اغلق القائمة

الأحد 2024-06-02

القاهره 10:39 م

الرئيس عبد الفتاح السيسى

نص كلمة السيسى أمام قمة التجمعات الاقتصادية الثلاثة.. الرئيس: مصر لن تدخر جهدا لنقل خبراتها لأشقائها الأفارقة.. وأدعو المشاركين لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.. ويؤكد: مصيرنا واحد وأهدافنا واحدة

كتب محمد الجالى - تصوير حسام عاطف
الأربعاء، 10 يونيو 2015 11:43 ص

حصل "اليوم السابع" على النص الكامل لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الأربعاء، أمام قمة التجمعات الاقتصادية الثلاثة، وهى: السوق المشتركة لجنوب وشرق إفريقيا "الكوميسا"، وتجمع اتحاد شرق إفريقيا، وتجمع تنمية الجنوب الإفريقى "السادك".

وفيما يلى نص الكلمة..


فخامة رئيس جمهورية زيمبابوى، ورئيس التجمعات الاقتصادية الثلاثة، ورئيس تجمع السادك، ورئيس الاتحاد الإفريقى.
فخامة رئيس وزراء إثيوبيا، ورئيس تجمع الكوميسا، والرئيس القادم للتجمعات الاقتصادية الثلاثة.
فخامة نائب رئيس جمهورية تنزانيا، التى ترأس بلاده تجمع اتحاد شرق إفريقيا.
السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود.
فخامة السيد سكرتير عام الكوميسا والمنسق العام للتجمعات الثلاثة.

السيدات والسادة الحضور الكرام.


اسمحوا لى فى البداية أن أرحب بكم جميعاً فى مدينة شرم الشيخ، وأن أعرب عن تقديرى البالغ لفخامة الأخ روبرت موجابى رئيس جمهورية زيمبابوى على جهوده المتميزة ونجاحه فى قيادة التجمعات الاقتصادية الثلاثة بحكمة ورؤية ثاقبة على مدار السنوات الماضية.

كما أتوجه بالشكر كذلك لسكرتيرى عموم التجمعات الاقتصادية الثلاثة الكوميسا، والسادك، واتحاد شرق إفريقيا على جهودهم فيما يتعلق بالإعداد لكافة الجوانب الفنية والتنظيمية الخاصة بتعزيز الاندماج والتعاون الاقتصادى فيما بين التجمعات الثلاثة.

وإنه لمن دواعى الفخر أن تحتضن مصر التى تعتز دوماً بانتمائها الإفريقى، تدشين منطقة التجارة الحرة الثلاثية، والتى سنقوم اليوم فى شرم الشيخ بالتوقيع على اتفاقيتها التأسيسية لتعزيز التجارة البينية بين دولنا، وذلك بإزالة كافة المعوقات الجمركية وغير الجمركية لتحقيق الاندماج الاقتصادى والتجارى الكامل فيما بين دولنا.

السيدات والسادة الحضور الكرام


إن ما نقوم به اليوم يمثل نقطة هامة وفاصلة فى تاريخ التكامل الاقتصادى لإفريقيا، حيث إننا نؤسس منطقة للتجارة الحرة الثلاثية تضم فى عضويتها ستاً وعشرين دولة، يبلغ عدد سكانها 625 مليون نسمة، ويبلغ الناتج المحلى الإجمالى لها 1.2 تريليون دولار أمريكى، ويمثل ذلك 57% من إجمالى عدد سكان إفريقيا، وأكثر من 60% من الناتج المحلى الإجمالى لقارتنا. وتمتد هذه المنطقة من الإسكندرية على البحر المتوسط إلى كيب تاون على المحيطين الهندى والأطلنطى.

لذلك فإن ما نقوم به اليوم يعتبر خطوة رئيسية نحو إنشاء الاتحاد الاقتصادى لإفريقيا طبقاً لخطة لاجوس لعام 1980، ومعاهدة أبوجا لعام 1991، وتماشياً مع أجندة 2063 التى تمثل رؤية جماعية لقارتنا الإفريقية، وخارطة المستقبل للخمسين عاماً المقبلة لتصبح إفريقيا قوة فاعلة على الساحة الدولية بحلول عام 2063، وذلك من خلال برامج وأطر طموحة لتنفيذ تلك الأجندة، وعلى رأسها إنشاء منطقة للتجارة الحرة للقارة الإفريقية بحلول عام 2017، وربط إفريقيا من خلال مشاريع بنية تحتية عالمية المستوى فى مجالات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وإقامة المؤسسات المالية الإفريقية خلال الأطر الزمنية المتفق عليها.

