اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 07:59 م

سعيد الشحات

أين الناخبون؟

السبت، 05 سبتمبر 2015 06:23 ص

على صفحات الصحف، وعلى شاشات الفضائيات، وأمام المحاكم التى تستقبل الراغبين فى الترشح، تشعر أنه ستحدث فى مصر انتخابات برلمانية، وإذا تجولت فى قرى وشوارع المدن فلن تشعر أن هناك انتخابات.

كل يوم تتوالى الأخبار عن تحالفات انتخابية، بعض هذه الأخبار يتحدث عن خلافات بين أطراف التحالفات، وبعضها يتحدث عن أن قائمته محسومة وانتهى كل شىء بخصوصها، وبعضها يتحدث عن أنه يدرس ثم يدرس، أما الناخب الذى سيحمل كل هؤلاء تحت قبة البرلمان فلا تشعر أنه فى قلب هذه الموجات من الأخبار، ولا تشعر أنه صاحب كلمة الفصل، وقد يقول قائل إننا لم ندخل بعد مرحلة السخونة، ولم تبدأ الدعاية الانتخابية، لكن يبدو أننا أمام حالة تنبئ بعزوف عن المشاركة الجماهيرية.

اتسمت الانتخابات فى عهد مبارك بالعزوف عن المشاركة نتيجة عدم الثقة فى العملية السياسية كلها، وكانت الانتخابات إحدى أدواتها، كانت المشاركة فى حدود %10 فى أحسن الأحوال، وكان التزوير هو سيد الموقف، وبالتالى اعتقد الناخب أن ذهابه إلى التصويت لن يقدم شيئًا فالتزم بيته، بينما كانت الأجهزة الأمنية تقوم باللازم، وفى انتخابات 2000 و2005 حدث تحول إيجابى نتيجة الإشراف القضائى، وبعد إلغائه فى انتخابات 2010 عادت ريما إلى عادتها القديمة، وعزف الناخبون عن المشاركة، وباقى القصة معروفة.

فى الانتخابات التى جرت بعد ثورة 25 يناير ارتفعت نسبة المشاركة فى الاستفتاء على الدستور، والانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، وأعطى ذلك دليلًا على الرغبة فى المشاركة الشعبية فى العملية السياسية، وأن الناخب أصبحت لديه ثقة أكبر فى أنه صاحب الكلمة الفصل بصوته الذى يضعه فى صندوق الانتخابات، صحيح كانت هناك جماعة الإخوان وهى مؤثرة انتخابيًا، غير أن الرغبة الشعبية فى المشاركة تجاوزت الإخوان بمراحل.

التطور الطبيعى هو تزايد مستمر فى المشاركة الشعبية فى الانتخابات، لكن الشواهد تشير إلى أن هذا مستبعد، وفى تقديرى أن هناك عدة أسباب لذلك، أولها عودة رجال الحزب الوطنى بقوة إلى المشهد وترشحهم، مما أعطى رسالة سلبية عن الحالة السياسية كلها، والمثير أن مرشحى الحزب الوطنى هم أكثر من يشجع حالة العزوف لأنهم يفوزون فيها وليس فى المشاركات الواسعة.