مأساة.. مدير مدرسة لا يجد مكانا داخل مستشفى حكومى ببنى سويف.. ويتساءل باكيًا: "يعنى أعلّم أجيال 35 سنة ومعرفش ألاقى سرير".. فؤاد: أحتاج شرائح ومسامير ومسئولى التأمين الصحى قالوا لى "اخبط راسك فى الحيط
"يعنى أفضل أخدم البلد 35 سنة وأعلم أجيال تطلع مستشارين وأطباء ومهندسين، وفى الآخر لما أقع ملقاش سرير أنام عليه داخل مستشفى، وحد يعمل ليه عملية وارجع أمشى على رجلى تانى، يعنى خلاص بقينا زى خيل الحكومة".
المعاناة مع مستشفى التأمين الصحى
بهذه الكلمات بدأ فؤاد عبد الجيد زكى، 59 عامًا، مدير مدرسة، حديثه لـ"اليوم السابع"، من أمام مستشفى التأمين الصحى ببنى سويف والدموع تزرف من عينيه منتظرًا أن يحن عليه مسئولو المستشفى ويدخلوه علَّه يجد سريرًا داخل قسم العظام لكى يقوم بعمل عمليته ويستطيع الحركة مرة أخرى.
وروى معلم الأجيال مأساته فقال: "أنا من أهالى قرية معصرة نعسان التابعة لمركز إهناسيا غرب محافظة بنى سويف، تعرضت لحادث بشع أثناء عودتى من عملى لما كنت سايق موتوسيكل وعربية خبطتنى ونقلونى لمستشفى إهناسيا المركزى لأنها القريبة من محل إقامتى، وعند وصولى لمستشفى إهناسيا تم إجراء أشعة أظهرت ضرورة تركيب شرائح ومسامير فى قدمى وتم تحويلى إلى مستشفى التأمين الصحى ببنى سويف".
ويستكمل: "لما روحنا مستشفى التأمين كانت المصيبة الكبرى قالولى مفيش عندنا سرير فاضى فى قسم العظام روح وفوت علينا بكرة ياسيد، وبعدين روحنا وجينا ثانى يوم وثالث يوم وبردوا نفس الكلام مفيش سرير فاضى".
رحلة "اخبط راسك فى الحيط"
وقال مدير المدرسة إنه طرق كل الأبواب من مكتب مدير المستشفى إلى الإدارة إلا أن الموظف الإدارى قال "اخبط راسك فى اتخنها حيط ومفيش مكان ليك واترمى فى بيتك لما يفضى سرير ليك".
ومن جانبه، قال رمضان ابن عم فؤاد: توجهنا إلى مستشفى التأمين الصحى على أمل إجراء عملية سريعة له وعندما وصلنا المستشفى أفادنا الأطباء بأنه لا يوجد مكان ولازم يروح وييجى بكرة بمنتهى البساطة والأغرب كان من الطبيب اللى هو المفروض بيحافظ حيث قال "مفيش مكان.. هعمل إيه يعنى خد رقم الهيئة وكلمهم وقولهم مفيش مكان للمريض المهم".
ابن المريض: "مش لاقيين أبسط حقوقنا"
وأوضح ابن المريض وهو يبكى: "تحس إن الإنسان مالوش كرامة ولا قيمة ولا آدمية فى البلد ديه فين رئيس الوزراء وفين وزير الصحة وفين رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحى وفين فلوس الموظفين اللى بيدفعوها من مرتباتهم كل شهر عشان يلاقوا رعاية من الدولة فى يوم يتعرضوا فيه لحاث أو مصيبة مثل ذلك مفيش حاجة من ده كله عشان كده المفروض يقفلوا هذه المستشفيات أفضل طالما لا تخدم الناس فى أبسط حقوقهم".