى صحيح ؟! أم أنه يريد القول غير ذلك! وأعود وأنتظر إجابة تشفى ألم التفكير والدوار الذى أصابنى من رسالتك.

فى الليل،ِ تأكد أنك غير كل البشر، فأسامحك دوما، وأنسى ما عكر صفو حبنا، وأمل فى محادثتك كى أوصل كلماتى لتلمس قلبك وتعانق عينيك.

فى الليل،ِ أنا وأنت نبقى دائماً وأبداً دون عيونٍ تتطلع إلينا وتحسدنا على حبنا وعشقنا، فنبقى بعيدين دوما عن الأعين ونعيش لحظتنا بكل سعادة فى الخفاء.

فى الليل، أحمدُ الله أنه جعلك بحياتى ترنو كالفراشة على زهرةٍ فى البستان وتأخذ رحيقاً طويلًا من أنفاس حبى إليك.

فى الليلِ.. فى الليلِ، ومع بزوغ شمس نهار جديد، أتركُكَ فى سلامٍ حتى لقاء جديد يجمعنى أنا وأنت، فى الليلِ، وتعودُ قصةُ عشقِنا من جديدٍ دون نهاية.

فى الليلِ، أنا مازلت بانتظارك فلا تطيل الغياب.