اغلق القائمة

الأربعاء 2024-05-08

القاهره 05:22 م

العياده الخارجيه لمستشفى ابو الريش

"اليوم السابع" شاهد على الإهمال فى 3 مستشفيات.. العيادات الخارجية.. الموت البطىء على أبواب مستشفيات الحكومة.. الطوابير لا تنتهى.. والمواطنون: نتحمل تكاليف التحاليل والأشعة والدواء

كتب رانيا فزاع الإثنين، 30 مارس 2015 09:20 ص

طوابير طويلة، وفترات انتظار أقصرها تصل لـ3 ساعات، وفشل فى تشخيص الأمراض بشكل سليم، وصعوبة فى الوصول للطبيب، ومعاملة «غير آدمية»، هذا هو المشهد الذى تقابله أمام العيادات الخارجية لأغلب المستشفيات الحكومية فى مصر، التى يضطر المواطنون للجوء إليها لإجراء الكشف الطبى، لضيق ذات اليد.

«اليوم السابع» زارت 3 مستشفيات «القصر العينى وأبوالريش والدمرداش» التى تصنف على أنها من المستشفيات الكبرى فى مصر، للتعرف على مشاكل وشكاوى المرضى، التى بدت واحدة.

البداية كانت أمام مستشفى الدمرداش، فى تمام الساعة الواحدة ظهرا، حيث يئست الحاجة منى إبراهيم المرأة الستينية العمر من احتمال الوصول لطبيب العظام، وإجراء الكشف الطبى المطلوب.

«الحاجة منى» التى تعانى من التهابات فى المفاصل، وتأتى من محافظة المنوفية، يوميا طوال 3 أسابيع، لتوقيع الكشف عليها تقول: «أخرج من المحافظة فى السابعة صباحا وأصل فى العاشرة فلا أجد الطبيب، ثلاثة أسابيع على هذا الحال ولم أقم بإجراء الكشف حتى الآن».

الحالات المرضية


مشكلة «الحاجة منى» تلخص ما يحدث للمرضى الذين يعيشون فى المحافظات، الذين يضطرون للمجىء للقاهرة للكشف فى العيادات الخارجية، لعدم توافرها فى المحافظات.

وتتراص الحالات المرضية بمستشفى الدمرداش أيضا، فى محاولة للوصول للطبيب، وتؤكد «آية على» الفتاة التى كانت تنتظر إنهاء اختبار حساسية تجريه فى المستشفى أن «الأزمة تكمن فى ضرورة الانتظار فترة طويلة لإنهاء العلاج، حيث إنها اضطرت للانتظار مدة وصلت للشهر لإجراء اختبار الحساسية، فما بالنا إذا كانت الحالة طارئة ولا يستطع صاحبها الانتظار، أو إجراء الكشف الطبى على نفقته فسيتعرض لانتكاس حالته أو الوفاة، وهذا ما يحدث مع عدد كبير من المرضى».

العيادة الخارجية لمستشفى أبو الريش


من مستشفى الدمرداش ننتقل إلى مستشفى أبو الريش التعليمى، المفترض أنه المكان المخصص للكشف على الأطفال وعلاجهم، لتقابلنا الطوابير الطويلة، والشكاوى التى يتبادلها أهالى المرضى، يقول سيد عبد المعطى والد أحد الأطفال «نلاقى أسوأ معاملة، وأقل اهتماما، فابنى الذى لم يكمل عامه الأول توفى نتيجة إهمال الأطباء، بعد ما أتيت للكشف عليه، وطلب الطبيب المعالج إجراء جراحة، ثم كتب له نوع علاج خاطئ تسبب فى وفاته».

سيد عبد المعطى والد أحد الأطفال يشكو الإهمال


يضيف الوالد «من المفترض أن هذا أكبر مستشفى لعلاج الأطفال، وكنا نأتى له يوميا من مكان سكننا بأطفيح، ورغم ذلك يتعامل معنا الأطباء بشكل غير لائق، كما أن أغلبهم لا يهتمون بأبنائنا بالكشف عليهم أو متابعتهم».

يتابع «عبد المعطى» حديثه «ما حدث مع أبنى دليل على ذلك، حيث أهمله الأطباء حتى تعرض للوفاة، ولكننى لن أترك حقه وسأقاضى المستشفى والأطباء حتى لا يفعلوا هذا مع بقية الأطفال والمواطنين».

مستشفى أبو الريش


على باب مستشفى أبو الريش أيضا قابلنا إحدى السيدات التى قالت «إن ما يروج عن مجانية العلاج فى المستشفيات الحكومية وإنه علاج على نفقة الدولة «غير حقيقى»، فالمواطن يجد نفسه مطالبا أن يدفع أغلب تكاليف علاجه، التى لا تغطيها المستشفى، فالتحاليل تجرى على نفقتك والأشعة على نفقتك والحجز على نفقتك والعلاج على نفقتك». وتتدخل إحدى المواطنات الواقفات أمام باب المستشفى قائلة «نعانى من مسألة الحصول على العلاج، فللمرة الثانية على التوالى آتِى للمستشفى للحصول على علاج ابنى، ولكنى لا أجده وأضطر لشرائه من الخارج بثمن أعلى».

نتحرك من مستشفى أبوالريش إلى القصر العينى، لنجد أكبر تجمع للمواطنين من مناطق ومحافظات مختلفة، فهذا الرجل أتى من بنى سويف وهذه السيدة أتت من محافظة الشرقية وهذه الفتاة أتت من حلوان، وهذه المرأة الستينية أتت من منطقة المنيب، ومن بين هؤلاء كانت تجلس فتاة عشرينية مع والدتها بعدما جاءوا فى الثامنة صباحا للوقوف فى أول طابور الكشف، آملين فى حجز الابنة فى المستشفى لتعرضها لحالة اختناق متكررة، نتيجة وجود غضاريف فى أنفها تمنعها من التنفس.

العيادة الخارجية لمستشفى القصر العينى


وبعد حضورهما لأيام لتوقيع الكشف، فوجئا بالطبيب المعالج، يؤكد لهما صعوبة حجز الفتاة الآن، بسبب عدم وجود أماكن كافية فى المستشفى، وطلب منهما الانتظار للشهر المقبل، مما دفعهما للتذمر، رافضتين طلب الطبيب، ولكن دون جدوى، تقول الأم «دى تانى مرة نأتى أملا فى حجز الابنة التى تعانى من اختناق متكرر يصعب معه التنفس، ولكنها لم تحصل على شىء ولا حتى رد الطبيب المعالج».


موضوعات متعلقة..


- الطفل «على» ضحية العلاج فى التأمين الصحى.. الطبيب شخص حالته على أنها «مرض الصدفية».. وخضع لعلاج غير صحيح لمدة سنتين

- «أم أحمد» تتمنى من المسؤولين التدخل لعلاجها لترى «نور الله مرة أخرى»..أم الأبناء الأربعة أصيبت بنزيف فى الشبكية والطبيب أخبرها أنها سترى ولكن لم يحدث