اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 05:37 ص

عيادة طبيب أسنان - أرشيفية

مارينا فارس تكتب: أحزانى فى أسنانى

الإثنين، 30 مارس 2015 10:09 م

عندما تشعر بألم فى أسنانك فإنك تقرر كأى إنسان عاقل طبيعى زيارة طبيب الأسنان.. أما أنا فألجأ إلى كل الوسائل إلا زيارة الطبيب.. خشية أن أتمدد على ذلك المقعد البغيض، وأفتح فمى وأتركه للطبيب يعبث فيه بأدواته.. بالنسبة لى أنا أفضل وجع أسنانى على زيارة طبيبها.. لكن الأمور لا تستقيم هكذا.. ذات يوم وقد تكفلت السوسة اللعينة بهضم ضرسى وتفتت معظمه.. صار تناول وجبة صغيرة أمرا شاقا ومؤلما.. حرمنى وجع أسنانى من المتع الصغيرة حتى البطاطس المحمرة التى أحبها.

فيلم رعب.. بالنسبة لى عيادة طبيب الأسنان، وأدواته تلك التى أنظر إليها كما ينظر الفأر إلى أنياب قطة، أشياء تشبه الشنيور تدور بسرعة فتدور معها رأسى ويشتعل الرعب فى دمى وأشياء تشبه الكماشة أشعر أنها ستنزع روحى أيضاً لا أسنانى فقط..

أمضيت كل طفولتى أشكو من آلام أسنانى رغم أنى استمعت مراراً لنصائح صفاء أبو السعود، فكنت أغسل "الصف التحتانى من قوفه لتحتيه" ولطالما ألقيت بسنتى للشمس لتعطينى بدلا منها سنة العروسة، لكن يبدو أن سمعها قد أصابه مكروها فأعطتنى بدلا منها "سوسة" تنخر فى ضرسى المسكين، رغم كل ذلك لم تجد محاولات إقناعى لزيارة الطبيب نفعاً، أذكر مرة اصطحبتنى أمى للطبيب وفور رؤيتى للكماشة فى يده هرعت إلى شرفة العيادة وجلست أبكى وأصرخ وكانت النتيجة أننى عدت للبيت مرة أخرى بوجع أسنانى والسوسة تتراقص فرحاً.

منذ فترة عاودنى وجع أسنانى وبعد مناقشات مطولة ومحاولات إقناعى أننى صرت إنسانا عاقلا راشدا لا يجب أن أفعل كالأطفال وأخاف من طبيب الأسنان.. قررت أخيراً أن أتصنع بعض الوقار والشجاعة واصطحب أمى إلى عيادة الأسنان، وجلست أنتظر دورى فى الكشف وأنا وأسنانى نرتجف رعباً.. إلى أن حان دورى ووقفت أمام غرفة الكشف وكدت أن أركض هاربة لولا نظرات الممرضة الضاحكة وتصورى لما سألاقيه من سخرية..

"محتاجة حقنة فى اللثة" كانت آخر كلمة يقولها الطبيب قبل أن ينهار كل ما تصنعت من وقار وشجاعة، جلست أبكى فى صمت كطفل ضاعت لعبته المحببة ولم يجد داع للشكوى.. آه