اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 03:31 م

المسجد الأقصى

حـــســـــن زايــــــــــد يكتب: الإســراء والمعـــراج

الإثنين، 18 مايو 2015 10:23 م

قديمًا شكك الكفار فى رحلة الإسراء والمعراج، التى وقعت يقينًا للنبى المصطفى. وكانت حجتهم التى استندوا إليها، ودليلهم الذى بنوا عليه حكمهم، أنهم كانوا يضربون أكباد الإبل، إلى بيت المقدس، شهرًا، بينما زعم محمد ـ فى زعمهم ـ أنه قد أتاها فى ليلة واحدة. وقد سعوا جاهدين إلى تعجيزه، فطلبوا منه، أن يصف لهم بيت المقدس، مع علمهم بعدم رؤيته له من قبل، ففعل. يقول المصطفى: "لما كذبتنى قريش قمت فى الحجر فجلا الله لى بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه"، ولا يُفهم من ذلك أن الإسراء لم يقع، وإنما الأمر متعلق بطلب دليل يتعذر تحقيقه، بل يستحيل ذلك واقعًا، لأن الأمر تم ليلًا. وقد قامت عليهم الحجة، لأنه صح خبره، ومن صح خبره لزم تصديقه. وحديثًا جاء المستشرقون بقوافل التشكيك فى هذه الواقعة، باعتبارها ضرب من الخيال، الذى لا محل معه للتصديق أو القبول. بل إنهم قد ذهبوا فى استخفافهم إلى حد الاستهزاء بالبراق باعتباره كائنًا خرافيًا، الذى هو فوق الحمار ودون البغل. وبالقطع فإن الدراسات الاستشراقية لم تكن تستهدف الوصول إلى الحقيقة، وإنما فقط التشكيك فى الإسلام كدين سماوى، وفى نبوة محمد بالتشكيك فى مصداقيته. والطريف أن هؤلاء المستشرقين ـ بحكم عقيدتهم ـ يؤمنون بقضايا وحوادث أشد غرابة، وأدنى إلى الاستحالة العقلية. فلدى اليهود واقعة نقل عرش بلقيس من اليمن إلى الشام فى أقل من غمضة عين. ونحن بالواقعة من المؤمنين، وقد ورد ذكرها فى القرآن كتابنا المقدس. ولدى النصارى واقعة مولد السيد المسيح عليه السلام بغير أب.

وقد ورد ذكرها كذلك فى كتابنا المقدس. وفى الوقت الراهن جاءنا العلم الحديث بما يصدق محمد ويؤيده. فإن كان التشكيك من حيث الزمن الذى تمت فيه الرحلة، فلا ريب أن وسائل المواصلات الحديثة قد اختصرت الزمن بين مسافتين بشكل يكاد يكون خرافيًا، وآخرها القطار الفائق السرعة، أو ما يعرف بالقطار الطلقة. فمن كان قديمًا يقول بهذا الكائن الخرافى المسمى قطارًا ؟. فمن يقول الآن، أنه قد انتقل من مدينة إلى مدينة، يفصل بينهما مئات الفراسخ، لن يكذبه أحد. وإنما التكذيب قد ورد فى الأذهان، نتيجة عدم تناسب الوسيلة، فى قطع تلك المسافة، فى ذلك الزمن. وفى الرد على ذلك نقول، بأن القطار الفائق السرعة، الذى لا يقوم بشأنه أى تكذيب، قد صنعه البشر للبشر، بقدرات وإمكانيات بشرية، فما بالنا بما صنعه رب البشر للبشر. فذلك البراق هو الوسيلة التى خلقها الله لمحمد لأداء هذه المهمة، فهل يصح مع ذلك تكذيب أو تشكيك ؟.