اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 03:36 م

دندراوى الهوارى

السائق الذى أنقذ معبد الكرنك أفضل من البرادعى وصباحى والأسوانى

بقلم دندراوى الهوارى الجمعة، 12 يونيو 2015 01:01 م

هيثم، سائق تاكسى بمحافظة الأقصر، مواطن صعيدى بسيط، يكتسب رزقه يوما بيوم، دفع هو وزملاؤه ثمنا باهظا من فاتورة انهيار السياحة، عقب ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن.

هيثم، ابن أقصى جنوب مصر، ضرب مثالا يحتذى به فى الإيجابية، والوطنية، عندما استوقفه شخصان، طلبا منه توصيلهما إلى معبد الكرنك، وأثناء الطريق، أظهرا قدرا من الريبة من خلال حديثهما غير المفهوم، وعيناهما الزائغتان يميناً ويسارا، وملامحهما غير المصرية وشعرهما الطويل، وعند وصوله إلى معبد الكرنك، توقف بسيارته ونزل منها كعادته لاستخراج حقائبهما من شنطة العربية، ففوجئ بالشخصان ينهرانه، وطلبا منه عدم الاقتراب من الحقائب، وكان ينتظرهما شخص ثالث، هنا زادت شكوك (هيثم) وقرر إبلاغ أمن الكرنك فورا، حرصا منه على أمن وأمان هذا الوطن، ولم يكن سلبيا، وانصرف، ولولا بلاغه، وتأهب قوات الأمن، لكان حدث ما لا يحمد عقباه.

هيثم، هو فرد من أبناء (ملح الأرض) فقراء وغلابة هذا الوطن، من الجنود والأفراد فى الجيش والشرطة، ويقدمون أرواحهم يوميا فداء مصر، ولذلك هم أشرف مليون مرة من البرادعى وصباحى والأسوانى وحمزاوى وممدوح حمزة، وكل رؤساء الأحزاب، التى عرَّت التسريبات الهاتفية، مواقفهم المخزية، وأيضا أفضل من النشطاء وأدعياء الثورية.

السائق البسيط، ورفاقه، يحصلون على قوت يومهم، بعد رحلة عناء وجهد كبير من العمل اليومى، ومع ذلك يخافون على بلادهم، فى حين البرادعى والأسوانى وحمزاوى وممدوح حمزة وخالد على، والسياسيون وباقى فرقة النشطاء، زرعوا الإرهاب فى مصر، من خلال دعمهم القوى لجماعة الإخوان الإرهابية تحت شعارات خادعة، والدفع بمحمد مرسى إلى سدة الحكم.

البرادعى وصباحى والأسوانى وحمزاوى ورفاقهم، فى الوقت الذى يساندون فيه جماعات الإرهاب والتطرف، وحركات التخريب، ويتعاطفون مع إرهابيى عرب شركس بعد قرار إعدامهم، فإن هيثم، وملايين المصريين من على شاكلته، يقدمون حياتهم قرابين لأمن واستقرار هذا الوطن.

نعم، هيثم ابن صعيد مصر الذى انطلقت منه كل حركات التحرر من الملك مينا إلى الرئيس جمال عبدالناصر، أشرف وأكثر وطنية، فعلا وقولا، من حركة 6 إبريل التى تدعو للعصيان، وعدم العمل، إمعانا فى مزيد من التخريب والتدمير، وإعادة الإخوان من جديد على المسرح السياسى.

أمر مقزز، ومقيت، أن حركات وأشخاصا يدعون إلى دفن فضيلة (العمل) الذى تنادى به كل الأديان، ورسخته الدول المتقدمة، من خلال تحريض الناس على عدم الذهاب، والتوقف عن أعمالهم، فى ظل ما تواجهه البلاد من انهيار، وتدمير، ناجمة عن أفكار، ونظريات هؤلاء المخربين.