"منطقة وادى القمر" السرطان فى رئة المواطنين.. مناشدات للحكومة لإغلاق مصنع الأسمنت ونقله من الكتلة السكنية.. والأهالى يعانون من أمراض التنفس

الإسكندرية - أسماء على بدر السبت، 29 أغسطس 2015 05:01 ص

"مدينة الضباب" كما يسميها المواطنون تشعر بالاختناق ودرجة حرارة عالية منذ وصولك إلى منطقة وادى القمر غرب الإسكندرية، حيث يستقبلك ضباب وسحابة سوداء، المبانى رمادية اللون ومغطاه بالكامل بالأتربة، مداخن عاليه تخرج منها اتربة محملة بالأسمنت تقضى على رئة المواطنين.

يستغيث المواطنين من مصنع الأسمنت الذى يطلق عليهم الغبار والأتربة المحملة بالمواد السامة ويدمر صحتهم وصحة اطفالهم بأمراض الصدر والربو وضيق التنفس.

استغاثة أحد المواطنين من مصنع الأسمنت

بعد مرور خطوات من مدخل مساكن الأهالى بوادى القمر يستغيث رجل عجوز بالكاميرا التى تصور المبانى الرمادية، قائلا" ساعدونا الله يخليكوا جالنا امراض وعيالنا واحفادنا عايشين بامراض الربو وبتنتفس بالبخاخات ارحمونا".

وأضاف سيد عبدالرحمن عمر، من أهالى منطقة وادى القمر، أن المنطقة السكنية موجودة منذ عام 1928 بينما المصنع تم بناءه عام 1948، وتوسع فيما بعد على مدار سنوات، مؤكدا أنه تم إرسال عدة شكاوى للبيئة وللمحافظة وتشكيل لجان ولكن لا حياة لمن تنادى.

عدم تنفيذ قرار الغلق لتشجيع الاستثمار

وأكد الأهالى، أنه تم إصدار قرار بغلق المصنع لاعتباره ضارا بالبيئة ولكن لم ينفذ القرار حتى الآن.

ويسغيث الأهالى، بالمسئولين للاستجابة لمطالبهم بنقل المصنع من منطقة وادى القمر إلى المناطق الصناعية البعيدة لكى يرحم الأهالى من الأمراض والتشوهات التى يسببها مصنع الأسمنت.

واستطرد عصام معوض، أن هناك محالات أغلقت بسبب مصنع الأسمنت والغبار الذى يترسب فى الأطعمة والأغذية ورفض الأهالى شراء الطعام لتغير لونه ومذاقه.

غلق محل للأغذية بسبب مصنع الأسمنت

وقال مصطفى عادل صاحب محل، إنه أغلق محلاته بسبب الأدخنة المحملة بالأسمنت وإتلافها للطعام والأدوات التى يستخدمها، ورفع استغاثة من مصنع الأسمنت بعنوان "المصنع يقتلنا.. أين وزير البيئة!!".

بينما قالت أمنية حسن ربة منزل، أنها تقوم بتنظيف المنزل يومياً وتزيل كميات كبيرة من الأسمنت على الوسائد والبلكونات والشبابيك والأجهزة الكهربائية التى تتلف بسبب الأتربة التى تؤذى أطفالها.

قرار من مفوضية الدولة بغلق المصنع لإضرار بالبيئة

وقال السيد معوض، أحد الاهالى أن هناك قرار من مفوضية الدولة بإغلاق المصنع لإضراره بالبيئة ولكن لم ينفذ حتى الآن، وهناك قضايا بالمحاكم منذ 7 سنوات ولم يقضى القضاء الحكم النهائى فيها وتأخذ تأجيل فى كل جلسة بدون أسباب واضحة ومعلومة.

وأضاف أنه فى انتظار القضاء العادل والمسئولين بوزارة البيئة ومجلس الوزراء فى نقل مصنع الأسمنت وإنقاذ الأهالى من السرطان الذى يعيشون فيها والأمراض المزمنة وعلاجها التى أصبحت من عاداتهم وطقوسهم اليومية حتى يستطيعوا العيش والتأقلم مع سموم مصنع تتيان للأسمنت.