اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 03:08 ص

صلاح ذو الفقار فى مشهد من فيلم "الأيدى الناعمة"

أين ذهبت وسامة رجل الستينات؟ شكرى سرحان وفريد شوقى أبدعا فى أدوار الفتونة دون قبح أو تشوهات ..صلاح ذو الفقار فى "الأيدى الناعمة" معدم لكن وسيم.. ورشدى أباظة فى "الرجل الثانى" رئيس عصابة بدرجة فالنتينو

كتبت سمر مرزبان الثلاثاء، 28 أبريل 2015 07:50 م

"لولا اختلاف الأذواق.. لبارت السلع "، مقولة شهيرة تجعلنا نتقبل وجود ما لا يرضينا أو ما لا يتوافق مع ذوقنا، لنقنع أنفسنا بوجود آخرين يقبلونه، بل ويرونه جميلا ولا مثيل له.. ولكن يأتى السؤال هنا: هل هناك من يقبل بانحداره إلى المستوى الموجود حاليا بين النجوم الرجال أو "جانات" السينما المصرية، والتى طالما كان لهم التأثير الأول على الذوق العام بالشارع المصرى.

دائما ما نسمع الشكاوى من اختفاء جمال زبيدة ثروت وأنوثة هند رستم وخفة دم سعاد حسنى ودلع شادية وشياكة فاتن حمامة، وهو ما يردده دائما من عاصروا هذا الزمن وأيدهم فيه الجيل الحالى الذين راحوا يتحسرون على أيام لم يسمح لهم حظهم السىء معايشتها أو التمتع بكل ما بها من هدوء وجمال ومعنى حقيقى للاستمتاع بالحياة، ولكن وسط كل هذا لم يأت أحد ليطرح السؤال المقابل " لماذ تراجع مفهوم الوسامة عند الرجل المصرى " ؟

شكرى سرحان فى اللص والكلاب


الرجل المصرى الذى دائما ما كان نموذج للرجولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، كلمة بلورتها رجولة أحمد مظهر ووسامة رشدى أباظة وشهامة شكرى سرحان ورومانسية عمر الشريف وخفة دم حسن يوسف وقوة فريد شوقى ، وشباب وجدعنة أحمد رمزى، فمع افتقادنا لكل الأشياء الجميلة التى كانت تميز أيام الستينات والتى دائما ما ضربنا بها الأمثال وتحسرنا على ضياعها، إذا بنا نفاجأ أيضا بغياب "رجل الستينات"، الذى لم تكن وسامة المظهر هى وحدها هى ما تميزه بل كانت تأخذ عند كل منهم مفهوم خاص وشكل مختلف.

أحمد مظهر عامل سكة حديد فى لوعة الحب


كانت الوسامة تميز الشاب بالجامعة ليخرج لنا أحمد رمزى فى فيلمه مع سيدة الشاشة العربية "القلب له أحكام ، وتميز الطبيب ليكون أحمد مظهر فى "ليلة زفاف "، والشاب الثرى الرومانسى فيأتى عمر الشريف فى "سيدة القصر" ، وزير النساء الوسيم فلا يوجد سوى رشدى أباظة فى "الزوجة رقم 13" ، والشاب الشقى خفيف الدم فنتذكر حسن يوسف فى "الثلاثة يحبونها" ، والفتوة ابن البلد الذى برع فيه أسد الشاشة "فريد شوقى فى أغلب أفلامه ، ولم تغب الوسامة حتى عن اللص فيخرج لنا شكرى سرحان فى "اللص والكلاب" ، كما لازمت أيضا عمر الشريف وأحمد مظهر عندما كانا عمالا بالسكة الحديد فى فيلم "لوعة الحب"، وغيرهم الكثير من نماذج الرجولة والوسامة فى مجتمع الستينات.


صلاح ذو الفقار الطبيب المعدم الوسيم


وبالطبع لم ينس أحدنا الدكتور "حتى" الذى جسده النجم صلاح ذو الفقار فى الأيدى الناعمة والذى لم يجبره فقره وسوء حالته المادية على تشويه مظهره، فجاء بالبدلة الكاملة والشعر المنمق اللامع ليبدع فى أداء الدور ويليق بالجميلة مريم فخر الدين ابنة "سمو البرنس".

رشدى أباظة رئيس عصابة فى الرجل الثانى


ووسط تلك الحالة من استعادة الذكريات الجميلة نفيق على واقع يضعنا أمام محمد رمضان كنموذج يشكل جيلا من شباب يقلدونه فى كلامه ومظهره وبلطجته التى يدعى أنه يستوحيها من الواقع، غير مدرك مدى تأثيره هو على هذا الواقع وعلى هؤلاء الشباب التائه غير المدرك لما هم ذاهبون إليه من اتخاذ "قلب الأسد" و"الألمانى" قدوتهم فى الحياة.

ما الذى طرأ على المجتمع المصرى ليترك لنا بدلا من نجوم كانوا ينافسون نجوم العالم فى الوسامة والشياكة لنجد أمامنا محمد رمضان ومحمود عبد المغنى وسعد الصغير ومحمد هنيدى وأحمد عيد ومحمد لطفى وباسم سمرة وسامح حسين، وذلك بالطبع مع عدم الاختلاف على موهبة وتميز هؤلاء النجوم على المستوى الفنى وعدم التقليل من قدرهم كنجوم شباك حاليين.

قديما كان يقال إن السينما مرآة المجتمع تعكس ما به من إيجابيات وسلبيات ، من شر ومن خير، من جمال وقبح فعندما حكى لنا آباؤنا وأجدادنا عن زمنهم كانوا يحكون عن الجمال والذوق والشياكة، حكوا لنا أنها كانت فى السيدة زينب كما كانت فى مصر الجديدة، وفى جاردن سيتى كما كانت فى عابدين، حيث لم يكن أبدا الفقر أو الغنى مقياس للجمال أو لحسن المظهر أو للذوق الرفيع فكانت الوسامة صفة أصيلة تميز ابن البلد واللص والبلطجة وابن الناس وابن الطبقة المتوسطة وابن الجناينى والطالب والطبيب والمهندس، فلم نكن بحاجة لتشويه مظهر أى منهم ليكون دوره واقعيا أو مؤثرا ، لم نكن بحاجة لقبح الشكل أو فجاجة الألفاظ حتى يثبت الفنان عن مهارته فى الأداء والتقمص .. فوسامة الرجل المصرى أصبحت فى حاجة إلى البحث والحسرة عليها مثلها مثل افتقاد الشياكة والرقة والدلع والأنوثة المفتقدة مع جيل الستينات والسبعينات .


فريد شوقى الفتوة الشيك



عمر الشريف الوسامة فى كل الأدوار



يوسف فخر الدين



محمد رمضان



محمود عبد المغنى



محمد لطفى



باسم سمرة



سامح حسين



موضوعات متعلقة..



- كريم عبد السلام يكتب: لماذا تراجع مستوى الجمال فى مصر؟.. زمان كانت المرأة المصرية نجمة سينما بجد سواء كانت تحترف التمثيل فعلا أم لا وسواء كانت من طبقة ميسورة الحال أم من وسط شعبى