اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 11:21 ص

أمانى ماجد

الحل هو "القاهرة وطهران"

الإثنين، 27 يوليو 2015 11:00 م

لم تهدأ بعد زوبعة إبرام إيران ومجموعة الدول الست الكبرى للاتفاق النووى التاريخى، حتى أثارت طهران على لسان مرشدها السيد على خامنئ رياحًا ساخنة محملة بالوعيد والتهديد لدول المنطقة، وذلك بتأكيد خامنئ فى خطبة عيد الفطر المبارك، أن إيران لن تتخلى عن دعم أصدقائها فى المنطقة، و"أن الشعبين المضطهدين فى فلسطين واليمن والشعبين والحكومتين فى سوريا والعراق والشعب المضهد فى البحرين والمقاتلين الأبرار فى المقاومة فى لبنان وفلسطين سيبقون دائمًا يتمتعون بدعم الجمهورية الإسلامية"، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام.

وتوالت بيانات الاحتجاج على تلك التصريحات من بعض الدول العربية بشأن ما اعتبروه تدخلاً فى الشأن الداخلى للدول الست التى تحدث عنها خامنئ، وكأن تلك الدول المحتجة قد فوجئت بنهج الدولة الإيرانية، وكأنها كانت تتوقع أن تقطع طهران أذرعها الممتدة فى جسد الأمة العربية.
يقينًا أن أى متابَع للشأن الإيرانى يدرك أن طهران لن تتخلى عن المكتسبات التى حققتها قبل الاتفاق النووى وفى ظل فرض عقوبات اقتصادية، ومن البديهى أن تحرص إيران على المزيد من دعم أصدقائها فى المنطقة أو" أذرعها" السياسية ،حتى أن بعض التحليلات رجحت أن تجنى الدول الست التى ذكرها خامنئ جزءًا من ثمار رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران.

إذن، فإن الرد المنطقى فى ظل الحالة الإيرانية وتوغلها فى المنطقة ووصولها إلى حالة "تخصيب الوضع السياسى" لن يكون بضخ البيانات الاحتجاجية ولا التذكير بنصوص ميثاق الأمم المتحدة واحترام مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، ولا استدعاء السفراء للاحتجاج، فقد توغلت طهران على مرأى ومسمع من العالم!.

الرد المنطقى إزاء كل هذه التدخلات فى شئون الخليج والدول العربية، فى رأيى، لدى الدولة المصرية ذات الثقل الحضارى والسياسى فى المنطقة، التى يجب أن تفكر خارج الصندوق وبعيدًا عن البيانات الرسمية، ودعاوى نشر التشيع واسم شارع خالد الإسلامبولى، وتخوفات أشقائنا فى الخليج.

الحل قد يكون بدعم أوجه التعاون، بين البلدين.. نعم، قد يكون بالتعاون الاقتصادى والتقنى بين مصر وإيران والتفاهم المذهبى وتحريم الدماء السنية والشيعية وتشييد جسر مشترك ونقطة التقاء لإجراء تفاهمات تخص البؤر الملتهبة فى المنطقة فى صيغة إبرام اتفاق مشترك ملزم، فى ضوئه يتم إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اللذين يتبادلان "الغزل" السياسى منذ سنوات فى هذا الشأن، وتتأرجح العلاقة بينهما بين الجذب والشأن طيلة العقود الثلاث الماضية .

مصر فى يدها أوراق كثيرة تستطيع من خلالها دعم اقتصادها وإحياء دورها الإقليمى، على الأقل كوسيط يستطيع فرض تفاهمات حقيقية مع طهران وفى المنطقة، وإيران "تتهلف" على عودة العلاقات مع مصر، لأسباب سياسية ودينية وثقافية وحضارية .

إن استمرار المقاطعة بين القاهرة وطهران لن يكون فى صالح مصر ولا إيران، ولا أشقائنا فى الخليج، والبيانات الاحتجاجية لن تكون الحل.