اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 03:31 ص

سعيد الشحات

فَلَس القائمة الانتخابية الموحدة

الخميس، 25 يونيو 2015 12:03 م

لم يعد للحديث عن القائمة الانتخابية الموحدة فائدة سوى أنه يذكرنا بأن انتخابات من المفروض أن تتم، وأن الذين يتحدثون حولها يلحون على الناس بأنهم متواجدون، ويدلون بدلوهم فى مجمل القضايا الوطنية.

كل الذين يتحدثون عن جهودهم من أجل إنجاز القائمة الانتخابية الموحدة يعلمون تماما استحالة تكوينها، ومع ذلك يجعلونها قضيتهم المركزية فى أحاديثهم، وكأنهم يريدون تقديم شهادة حسن سير وسلوك للرئيس عبدالفتاح السيسى منذ حديثه عن تمنياته بتكوين هذه القائمة فى آخر لقاءاته بقادة الأحزاب.

قلنا من قبل إن تكوين قائمة انتخابية موحدة ليس له علاقة بالديمقراطية من بعيد أو قريب، وأن الأصل فى الديمقراطية والانتخابات هو التنافس بين الأحزاب فى بيئة سياسية وانتخابية سليمة، تسمح لكل ناخب بأن يضع صوته بحرية للحزب أو المرشح الذى يعبر عن مصالحه، وماعدا ذلك فهو التفاف على الديمقراطية والانتخابات، ودعوة إلى استفتاء وليس انتخاب، وتحريض ضد من يتجرأ ويترشح خارجها.
وبالرغم من هذا الوضوح للقواعد الديمقراطية، فإن هناك من يرى العراقيل فى قواعد أخرى كالقول مثلا، بأن حزب النور، وقائمة «صحوة مصر» هما السبب، حيث ترفض باقى الأحزاب التحالف معهما لأن «النور متطرف دينى»، أما «صحوة مصر» فهى «يسار وتؤمن بالاشتراكية»، وذلك كما أشار رجل الأعمال ورئيس حزب المحافظين أكمل قرطام.

وبالطبع فإن الذين يختصرون المسألة عند هذا الحد يصدرون المشكلة دون معرفة حقائقها الموضوعية، ويؤكدون على حالة الفلس السياسى التى تعيشها الأحزاب التى تتحمس للقائمة الانتخابية الموحدة، والأمر هنا ليس له علاقة بالدفاع عن حزب النور أو قائمة «صحوة مصر» وإنما بحالة الرشد السياسى فى التنافس الديمقراطى بين القوى السياسية، والذى يجب أن يشمل تقدير صحيح للأوزان السياسية والجماهيرية للذين يقولون: «نتخالف مع هذا، ولا نتحالف مع ذاك»، ويحكمون على حزب النور بأنه «متطرف» و«صحوة مصر» بأنها اشتراكية.

ربما يكون ما ذكره محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية بأن السبب يكمن فى ارتباك المشهد السياسى، واختلاف الأحزاب حول نسبة كل منها فى مقاعد البرلمان هو الأقرب للمنطق، لكن فى كل الأحوال نحن أمام فشل كبير لـ«القائمة الانتخابية الموحدة»، وعلى المتحمسين لها أن يتأكدوا أن السبب الأصلى هو أنها فكرة غير ديمقراطية لانتخابات نتمنى أن تكون ديمقراطية.