السادة رؤساء الدول والحكومات


لا يخفى عليكم أن توافر الإرادة السياسية يتطلب إلى جانبه بذل جهود مضنية لتدشين منطقة التجارة الحرة الثلاثية والعمل على تعزيز الاندماج الاقتصادى الإقليمى، والسعى الدؤوب نحو تحقيق التنمية الصناعية وتعزيز قدراتنا التصنيعية، من خلال تبنى سياسات وطنية وإقليمية تهدف إلى زيادة القيمة المضافة للمواد الأولية المتوافرة لدينا وتعزيز القدرة التنافسية لسلعنا ومنتجاتنا، وهو ما سينعكس بالإيجاب أيضاً على زيادة قدرتنا لجذب المزيد من الاستثمارات وتدفقات رؤوس الأموال لمجال التصنيع، والتكنولوجيات الحديثة لإنتاج سلع ذات جودة عالية، مما سيؤدى إلى مضاعفة تجارتنا البينية.

وإننى أنتهز هذه المناسبة لكى أشيد بتبنى القمة الأخيرة للكوميسا التى عقدت فى أديس أبابا فى مارس الماضى، وكذا القمة الاستثنائية للسادك التى عقدت فى زيمبابوى الشهر الماضى، لقرارات ترتكز على أهمية التصنيع الشامل والمستدام فى المنطقة، والعمل على تطوير البنية التحتية بمختلف مجالاتها وجوانبها.

كما أود الإشارة إلى حرص مصر على دعم كافة مبادرات الاتحاد الإفريقى والمشروعات الإقليمية التى تهدف إلى تطوير البنية الأساسية فى قارتنا وخلق شبكة من الطرق فى إطار برنامج تطوير البنية الأساسية فى إفريقيا PIDA. وهو البرنامج الذى يهدف إلى تحقيق التعاون بين الدول الإفريقية من أجل معالجة تدهور أوضاع البنية التحتية فى مجالات الطاقة والنقل وإدارة الموارد المائية والاتصالات، وحشد التمويل اللازم من أجل تنمية تلك القطاعات لتحقيق التنمية المستدامة فى إفريقيا.

وقد قامت كل من مصر والسودان فى الشهر الماضى بافتتاح الطريق البرى قسطل/ أشكيت الذى يربط برياً بين مصر والسودان، وجارى الانتهاء من أعمال المعبر البرى الثانى الذى يربط بين مصر والسودان فى أرقين فى إطار الطريق البرى الذى سيمتد من القاهرة إلى كيب تاون، والذى نأمل أن نشهد افتتاحه خلال الفترة القريبة القادمة.

ولا يفوتنى أن أشير فى هذا الصدد، إلى أن مصر تقوم أيضاً بجهود مضنية من أجل استكمال التزاماتها برعايتها لمشروع الخط الملاحى الذى سيربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط فى إطار مشروعات النيباد، وقد استضافت مصر منذ أيام قليلة الاجتماع الفنى للمبادرة الرئاسية لتطوير البنية التحتية، وقدمت خلاله عرضاً فنياً لما تم من دراسات جدوى لهذا المشروع الإقليمى العملاق.

كما تقوم مصر حالياً بتنفيذ عدة مشروعات قومية عملاقة من أجل تطوير بنيتها التحتية، حيث شارفت على الانتهاء من مشروع حفر قناة السويس الجديدة وذلك بهدف تيسير التجارة العالمية والإقليمية، وسيمثل ذلك قيمة مضافة كبيرة لإقليم الشرق والجنوب الإفريقى بوجه خاص، وقارتنا الإفريقية بوجه عام. ومن هذا المنطلق فإننى أتوجه بدعوتكم جميعاً لمشاركتنا فى مراسم افتتاح هذه القناة الجديدة فى شهر أغسطس القادم بإذن الله.

السيدات والسادة الحضور الكرام


إن مصر لن تدخر جهداً لدعم ونقل خبراتها لأشقائها الأفارقة استمراراً للدرب الذى نهجته منذ مساندتها لحركات التحرر الوطنية الإفريقية ورفض استغلال إرادة شعوب القارة سياسياً واقتصادياً، فمصيرنا واحد.. وأهدافنا المشتركة واحدة.. وما يتحقق من خير وفائدة لمصر من شأنه أيضاً أن يعود بالنفع والفائدة على كافة إفريقيا، وما تحققه دول إفريقيا من تقدم ونجاح من شأنه أن يعود بالفائدة والخير على مصر أيضاً... فلقد أثبتت التجارب المشتركة منذ نهاية الخمسينات وبداية الستينات وحتى تاريخه هذه الحقيقة الراسخة فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

واِسمحوا لى فى هذا الإطار، أن أعرب عن استعداد مصر دائماً لتقديم ما لديها من خبرات وإمكانات فى إطار تلك الجهود، والتى من شأنها ليس فقط أن تدعم مصالحنا الوطنية ولكن أيضاً لخدمة مصالح وأهداف شعوب دول القارة الإفريقية.

