اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 02:27 ص

باراك أوباما

"فورين بوليسى": الشرق الأوسط فى حاجة لـ"ديكتاتورية" أو استعمار جديد

كتب أنس حبيب الثلاثاء، 26 مايو 2015 01:21 ص

نشرت صحيفة الفورين بوليسى مقالا للكاتب "روبرت كابلان"، يرصد فيه الأحداث التى تجرى بالشرق الأوسط المضطرب، بدءا من ثورات الربيع العربى وانتهاء بالتفكك الذى تشهده العديد من أقطار هذا العالم وسط صعود قوى راديكالية مسلحة مثل تنظيم داعش.

وانتقد الكاتب التراخى الأمريكى الحالى فى تعامله مع قضايا المنطقة، متنبئا بأفول نفوذ الإمبراطورية الأمريكية فى الشرق الأوسط، ليحل محلها نفوذ الجمهورية الفارسية التى ترتكز على تاريخها العريق وقدرتها على التواصل مع التنظيمات العقائدية المتطرفة فى المنطقة مثل حزب الله والقاعدة.

وشدد الكاتب على أهمية دعم دول مثل مصر وتركيا لخلق توازن داعم للمملكة السعودية فى صراعها مع تنامى الدور الإيرانى فى المنطقة، مشددا على أهمية استعادة أنظمة قوية - حتى لو كانت ديكتاتورية - أو عودة النفوذ الاستعمارى لاسترجاع النظام الذى لن يكون هناك ثمة حرية فى غيابه.

ويرى الكاتب أن أسباب الانهيار الذى يضرب العديد من بلدان المنطقة هو الفراغ الذى خلفه سقوط الإمبراطوريات القديمة التى كانت تستعمر دول المنطقة، ومن بعدها سقوط الأنظمة الديكتاتورية التى استطاعت استيعاب تباين الطوائف والأعراق المختلفة فى المنطقة عبر الحكم بالقبضة الحديدية.

يقول الكاتب إن إرهاصات المعضلة التى يعيشها العالم العربى بدأت مع سقوط الإمبراطورية العثمانية التى استطاعت أن تحمى شعوب المنطقة من الصراعات الطائفية والعرقية، حيث بدأت المنطقة تشهد أولى نعراتها القومية والعرقية والطائفية الدينية بعد سقوط الإمبراطورية فى عام 1918.

وأضاف المقال أن الحكومات التى سيطرت على مقاليد الأمور بعد رحيل القوى الاستعمارية من المنطقة اتخذت نفس نهج تلك القوى الراحلة، لردع أى محاولة للانشقاق أو الفوضى فى البلاد التى رسم الاستعمار حدودها دون أى مراعاة لاختلافات الشعوب القاطنة فى بها.

وأوضح الكاتب أن دول مثل مصر والمغرب وتونس على عكس دول أخرى فى المنطقة عرفت حضارة قديمة قدست السلطة المركزية، الأمر الذى حال اليوم دون سقوط مفهوم الدولة بين شعوب تلك البلدان، عكس دول أخرى وصفها الكاتب بالاصطناعية وغير الحقيقية مثل العراق وسوريا وليبيا، واليمن الذى رغم قدم حضارته الموغلة فى القدم لم يعرف الاستقرار والحياة أسفل سلطة مركزية نتيجة لطبيعته الجغرافية ذات التضاريس الوعرة.

ويرى الكاتب أن ثورات الربيع العربى لم تكن محاولة لخلق مناخ ديمقراطى حر، لكنه كان تقويضا للسلطة المركزية، معتبرا سقوط أنظمة مثل نظام الرئيس الراحل صدام حسين والقذافى وأخيرا اهتزاز نظام الرئيس "بشار الأسد"، نهاية للسلطة المركزية والدولة فى المنطقة، ليظهر فراغ لا تسده سوى تنظيمات متطرفة على غرار داعش.