اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 01:57 م

يوسف أيوب

هل تقبل مصر التصالح مع تركيا؟

بقلم : يوسف أيوب الجمعة، 01 يناير 2016 10:00 ص

هل تقبل مصر التصالح مع تركيا؟.. أقاويل تتردد هنا وهناك بأن هناك محاولات من جانب المملكة العربية السعودية للتوسط بين مصر وتركيا، وأن هذه المحاولات وصلت إلى درجة يمكن وصفها بالمتقدمة، وترافق ذلك مع تصريحات السفير أحمد عبدالعزيز قطان، سفير المملكة بالقاهرة التى أكد خلالها أن خلافات مصر مع تركيا وقطر لن تبقى على حالها، وزاد على ذلك أنه فى أثناء وجود الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى الرياض لإجراء مباحثات مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن طار وزير الخارجية سامح شكرى للرياض صباح الخميس.

ورغم نفى شكرى وجود أحاديث حول مصالحة مصرية تركية، وأنه لن يلتقى خلال زيارته للرياض إلا بمسؤولين سعوديين، إلا أن توقيت الزيارة الذى جاء مفاجئا فى أعقاب عودة شكرى من الخرطوم عقب مشاركته فى الاجتماع السداسى لحل أزمة سد النهضة، زاد من سخونة الحديث حول المصالحة المتوقعة أو المقتربة بين القاهرة وأنقرة، حتى وإن قال شكرى أن لمصر شروطاً لإتمام المصالحة لن تتنازل عنها.

الأجواء كلها تشير إلى تحركات لكننا لا ندرى حقيقة ما يحدث، وإن كانت المؤشرات تقول إن السعودية تحاول أن يكون لها دور فى هذا الملف، وإنها تحاول إزالة الشوائب أو الخلافات بين القاهرة وأنقرة، خاصة أن الرياض لديها مشاريع خاصة بالمنطقة، وترى أنه لن يكتب لها النجاح إلا من خلال وجود توافق بين دول المنطقة الرئيسية وعلى رأسها مصر وتركيا فضلاً عن السعودية، وأن محاربة الإرهاب فى المنطقة حتى وإن كانت تحت راية التحالف الإسلامى العسكرى الذى تم الإعلان عنه قبل أسبوعين، إلا أنه لن يكتب له النجاح إذا ظل الخلاف قائما بين بلدان رئيسية فى هذا التحالف، والمقصود هنا مصر وتركيا، لذلك فهى تحاول لعب دور، لكن لا يبدو أن النتائج ستكون سريعة.

مصر من جانبها لا ترفض التصالح مع أحد لكن شريطة أن يكون ذلك على أرضية احترام لسيادتها ولإرادة الشعب المصرى، وأن تكف تركيا عن دعم جماعة الإخوان الإرهابية التى تستضيف قياداتها وأذرعها الإعلامية على أراضيها، بل إنها تقدم لهم كل ما يحتاجونه من دعم بهدف العمل على زعزعة الأمن والاستقرار المصرى.

ما الموقف التركى من المصالحة؟.. تركيا تحاول دوماً التشدق بفكرة أنها مع الشرعية، رغم علمها وتيقنها أن هذه الشرعية سقطت بإرادة شعبية فى 30 يونيو، وكانت تأمل أن يستمر نظام الإخوان فى حكم مصر، لأنها بهذا الوضع ستحقق مكانة إقليمية ستمكنها من بسط سيطرتها ونفوذها على دول الإقليم وتحويلها إلى كروت فى أيديها تلعب بها كيفما شاءت، لكن بعد الضربة الروسية الأخيرة التى عرت النظام التركى وجعلته يترنح يمينا ويساراً، فهو يحاول أن يستعيد صداقاته القديمة، سواء بالارتماء فى الأحضان الأمريكية وتنفيذ كل ما يطلبه منه البيت الأبيض، كما أنه يحاول من جهة أخرى أن يستعيد علاقته مرة أخرى مع إسرائيل لعلها تحميه من أى ضربات مستقبلية، سواء مع روسيا أو مع دول أخرى يخشاها نظام أردوغان، الذى يبدو أنه بدأ يعيد أفكاره من جديد، من خلال اللعب مع الدول العربية التى يعتبرها أهم سند يمكن أن تحميه من أى ضربات مستقبلية، فها هو يلجأ للسعودية ويحثها على بداية التعاون الاستراتيجى، لأنه يعلم أن صداقته مع قطر لن تفيده كثيراً، وتحديداً بعد الضربة القاضية التى تلقاها من العراق التى طلبت من أنقرة إجلاء عسكرييها من على الأراضى العراقية.

الواضح أن أردوغان يحاول أن يحمى نفسه ونظامه، وأنه يرى أن السعودية ومصر وإسرائيل قادرة على حمايته إذا ما تعرض لضربات جديدة تفقده اتزانه، لذلك فهو لا يمانع فى التصالح مع مصر على الأرضية التى تحددها مصر، وليس هو، لأنه هو من يريد التصالح ويحتاجه وليس مصر.