وقد قامت مصر خلال السنوات الماضية بتوفير العديد من الخبراء فى مختلف المجالات الفنية من خلال الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع إفريقيا، وتواصل دوره حالياً الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التى أعلنت عن إطلاقها فى يونيو 2014 خلال قمة الاتحاد الإفريقى فى مالابو، من أجل المساهمة الفعالة فى بناء الكوادر الإفريقية.

السيدات والسادة


إن كافة تحركات الدول الإفريقية تهدف لتأمين مستقبل أجيالنا القادمة وخلق فرص عمل لائقة لها ولمواجهة المشكلات التى نعانى منها جميعاً وعلى رأسها البطالة، وهو ما يتطلب توافر الإرادة من أجل الاهتمام بالتنمية الصناعية وجذب المزيد من الاستثمارات التى من شأنها أن توفر المزيد من فرص العمل وضمان استدامة جهودنا المشتركة على امتداد المستقبل المنظور والبعيد.

ولا يفوتنى فى هذا الخصوص أن أؤكد على أهمية دور المرأة الإفريقية كشريك أساسى فى جميع الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وضمان التحول المنشود فى القارة الإفريقية. وفى إطار إطلاق عام 2015 عاماً لتمكين المرأة والتنمية لتحقيق أجندة 2063 فى إطار الاتحاد الإفريقى، أؤكد على أن تمكين المرأة وخاصة المرأة الفقيرة والمُعيلة وتعزيز دورها فى المجتمع اقتصادياً وسياسياً والارتقاء بأوضاعها يشكل عاملاً حاسماً فى القضاء على الفقر، ويعظم من مساهماتها فى التنمية.

السادة رؤساء الدول والحكومات


السادة الحضور
إن ما تزخر به منطقتنا الإقليمية من قوة بشرية واقتصادية هائلة تزيد عن 625 مليون نسمة، ومعدلات للناتج القومى تمثل ما يزيد عن نصف الناتج القومى لإفريقيا، يؤهلنا لتحقيق كافة أشكال التنمية المنشودة.

ولعلكم تتفقون معى فى أن زعزعة السلم والأمن فى المنطقة من شأنها عرقلة جهودنا الاقتصادية والتنموية، فكلا المجالين متفاعلان ومندمجان كل مع الآخر، فبدون تحقيق السلم والأمن لن يتحقق الاستقرار الاقتصادى والرخاء والتنمية لشعوبنا، وكذلك بدون الاستقرار الاقتصادى والاجتماعى والوفاء بمتطلبات شعوبنا التنموية لن يتحقق الاستقرار الأمنى والسلم فى منطقتنا.

ومن هنا نُجدد التزامنا ببذل المزيد من الجهد على مستوى القارة واتحادنا الإفريقى وعلى المستوى شبه الإقليمى والوطنى من خلال تشجيع كافة المبادرات والترتيبات الإقليمية الخاصة للتجمعات الإفريقية الإقليمية، التى تهدف إلى تفعيل هيكل وبنية السلم والأمن للاتحاد الإفريقى.

وختاماً أتوجه بالتحية لكم جميعاً من الشعب المصرى، وأدعوكم لانتهاز مشاركتكم بشرم الشيخ للتعرف على ما شهدته وتشهده هذه المدينة من تقدمٍ ورواج فى مختلف المجالات، بالإضافة إلى التمتع بما تزخر به من مقاصد ومناظر طبيعية وسياحية خلابة.

وبفضل الله ومشاركتكم وجهودكم سوف تتجه إفريقيا دائماً إلى المزيد من التقدم والازدهار والسلام والتعاون المشترك.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. وتحيا شعوب ودول إفريقيا.






موضوعات متعلقة..


- السيسى يدعو الرؤساء الأفارقة إلى زيارة المعالم السياحية بشرم الشيخ


- سكرتير الكوميسا: توقيع اتفاقية التجارة الحرة بداية نهضة فى أفريقيا


- السيسى: مصر مستعدة لتقديم كل الخبرات والإمكانيات للدول الأفريقية


- السيسى: نخطو خطوات رئيسية نحو إنشاء الاتحاد الاقتصادى لإفريقيا


- بالصور..السيسى من شرم الشيخ: اليوم يمثل نقطة فاصلة فى تاريخ التكامل الاقتصادى


- بالصور..السيسى يفتتح قمة التكتلات الاقتصادية بشرم الشيخ


- بالصور..الزعماء الأفارقة يلتقطون الصور التذكارية على هامش قمة شرم الشيخ