اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 04:44 م

عبد الفتاح عبد المنعم

شريف الشوباشى.. عندما يتحدث الرجل بلغة الفتنة

بقلم عبد الفتاح عبد المنعم الخميس، 16 أبريل 2015 12:31 م

فى زمن الانحطاط وبيع الوطن بالكيلو، فإن كل شىء مباح ومتاح على رصيف المدنية والتطرف، ولن نفرق كثيرًا عندما يتحدث أصحاب الياقات البيضاء وأصحاب العاهات السوداء، فالكل أصبح يتحدث بلغة واحدة، وهى لغه العهر السياسى التى حولت المقدس إلى غير مقدس، و«التافه» إلى «مهم»، وجعلت شعار العصر هو «أنت تافه إذن أنت موجود»، لهذا كله لم أستغرب من إصرار المدعو شريف الشوباشى على مليونية خلع الحجاب، بل وجدته يتورط أكثر فى عدائه لكل ما هو مقدس عند غيره، حتى لو كان هذا المقدس- من وجهة نظر الشوباشى- متخلفًا أو جاهليًا أو غيره من الكلمات الشاذة التى يصكها هواة الشهرة والباحثون عن مجد مزيف على أشلاء عقيدتهم ووطنهم وعاداتهم.

فالرجل الذى لم تمر أيام على دعوته الغريبة التى يطالب فيها بتنظيم مليونية لخلع الحجاب، وجدناه يتورط فى تصريحات أكثر غرابة من دعوته الشاذة، وكأنه مكتوب على هذه الأمة أن تُصدم مرتين، الأولى فى أصحاب شعارات «التدين»، والثانية فى أصحاب شعارات «التمدن».

تصريحات الشوباشى الأخيرة تؤكد أنه رجل لا يحترم الآخر، ويتعصب لأفكاره المريضة التى لا تختلف كثيرًا عن أفكار داعش والإخوان، بل هى أشد خطورة منها، لأن الداعى إليها ممن يوجدون بيننا، ويرتدون نفس الأقنعة، ويستخدمون لغة الحرية، وقاموس الليبرالية، لكنهم فى الحقيقة أشد تطرفًا من أنصار داعش والإخوان والقاعدة، فالتطرف فى حقيقته التشبث بأفكار ضالة ومضللة، وهو ما ينطبق على شريف الشوباشى، وإسلام البحيرى، وسيد القمنى، وميزو، وغيرهم ممن يحملون راية التحضر والتمدين، ويريدونها فوضى كبرى، لأننا جميعًا نعلم أن الحرية المطلقة مفسدة مطلقة، وهو ما وقع، فيه تنظيم الشوباشى لإفساد المجتمع بأفكاره المريضة التى ظهرت أكثر عندما وجدنا زعيمهم الشوباشى يقول عبارته الغريبة التى لا تعتمد على أى سند علمى: «إن 99% من العاهرات محجبات».. ألم أقل لك إننا نعيش فى زمن العهر الفكرى.